رئيس التحرير

عفواََ.. شيخ الأزهر الجليل !

استمع

أشرف أبو عريفأشرف أبو عريف رئيس تحرير الدبلوماسى

بعيدا عن الخوض فى تفاصيل الخلاف القائم بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية بشأن حج هذا العام وحرمان أو مقاطعة الحجاج الإيرانيين لأداء فريضة الحج بسبب سقوط المئات من الحجاج الإيرانيين موتى فى مشعر منى وغيرهم من جنسيات مختلفة العام الماضى، فإن تصريح شيخ الأزهر د. الطيب جاء مثيراََ للجدل بإشارته من بعيد بأن الإيرانيين أستبدلوا الحج فى مكة بالحج فى كربلاء طبقاََ لفتوى بالكذب على الإمام الخامنئى حسب ما جاء فى بعض الصحف المصرية. إلا أن مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة علق على الخبر بالبيان التالى:

رئيس تحرير جريدة الوطن 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

طالعتنا موقع جريدة الوطن الیوم 11 سبتامبر 2016 عنوانا و تقریرا فی صفحتها الاولی یشیر الی ” الأزهر يرد على (الإمام) خامنئي : فرضية الحج لا تسقط بزيارة أماكن أخرى” من بيان صادر من المشيخة الأزهر حول حج الایرانیين فی کربلا  فی هذه السنة بناء علی فتوی من سماحة  الامام السید علی الخامنئی حفظه الله.

– نفیدکم علما و القراء المحترمین بانه لایوجد مثل هذه الفتوی اطلاقا  لا فی هذه السنة و لا فی غیرها و هذا قول زور و افتراء علی سماحة الامام.

– واما الحج فشعیرة عظیمة من شعائر الاسلام کتب علی من استطاع الیه سبیلا واما زیارة الامام الحسین علیه السلام فی یوم عرفة  فالاحادیث و الروایات واردة فی عظیم ثوابها و اجرها تزود بها المشتاقون  طیلة القرون وفی هذه السنة وغیرها.

– إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قامت بكافة جهودها الفنية والغير سياسية لإتخاذ التدابير اللازمة حتى يستطيع حجاج إيران تأدية مناسك الحج لهذا العام ولكن السعودية تصر على تسييس هذه الفريضة الديينة للأسف فعلاوة على تقصير السعودية الواضح في إتمام مهمة استضافة حجاج بيت الله الحرام واقحام الخلافات السياسية في فريضة دينية فإنها تستخدم الإعلام كأداة غير عادلة لتظهر إيران  وكأنها مقصرة وتسعى للتهرب من مسؤليتها الشرعية والدولية.

– إن عدم كفاءة السعودية وتقصيرها وعدم تأمينها لحجاج بيت الله الحرام وخلق العقبات هو السبب الرئيسي لعدم أداء مسلمي إيران لفريضة الحج هذا العام.

– مما لا شك فيه أن وسائل الإعلام تتحمل دور مهم في نقل الصورة كاملة وصحيحية للوقائع والأحداث لعموم الشعب، كما يجب على وسائل الإعلام بواجبها الإنساني ودورها المنوط بها تجاه ألاف المظلومين.

بمزيد من الامتنان وفي إطار تنوير الرأي العام، نرجوا نشر هذا التكذيب في جريدتكم لتصل لعموم الشعب ونخبة المجتمع المصري.

وتفضلوا بقبول وافر التقدير والإحترام

إلى هنا ينتهى البيان.. فلا شك أن مكانة الأزهر على مر العصور تقف شاهداََ على عصر الأزمات السياسية والأيديولوجية وغيرها فى تقريب وجهات النظر وسد الفجوات تماما فى وجه المتربصين بالإسلام والمسلمين. فعلى سبيل المثال، كم أكد د. محمد سيد طنطاوي ـ شيخ الأزهر الأسبق ـ أنه لا فرق بين السُنة والشيعة وأن كل من يشهد أن لا إله إلا الله فهو مسلم، وأن الخلاف، إن وُجد، فهو خلاف في الفروع وليس في الثوابت والأصول، والخلاف موجود في الفروع بين السنة أنفسهم والشيعة أنفسهم، وقال إن كل من يحاول إشاعة الخلاف بين السنة والشيعة مأجور، وإنه يجب علينا أن نواجه هذه الهجمة الشرسة ضد الدين الإسلامي، فالأمر الأهم هو ضرورة الاعتصام بحبل الله إن لم يكن من أجل الدين، فعلى الأقل من أجل الدنيا التي يلتقي فيها الجميع على طاعة الله. وشيخ الأزهر يرى أن التقريب بين المذاهب أمر إيجابي ويجب السعي إليه وتشجيعه لأنه من خير الأعمال ومن التعاون على البر والتقوى.

وأتساءل: ماذا لو قام فضيلة شيخ الأزهر بجولة مكوكية بين مسؤلى الحج فى إيران والسعودية ونزع فتيل الخلاف؟ ماذا لو جاء تصريح شيخ الأزهر حافظا لماء وجه الطرفين وليس لتسييس الموقف لصالح السعودية على حساب إيران؟ ماذا لو طرحنا الخلافات السياسية جانبا ومن قبلها الأهواء حرصا على صورة الإسلام والمسلمين؟ ماذا لو لعب رجال الدين الدور الإيجابى فى رأب الصدع بين المتخاصمين؟

أعتقد نستطيع.. فالتحديات التى يئن منها العالم الإسلامى كافية لعودة اللُحمة بين فُرقاء المسلمين.. وهذا لن يكون إلا بعودة ريادة الأزهر الشريف كما كان معهوداََ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى