رأى

مؤتمر طهران الدولي السادس واولوية تحرير فلسطين والقدس الشريف

استمع

بقلم : حميد حلمي زادة

ارتبطت الثورة الاسلامية بقضية فلسطين والقدس الشريف ارتباطا وثيقا منذ انتصارها وقيام الجمهورية الاسلامية في ايران عام 1979 وحتى يومنا هذا.

اول مؤتمر تضامني ايراني عملي وحقيقي تجسد بعد أيام من اسقاط نظام الشاه العميل عبر طرد سفارة “اسرائيل” من قلب العاصمة طهران وتسليم السفارة الى منظمة التحرير الفلسطينية بحضور زعيمها المناضل الراحل ياسر عرفات – ابو عمار – ومشاركة عدد من كبار المسؤولين وحشود غفيرة من ابناء الشعب الايراني .

في تموز 1979 دعا زعيم الثورة الاسلامية الراحل الكبير الامام السيد روح الله الموسوي الخميني (قدس سره الشريف) الى تسمية الجمعة الاخيرة بشهر رمضان المبارك من كل عام يوما عالميا للقدس ، واحياء هذه المناسبة المعنوية والسياسية من خلال تظاهرات ومسيرات تعبوية مليونية في داخل ايران وخارجها.

تعرضت ايران بسبب هذين الموقفين الحازمين لحرب عدوانية غادرة عام 1980 شنها الطاغية صدام حسين خدمة للاجندات الصهيوغربية واستمرت ثماني سنوات، كان الهدف منها اسقاط الثورة الاسلامية والجمهورية الفتية واعادة ايران من جديد الى سابق عهدها دولة مستعبدة تسير فقط في فلك الاستكبار العالمي واميركا المتصهينة. لكن هذه المؤامرة باءت بالفشل الذريع وخرجت الجمهورية الاسلامية الايرانية منها اصلب عودا واقوى تماسكا واكثر تطورا.

في عام 1990 عقدت وزارة الخارجية الايرانية بقاعة معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية في طهران اول مؤتمر دولي لمناصرة حقانية الثورة الفلسطينية .

في عام 1991 عقد مجلس الشورى الاسلامي الايراني المؤتمر الدولي الاول لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني وتحرير القدس الشريف في طهران بمشاركة كبار الشخصيات البرلمانية والحركية والعلمائية والثورية . وكان لكاتب السطور شرف المشاركة في اصدار ملحق يومي خاص لجريدة كيهان العربي العريقة بهذه المناسبة الى جانب زملاء آخرين.

واصلت الأمانة العامة لدائرة فلسطين في البرلمان الاسلامي الايراني، وبتوجيه مباشر من سماحة قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله الوارف) مسيرتها العملية بعقد خمسة مؤتمرات عالمية لمساندة الانتفاضات والتحركات النضالية للشعب الفلسطيني المجاهد.

وها هي اليوم تعقد في طهران مؤتمرها الدولي السادس بمشاركة كبار المسؤولين البرلمانيين من 80 دولة ومشاهير القادة السياسيين والثوريين والدينيين من انحاء العالم ، ابتغاء حشد القدرات والقوى الفلسطينية المؤمنة باتجاه نبذ الخلافات الجانبية والثانوية اولاً ، والتفرغ ثانيا لمقارعة العدو الصهيوني المتغطرس والحاق ضربات قاصمة به ، وبظواهره الفتنوية والتكفيرية الجديدة، وذلك بعدما اثبتت الانتصارات الظافرة التي الحقتها المقاومة الاسلامية الباسلة في لبنان وفلسطين طيلة الاعوام العشر الماضية ان ” اسرائيل” هي اوهن من بيت العنكبوت ونمر من ورق ، وان تحقيق الانتصار النهائي عليها وطردها من فلسطين والقدس الشريف ، لا يحتاج سوى الى توحيد الصف الاسلامي والعربي والى العمل بتنسيق تام والى النوايا الصادقة المتحررة كليا من المؤثرات والضغوط والاملاءات الغربية والاقليمية الشرّيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى