رأى

تاملات حول زيارة اردوغان لطهران

استمع

محمد رضا مرادي

وفي اللقاء بين قائد الثورة في ايران و اردوغان طرحت نقاط هامة جدا يمکن ان تسمي بخارطة الطريق للبلدين لمواجهة استفتاء کردستان العراق و القضايا الاقليمية، ان قائد الثورة الاسلامية في لقائه مع ردوغان و بالتاکيد علی ضرورة زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، اعتبر الاتفاق و التعاون بين ايران و ترکيا بشان القضايا الهامة في العالم الاسلامي امرا مهما و موثرا جدا و في اشارة الی مصالح الولايات المتحدة و الکيان الصهيوني في اجراء استفتاء علی اقليم کردستان العراق.

وصل الرئيس الترکي، رجب طيب اردوغان الي طهران يوم الاربعاء، ۱۲ اکتوبر لاجراء محادثات مع کبار المسؤولين في جمهورية ايران الاسلامية، و جاءت زيارة اردوغان الی ايران بعد يومين من زيارة رئيس الارکان المشترکة للجيش الترکي الي طهران، و اعلن اردوغان قبل السفر الی طهران ان هدفي من هذا السفر يکون المشارکة في اجتماع تعاون استراتيجي رفيع المستوي، و سنناقش عن قضية شمال العراق ايضا و سارجع الی ترکیا مع خارطة طريقة مهمة.
 و کان هذا السفر ذا اهمية کبيرة لانه حدث عندما تم اجراء استفتاء کردستان العراق و عارضه کل المجتمع الدولي باستثناء الکيان الصهيوني، ولکن النقطة الهامة هي ان ترکيا قد اقتربت من ايران مرة اخری بينما کان هذه الدولة تعارض الاستراتيجيات الایرانیة الاقليمية علی مدی السنوات الست الماضية و قد تجلي هذا الامر بشکل واضح في القضية السورية. حيث کانت ايران  تدعم سیادة الدولة السوریة و رئیسها الشرعي بينما کان اردوغان علی العکس من ذلک. ولکن عندما وصلت خطة ترکيا و الدول العربية الرجعية الاخری لانتصار الارهابيين في سوريا و الاطاحة بالرئيس بشار الاسد الي طريق مسدود، لقد اقتربت موقف اردوغان من موقف ايران.
و في الواقع، عندما قامت الولايات المتحدة بتسليح الاکراد في شمال سوريا و وفرت اسباب استقلالها، فشعرت ترکيا بقلق، لان اعتماد الاکراد السوريين علی ترکيا يمکن ان يثير الاکراد الترکيا، البالغ عددهم ۲۰ ميليونا، ضد حکومة انقرة، و بالاضافة الی ذلک، تسبب الاستفتاء في کردستان العراق نوع من الذعر الاستراتيجي في ترکيا، لانه اذا تحققت فکرة استقلال کردستان العراق، فتعتبر ترکيا نفسها اکبر ضحية لهذه القضية، و لهذا السبب سافر اردوغان الی طهران لاحتواء هذا التهديد، و في الواقع اصبحت ايران و ترکيا الآن علی طريق مشترک للتعامل مع قضية مشترکة و يمکن لزيارة اردوغان لطهران تعد بتوسيع العلاقات بين انقرة و طهران.
 و في اللقاء بين قائد الثورة في ايران و اردوغان طرحت نقاط هامة جدا يمکن ان تسمي بخارطة الطريق للبلدين لمواجهة استفتاء کردستان العراق و القضايا الاقليمية، ان قائد الثورة الاسلامية في لقائه مع ردوغان و بالتاکيد علی ضرورة زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين، اعتبر الاتفاق و التعاون بين ايران و ترکيا بشان القضايا الهامة في العالم الاسلامي امرا مهما و موثرا جدا و في اشارة الی مصالح الولايات المتحدة و الکيان الصهيوني في اجراء استفتاء علی اقليم کردستان العراق اضاف: “ان الولايات المتحدة و القوی الاجنبية لايمکن الاعتماد عليها و انها تتطلع الی اقامة “اسرائيل جديد” في المنطقة”، و قال آية الله علی خامنئي، مشيرا الی مشاکل خطيرة في العالم الاسلامي من شرق آسيا و ميانمار الی شمال افريقيا: “في مواجهة هذه المشاکل، اذا توصلت ايران و ترکيا الی اتفاق بشان مسالة، فسيتحقق ذلک الاتفاق و يفيد کلا البلدين و العالم الاسلامي”. کما ذکر السيد اردوغان انه لا احد يعترف بکردستان العراق باستثناء الکيان الصهيوني و قال: “ان جيران العراق بالتاکيد لايمکن ان يقبل هذا القرار و لذلک، لايمکن للسلطات الکردية العراقية من الآن فصاعدا، اتخاذ خطوة و لن يکون لهم مخرج.”
و في الواقع، مع زيارة اردوغان لطهران لقد اتفقت ايران و ترکيا علي مسالتين هامتين جدا هما الاستفتاء علي کردستان العراق و مستقبل سوريا. ان هذه المسالة هامة جدا. لان هذين البلدين يعتبران من القوي العليا في المنطقة و في الاساس، کان احد الاسباب الرئيسية لعدم التوصل الي حل سياسي في سوريا، هو المعارضة الترکية. کما ان قرب مواقف طهران و انقرة يمکن ان يکون مهما في توفير الامن الاقليمي و يمکن ان يؤدي الي فشل الخطوة الاولي في مشروع تقسيم المنطقة، اي الاستفتاء علي کردستان العراق. و من ناحية اخري، فان هذه المسالة تعني بطبيعة الحال اضعاف الجبهة المقابلة، و علي وجه الخصوص، لقد اقتربت قطر من ايران من خلال الابتعاد عن المملکة العربية السعودية ايضا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى