رأى

إنتخابات صاحبة الجلالة!

استمع

بقلم: أسامة زايد

تمر مهنة الصحافة بمرحلة عصيبة تتطلب منا جميعاً ان نتكاتف من أجل ان تقوم من عثرتها. فالشعب المصري والعالم العربي ينظر ويراقب انتخابات نقابة الصحفيين علي انها مهنة أصحاب القلم وقلعة الحريات وانها الانتخابات التي تتسم بالشفافية والنزاهة في كافة مراحلها من فتح باب الترشح ومرحلة الدعاية وتقديم الطعون والتنازلات وعملية الفرز حتي اعلان النتيجة.

مهنة الصحافة المصرية اصبحت علي المحك. بسبب تراجع نسب التوزيع. وفقد المحتوي الذي يجذب القاريء والذي يتسقطع من قوته لشراء جريدة أو مجلة فضلا عن سوء الادارة وعدم وضوح الرؤية للارتقاء بالمهنة. والثورة التكنولوجية التي تجتاح العالم. فأصبح من السهل الحصول علي الخبر والمعلومة من خلال جهاز المحمول. وانت جالس في بيتك. اضافة إلي الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد بعد ارتفاع الدولار إلي حدود غير مقبلة مما كان له الأثر الواضح علي مقومات انتاج الصحافة من أحبار وأوراق وغيرها.

ولكن علينا إلا ندفن رءوسنا في الرمال وننتظر القضاء علي مهنتا التي اقسم الله بها في كتابة العزيز “ن والقلم وما يسطرون” فهي رسالة ومهنة لها قدرها لذلك علينا كعاملين بمهنة الصحافة ان نتحري الدقة والخبر الصادق وان نتسلح بالعلم والمعرفة والتدريب علي وسائل التكنولوجيا الحديثة وننحاز إلي الوطن في معاركه ضد الارهاب ونحافظ علي استقراره وان ننحاز إلي المواطن في حمل همومه وآلامه وتطلعاته وطموحاته ووضعها أمام صانع القرار لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية.

زملائي الاعزاء عليكم جميعاً مسئوليات في التدقيق وحسن اختيار النقيب وأعضاء المجلس في هذه المرحلة الدقيقة لانقاذ مهنتنا وعودة هيبتها والحفاظ علي كياننا النقابي.

وعلي نقيب الصحفيين ومجلس النقابة القادم مسئوليات وتحديات جسام بالبحث عن وسائل حديثة لتقدم المهنة وتقديم مشاريع قوانين تحمي حرية وكرامة الصحفي في حقه في الحصول علي المعلومات وهو ما يعرف بقانون حرية وتداول المعلومات وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي فضلا عن ترشيحات الهيئة الوطنية للاعلام والصحافة التي يجب ان يكونوا من المهنيين الاكفاء ويتم الاطلاع علي سيرتهم ووضع الضوابط في اختيار رؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف القومية وان يكون لديهم برامج في الارتقاء باصداراتهم بعيدا عن الشللية والانتماء إلي فصيل معين فالعمل النقابي يا سادة يتطلب خلع الرداء الحزبي خارج جدران النقابة ويكون انتماؤنا إلي المهنة والصحفيين.

وعلي مجلس النقابة القادم ان يسعي بجدية في حل مشاكل الزملاء المتعطلين عن العمل في الصحف الخاصة والحزبية والمستقلة سواء التي اغلقت أو التي تمارس عملها لضمان حرية وكرامة الصحفي.
وبالنسبة لبدل التدريب والتكنولوجيا لابد من السعي إلي زيادته وان توضع نسبة زيادة سنوية لكي تناسب الارتفاع في الاسعار والتضخم ولا يرتبط ذلك بموعد انتخابات الصحفيين فهو ليس منحة من أحد ومن حقوق ومكتسبات ونضال الصحفيين.

وكذلك بحث وضع مظلة تأمينية للزملاء الذين يعملون في مناطق التظاهر والنزاعات والحرب علي الإرهاب كسيناء فالصحافة المصرية فقدت زملاء اعزاء خلال الاعوام الماضية أثناء تغطية الأحداث وكذلك العمل علي حماية الزملاء الذين يعملون تحت التدريب في الصحف للحفاظ علي حقوقهم في التعيين وتحقيق الاستقرار المهني والوظيفي وتوفير السكن المناسب لشباب الصحفيين وحل مشكلات المشروعات المتعثرة.

كما عليهم السعي في تعديل القانون ليكون لازما مد سن تقاعد الصحفيين ال 65 عاماً.
في النهاية اتمني التوفيق لمجلس النقابة القادم في تحقيق آمال وتطلعات الصحفيين في الحفاظ علي كيانهم النقابي وكرامة الصحفي. فالصحافة الحرة ليست وظيفة بل هي مهنة ورسالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى