رأى

ما وراء التعلیق علی الانتخابات المحلیة في فلسطین

استمع

بالطبع ان موضوع اصدار القرار بشأن التعلیق علی الانتخابات للفلسطینیین ما کان مفاجئا کثیراً لأنهم کانوا یدرکون أن محمود عباس لایرغب کثیرا في اجراء هذه الانتخابات بل قبلها تحت وطأة القوی الاجنبیة خاصة الاتحاد الاروبي و ان محمود عباس کان یدرک جیدا ان حماس لن یشارک في هذه الانتخابات و من اجل هذا تجري الانتخابات في الضفة الغربیة فقط دون المناطق الاخری. لکن عزم حماس علی المشارکة في الانتخابات و اعلان دعمها من اللوائح المستقلة في الضفة الغربیة( من اجل خوفها من اعتقال نشطاء حماس من قبل الاجهزة الامنیة لمرکز السلطة الوطنیة الفلسطینیة في الضفة الغربیة) قد عطل جمیع الخطط المدروسة لمحمود عباس.

حسب القرار الصادر من المحکمة العلیا الفلسطینیة في مدینة رام الله، مرکز السلطة الوطنیة الفلسطینیة، قد اجلت الانتخابات الخاصة بالمجالس المحلیة التي کانت من المقرر ان تجری في الثامن من الشهر المیلادي المقبل في الضفة الغربیة لنهر الاردن و قطاع غزة -حسب المصادر المطلعة-الی دیسمبر المقبل. سابقا کانت قد طالبت نقابة المحامین في الضفة الغربیة عبر رفع شکوی الی المحکمة العلیا الفلسطینیة في مدینة رام الله الغاء الانتخابات المحلیة و ذلک لانه ما تمّ تعیین المحاکم و الهیئة القضائیة في الضفة الغربیة من قبل رئیس مرکز السلطة الوطنیة الفلسطینیة، محمود عباس و لذلک تفقد الشرعیة. و من هذا المنطلق قد صرحت المحکمة العلیا الفلسطینة في قرارها: قد اجلت الانتخابات الی ۲۱ دیسمبر المقبل مادامت لاتکشف اسباب الغاء الانتخابات المحلیة – ایضا الانتخابتین الماضیتین- في القدس المحتلة و اسباب عدم شرعیة محاکم الاستئناف.
و ان تشکل الخلافات الموجودة بین حرکتي فتح و حماس الاسباب الرئیسية لاصدار هذا القرار من قبل المحکمة العلیا الفلسطینیة، لکن یبدو أن المخاوف التي توجد عن النتائج المحتملة لهذه الانتخابات تشکل الاسباب الرئیسیة لاصدار هذا القرار. یقال في هذا الصدد: ان الخوف من انتصار حماس قد اجبر مرکز السلطة الفلسطینیة و محمود عباس علی ان یؤجلا الانتخابات تحت وطأة الاعباء النفسیة الشدیدة المحتملة من قبل مصر و الاردن و هذا في حالة ان هذین البلدین یحاولان معا حتی یمهدا ظروفا للانهاء علی الخلافات الداخلیة بین حرکتي فتح و حماس و خاصة محمود عباس و محمد دحلان حتی تحصل عبر هذا الصلح ظروف افضل لاجراء الانتخابات من قبل حرکة فتح. في الواقع ان فوز حماس في الانتخابات خاصة في الضفة الغربیة یهدد مصالح مصر و الاردن تبعدان کثیرا عن حدود الضفة الغربیة و غزة. 
بالطبع ان موضوع اصدار القرار بشأن التعلیق علی الانتخابات للفلسطینیین ما کان مفاجئا کثیراً لأنهم کانوا یدرکون أن محمود عباس لایرغب کثیرا في اجراء هذه الانتخابات بل قبلها تحت وطأة القوی الاجنبیة خاصة الاتحاد الاروبي و ان محمود عباس کان یدرک جیدا ان حماس لن یشارک في هذه الانتخابات و من اجل هذا تجري  الانتخابات  في الضفة الغربیة فقط دون المناطق الاخری. لکن عزم حماس علی المشارکة في الانتخابات و اعلان دعمها من اللوائح المستقلة في الضفة الغربیة( من اجل خوفها من اعتقال نشطاء حماس من قبل الاجهزة الامنیة لمرکز السلطة الوطنیة الفلسطینیة في الضفة الغربیة) قد عطل جمیع الخطط المدروسة لمحمود عباس. استنادا الی ما ذکر من الضروري علینا الاشارة الی نقطتین هامتین: 
الاولی: ان اصدار قرار المحکمة العلیا الفلسطینیة قد ادی الی نجاة محمود عباس لانه کان یحاول منذ زمن بعید بسبب خوفه من فشل فتح في هذه الانتخابات لتاجیلها.
الثانیة: ان جهاز فلسطین القضائي قداصدرهذا القرار بدوافع سیاسیة و تحت الوطأة المهددة من قبل الاجهزة الامنیة الفلسطینیة حتی یستطیع عبره ان یهیئ علی الاقل فرصة ما لحرکة فتح لاتخاذ قرار افضل في الانتخابات المقبلة. 
المصدر: موقع البصیرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى