رأىسلايدر

أسباب الصراع بين أذربيجان وأرمينيا تاريخيا وحديثا

استمع

د. جولار قافقازلي 

مدير قسم العلاقات الدولية في معهد الاستشراق بأكاديمية العلوم الوطنية الأذربيجانية

إن أرمينيا تزعم أن لها وجود في منطقة جنوب القوقاز. ولكنها تنسى أن سياسة روسيا القيصرية هي التي خططت توطين الأرمن في أراضي أذربيجان التاريخية، حيث أتوا بهم من جزر البلقان وأناضولو وإيران وسكنوا في شمال أذربيجان كأقلية. ثم بدعم سياسة روسيا الاتحادية تمكنت الأرمن من تواجدهم في كل أراضي أذربيجان وخاصة في شمال أذربيجان- ناجورنو كاباراخ. لما أوشك نظام الاتحاد السوفيتي من الانهيار سنة 1988، تجرأت أرمينيا بدعم القوات المسلحة التابعة لنظام الاتحاد السوفيتي إلى احتلال 20 بالمئة من أراضي جمهورية أذربيجان.

ومنذ أكثر من 30 سنة، بين حين وآخر يتجدد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في الأراضي المحتلة، وبدوره تقوم القوات المسلحة لجمهورية أذربيجان بإسكات العدو ووقف عدوانه. وفي هذه المرة، تجدد الصراع بشكل آخر، حيث بدأت جمهورية أرمينيا باستفزازات في تصريحاتها تزعم أن ناجورنو كاراباخ هي أرمينيا، ومرة، بإعلانها بتوطين الأرمن القادمين من سوريا ولبنان في أراضي أذربيجان المحتلة مخالفة اتفقاية جنيف (1949)، ومرة أخرى، بقولها إن على الجانب الأذربيجاني أن يتفاوض مع ما يسمى جمهورية “آرتساخ” والتي لم تعترف بها أي دولة، ومن بينها جمهورية أرمينيا نفسها. ومثل هذه التصريحات الخاطئة أثرت سلبا في عملية المفاوضات القائمة بين البلدين. وكذلك التصعيدات التي قامت بها القوات المسلحة الأرمينية شهر يوليو تعد الأخرى لوقف عمليات المفاوضات، حيث شنت هجوما على خط الجبهة على حدود الدولة بين أرمينيا وأذريجان. ولكن الجيش الأذربيجاني أسكت العدو وأجبرهم إلى إيقاف الهجمات.

وأخيرا بدأت أرمينيا باستفزازات عسكرية أخرى صباح 27 سبتمبر، وهذه المرة نفد صبر أذربيجان قيادة وشعبا، واضطرت القوات المسلحة الأذربيجانية ببدء الهجوم المعاكس ضد العدو الغاشم والذي لا يلتزم بالقواعد. وإن عمليات الهجوم المعاكس الناجح ألحقت ضررا باحظا للقوات العسكرية للعدو وتقنياتها العسكرية. وتم تحرير عديد من المناطق السكنية الأذربيجانية والتي كانت تحت الاحتلال.

وما يشهده البلدان اليوم هو حرب مفتوحة في أراضي أذربيجان المحتلة، والتي يعترف بها المجتمع الدولي، وليس في أراضي جمهورية أرمينيا كما تدعي.

منذ ثلاثين عاما نطالب المجتمع الدول لحل قضيتنا الرئيسية، كما نطالبهم أن يضغطوا على أرمينيا حتى تنفذ القرارات الدولية والأممية، ولكنها دون جدوى. جمهورية أرمينيا تتجاهل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن للأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية والأقليمية. كما أن أرمينيا تصر على الأمر الواقع في الصراع.

لا يوجد دولة في العالم تحترم نفسها يرضى باحتلال جزء من أراضيها أو يوافق عليها، وكذلك نحن، لن نتنازل عن شبر أراضينا، بل سنواصل كل جهودنا الممكنة لتحرير أراضينا. وشرطنا الأساسي لوقف إطلاق النار هو سحب جمهورية أرمينيا جيشها من أراضي أذربيجان المحتلة طبقا للقرارت الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى