رأى

التطرف الفكري في الغرب مفرخة للإرهاب الدولي

استمع

د. أحمد تُركيimages (2)

وفي ذات الاتجاه قال الشيخ أحمد تركي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ومدير عام مراكز تدريب الأئمة بوزارة الأوقاف المصرية نحن أمام أنموذجين من المسلمين أحدهما يقوده نور الإسلام ومحجته البيضاء إلى التسامح والتعايش مع الآخر، وهذا ما عليه جلُّ المسلمين، والآخر تقوده عصبيته إلى الصدام حتى مع المسلمين، وهذا الأنموذج لا شك أنه مزعج للشرق والغرب، وجود التطرف الفكري في الغرب ونشاطه تحت غطاء وحماية الحكومات الأوروبية من أبرز انتشار التطرف والإرهاب في العالم كله، فأصبحنا أمام معادلة، العداء للإسلام والعداء للغرب، ومتعصبي الغرب ومتعصبي الإسلام، وما حربهم على ما يسمى “البوركيني” وقد يسميه البعض –خطأ- بـ”المايو الإسلامي”، ما هي سوى رفضهم القاطع لأي مظهر من مظاهر الإسلام في فرنسا، ومع ذلك، فنحن ننصح جاليتنا المسلمة بفرنسا والبلاد الأوروبية قاطبة أن يجتنبوا المواجهات ويردوا على من اعتدى عليهم بالحكمة والموعظة، والدعوة إلى دين الحق، كما ننصح الأخت المسلمة بالابتعاد عن هذه الشواطئ التي يكثر فيها الاختلاط والعري والخمور وكل ما يغضب الله عز وجل، كما أن لباس “البوركيني” ليس لباسا شرعيا يسمح بارتدائه أمام الأجانب، فهو يصف جسم المرأة، ولدى ابتلاله بالماء يصبح شفافا، وهذا ما لا يرضاه ديننا الحنيف، وواصل يقول تجاهل المسلمين للإساءات ضد النبي والإسلام التي يقترفها البعض استفزازاً للمسلمين، هذا ودعا الشيخ التركي كافة المسلمين الانشغال بتصحيح أوضاعهم حتى تصحح صورتهم وصورة الإسلام في عيون الغرب، مع التأكيد على أن الإرهاب بأنواعه لا دين له، وصورة الدين تختلف عن صورة تابعيه، فالإسلام بريئ من الإرهاب براءة المسيحية من زواج الشواذ في الكنيسة، وهذا يحتم على المسلمين امتلاك وسائل إعلامية ضخمة تعكس صورة القيم في الإسلام بعيداً عن السياسة وألاعيبها.

وللتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا اقترح التركي مجموعة من الحلول يراها مناسبة وفي مقدمتها إعداد خطاب حضاري علمي ثقافي يصل الإسلام بالغرب، خطاب يندمج من خلاله المسلم في المجتمع الغربي ويعطيه انتماءه الوطني دون أن يهدد ولاءه لله عز وجل ودينه ونبيه، خطاب يجيب على كل تساؤلات الغرب عن الإسلام بالمنطق والحجة والبيان، خطاب إنساني روحي ثقافي حضاري، ويفتح باب الاجتهاد على مصراعيه في فروع الشريعة ومسائلها وتراثها، وينظر في القرآن الكريم بعيون الإنسان المعاصر وليس بعيون إنسان القرن الرابع الهجري، قيام الأزهر الشريف بالبدء فوراً بمشروعين متوازيين، الأول تجديد وتنقية التراث الإسلامي، والآخر مشروع خطاب حضاري قابل للتطبيق في ظروف وواقع الغرب، ومنح الشباب المسلم الغربي منحاً دراسية في الأزهر الشريف وإعداده إعداداً جيداً، بالإضافة إلى استحداث الشراكة بين المؤسسات التعليمية والثقافية العربية والغربية والزيارات العلمية المتبادلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى