رئيس التحريرسلايدر

استفتاء كردستان.. الشهد والدموع!

استمع

أشرف أبو عريف

وكسة من وكسات الشرق الأوسط الممزق بفعل القُوى الطامعة فى ثرواته فوق وتحت الأرض.. هكذا، تأتى نتيجة استفتاء إقليم كردستان المؤيدة للإنفصال عن الوطن الأم الشامل العربى وعن الوطن الأب العراقى رغم الرفض الدولى إذ بان المؤتمر الدولى للجمعية العامة للأمم المتحدة والرفض الإقليمى بإستثناء إسرائيل التى تقف مؤيدة وداعمة لإنفصال الإقليم.

لم يستجب النظام الإتحادى لكردستان للدعوات والتحذيرات العربية والإقليمية ومن بينها تركيا وإيران وراح سكان الإقليم يدولون بأصواتهم بين التأييد والرفض، غير أن كفة التأييد من قِبلْ الأكراد كانت الأرجح وعليه قرعت الطبول وسالت دموع الشهد والفرح..

بالطبع القوى الإقليمية ذات الأقلية الكردية حشدت كافة قُواها السياسية والدلوماسية والعسكرية قبل وبعد إجراء الإستفتاء لوأد الفكرة قبل مولدها أو خلال فترة الحمل أو خلال الطفولة المبكرة من عمرها.. وباتت كل الخيارات لتركيا وإيران مطروحة وكانت البداية حظر الرحلات الجوية من وإلى مطارات أربيل والسليمانية بناءا على قرار الحكومة العراقية وتأييد البرلمان العراقى لها طبقا للدستور العراقى..

ولهذه الأعراض، يلوح فى الأفق ويلات الإنفصال والخراب المنتظر للإقليم وبالتالى تسيل دموع الندم أسفا على دموع الشهد التى تلت عملية التصويت مباشرة..

المؤكد أن الوازع وراء هذه العملية هو صراع الأنا فى شمال العراق وكذا أكراد إيران وكذلك فى تركيا مرورا بسوريا بالطبع.. وكون الأنانية المسؤل الأول، فإن نجاح قوات الحشد الشعبى والقوات العراقية والسورية والتنسيق الإقليمى خاصة التركى فى دحر تنظيم الدولة “داعش”، فإن هذا يكفى لوأد الحركة الإنفصالية بقيادة مسعود البارزانى والحالم برئاسة دولة فى مكمنها، وعلى البرزانى العودة لرجاحة العقل وبالتالى تجنيب الإقليم ويلات لم ولن تُحمد عقباها..

وكالعادة، فإن هناك لاعبين وحكام يديرون اللقاء وجماهير تجيد الطبل والرقص على نزيف الدم وظرف العيون للحيلولة دون نجاح الحركة حتى لا تنتشر كالنار فى الهشيم ليس فقط فى الدول ذات الأقلية الكردية، بل دول عربية أخرى وهذا بالطبع السر وراء الرفض العربى لإنفصال الإقليم وأيضا الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه.

وربما الشىء الإيجابى الوحيد لهذه الأزمة هو تلاقى بعض الفرقاء على هذا الملف، وبالتالى قد يكون الخير فى الشر كامن..

فهل تلتئم جراح الفرقاء عربيا وإقليميا.. أم يسود كابوس شهد التصويت بالإنفصال وتنتشر عدوى الحركات الإنفصالية فى ربوع العرب طبقا للعرقيات والأيدولوجيات؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى