رأى

أذربيجان.. واستعادة الحقوق

استمع

د. أميرة عبد الحكيم

تخوض اذربيجان منذ ما يقرب من اسبوع حربا ضروس ضد ارمينيا فى اقليم كاراباخ الاذرى المحتل من جانب ارمينيا منذ تسعينيات القرن الماضى، تلك الحرب التى تجددت بين الحين والآخر بسبب التعنت الارمينى فى الاجلاء عن الاراضى الاذربيجانية المحتلة والتى تمثل خمس اراضى اذربيجان.

ورغم الحق الاذربيجانى الذى منحه لها القانون الدولى بحكم القرارات الدولية الصادرة من مجلس الامن والجمعية العامة التابعين للامم المتحدة، وغيرها من المنظمات الاقليمية التى تقر بحق اذربيجان فى استعادة اراضيها المحتلة، إلا أن ارمينيا لا تولى هذه القرارات اية اهمية بل تستند إلى دعم بعض الاطراف الدولية والاقليمية لاستمرارها فى احتلال الاراضى الاذربيجانية، وهو ما يستوجب ان يكون هناك تحرك دولى واقليمى لاستعادة الاراضى المحتلة.

ولكن بسبب الصمت الدولى الذى اقتصر فحسب على المناشدات والمطالبات فى حين تزداد يوما بعد يوم التجاوزات الارمينية وانتهاكاتها لالتزاماتها الدولية بحكم الاتفاق الموقع بين البلدين لوقف اطلاق النار والدخول فى مفاوضات جادة للوصول إلى حلول لهذه القضية التى تعد ثانى قضية من حيث امدها بعد القضية الفلسطينية. بل يرى البعض انها تتزامن زمنيا مع بدء المأساة الفلسطينية عقب صدور وعد بلفور بوطن قومى لليهود فى ارض فلسطين عام 1917.

ولذا، كان اتخاذ اذربيجان قرارها الجريء لاستعادة اراضيها بالقوة تطبيقا للقاعدة المصرية التى ارساها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأن ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وهو ما تطبقه اذربيجان حاليا فى استعادة اراضيها المحتلة. ومن ثم فالحديث عن من بدأ الحرب وعلى من اشعل الموقف؟ هو حديث غير مجدى الآن لأن الواقع يؤكد على احقية اذربيجان فى استعادة اراضيها مع الزام ارمينيا بالانسحاب من الاراضى المحتلة دون قيد او شرط وهو ما تنص عليه قرارات مجلس الامن، وهو ما يعطى بدوره الحق لاذربيجان فى استعادة اراضيها بالطريقة التى ترى أنها الاكثر تحقيقا لهدفها خاصة فى ظل تعنت الطرف الاخر.

نهاية القول إن الحرب الدائرة اليوم بين اذربيجان وارمينيا هى بين الحق والباطل، بين حقوق يسعى اصحابها لاستردادها، وانتهاكات يسعى مرتكبيها للتمادى فيها، وهو ما يتطلب مساندة صاحب الحق فى استعادة حقه، وفى وقف العدوان والانتهاكات التى يرتكبها المعتدى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى