رأىسلايدر

آفة الواعظ .. وعلامة الكذب

استمع

بقلم: رائد دبابلا يامعالي الوزير قرقاش

أدهشني مقال نُشر في صحيفة الرياض السعودية تحت عنوان: المعركة مع ايران امنية وسياسية واعلامية… يقول كاتبه (حمد بن عبد الله اللحيدان) الذي يزين اسمه بلقب دكتور: عندما يحتدم النزاع بين طرفين يوجد طرف ثالث يصطاد في الماء العكر.. واظنه يقصد ايران! لكنه لم يصرح من هما الطرفان ولماذا يتنازعان.. لكن لم الدهشة من مقال سعودي؟!
والجواب لو كان في احد الاطراف شخص مثل هذا الدكتور من الذكاء بمكان يؤهله لتشخيص ان هنالك من يستغل النزاع المحتدم بينه وبين غيره، فلماذا لم يقطع دابر الفتنة بالعقل ويرضى بالتحكيم او التفاوض او على اقل تقدير يحتضن الاخر حتى لايستغله من يسميهم “المصطادون في الماء العكر”؟؟؟
ولكي نصل انا واللحيدان ومن يتابع هذا المقال الى فهم اكاديمي وعقلاني ادعوه لاستعراض الاحداث، لنرى اين تكمن نقاط الضعف والقوة التي لازلنا لانعرف كيف نستغلها لما هو مصلحة الامة، اسلامية كانت او عربية او الانسانية…
اذا كان القصد ما يجري على الساحة السورية وان السعودية حريصة على مصلحة الشعب السوري، فرب قائل يقول اذن لماذا يموت السوريون الفارون من الحرب او المعارضون للنظام كما تسمونهم، اما في مخيمات تركية من البرد، او يغرقون في البحر هربا من ما يعانونه داخل تلك المخيمات.. ولا يلجأون الى السعودية؟! فالسعودية تمتلك من الارض ما هو اكبر مساحة من سوريا ولبنان والاردن والعراق معا.. اليست الحمية العربية او العقل السليم يفرض ان لانعطي المبررلاستغلال هؤلاء (الايرانيين) أزماتنا.. بدل من ان تصرف السعودية المليارات على الشيشان والتركمان والكولومبيين والشركات الامنية الاميركية من شذاذ الافاق تحت مسميات مختلفة.. وان تحتضن هؤلاء في مخيمات في مناطق بعيدة عن لسعة برد الشتاء، حتى يصدق الشعب السوري (ومن يسمعكم) انكم حريصون على مصلحته.. لكن ما الذي حصل يا دكتور؟؟
عليك ان لا تلجأ الى السفسطة وتاتي بالمبررات غير الواقعية.. بل تجد السبب الحقيقي في اخفاق السياسة السعودية، وان تشعل شمعة بدل ان تلعن الظلام..
وبالعودة الى ايران والشعب الايراني الذي وصفته بالابي (وهي شهادة لا أظن يحتاجها الايرانيون الذين صنعوا اكبر ثورة في تاريخ المنطقة ورضخت امامهم اكبر قوة دولية مما اغضب نظامك وحليفته “السؤية”!) على العكس من توجهات قادة المملكة الذين ينعتونها بالمجوسية والصفوية والرياح الصفراء وغيرها من مصطلحات الاعلام البذيء الاخرى.. تجبرنا الحقيقة ان نقول ان ايران هي نفس ايران الشاه (كبلد وتاريخ) الذي كان عميلا وشرطيا لامريكا في المنطقة ويرفع العلم الاسرائيلي في عاصمته.. فلماذا رقص الملك سلمان بالسيف استقبالا للشاه حين كان اميرا (يمكنك ان تراجع اليوتيوب للتأكد من ذلك) ولم يرقص لقادة الثورة بل اعلن العداء لها بامر من أمريكا.. كان على السياسيين السعوديين ولاحتواء الثورة في ايران او المد الفارسي كما تقول السعودية ان يرفعوا في اقل تقدير شعار عدو عدوك صديقك..
لأن اقل ما فعلته الثورة الاسلامية للامة العربية وفي لحظة انتصارها بدون تأخير هو طرد حلفائكم الجدد (الصهاينة) وغلق السفارة الاسرائيلية في طهران ورفع العلم الفلسطيني في عاصمة شرطي الخليج (الفارسي) السابقة.. والفلسطينيون عرب ومن السنة ايضا..
لكن الامر بدا معاكسا لان الاستراتيجية الامريكية الجديدة ارادت ذلك.. هجم صدام على ايران بغتتة كما فعل مع الكويت فوقفتم الى جانبه بكل ما استطعتم من قوة وانتم تعرفون ان صدام ديكتاتور ومجرم بحق شعبه.. الم يكن من الاولى ان تكسبوا الشعب العراقي بمنع صدام من الاعتداء على جيرانه؟؟ ثمان سنوات من الدعم وكانت نتيجتها غزو الكويت.. ثم حاصرتم الشعب العراقي (سنة وشيعة) لعشر سنوات وساعدتم على سقوط العراق بايدي الامريكان الذين استباحوا الدم العراقي وهم مسلمون وعرب ونصفهم من السنة، وسحبتم السفارة، ولازلتم لاتريدون الاقرار بالوضع الحالي فلماذا لايجب على العراقيين ان يستمعوا الى ايران وهي الدولة الوحيدة التي فتحت مساعداتها للشعب العراقي ابان حصار العراق من قبلكم ومدت العراقيين بالسلاح للدفاع عن اعراضهم مقابل الدواعش الذين نكلوا بثلاثة ملايين من اهل السنة العرب؟ واما الحرب الاعلامية فلنتذكر المادة التاسعة عشر لحقوق الانسان ونصه كالاتي (لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.(
ولو اخذنا قناة الميادين المتهمة بولائها لايران على سبيل المثال… اليس من الوهن والضعف ان لاتتمكن كل هذه القنوات العربية التي تمتلكها السعودية وحلفائها من اقناع الرأي العام العربي لعدم متابعة هذه القناة؟ اين النقص؟.. فإما الميادين بارعة في استقطاب الرأي العام العربي، وهذا يعني عدم قدرة القنوات التي تمولها السعودية في احتوائها واما انها تقول الحقيقة فيسمع الناس لها، وهذا يعني ان الناس يتهمونكم بالكذب والاستخفاف بالعقل العربي.. وكل هذا يؤكد العجز الكامل الذي استوجب استخدام السلطة في منع هذه القناة من البث.. وهذا خطأ اخر سوف يدفع من لم يتابع الميادين ان يتابعها من الان فصاعدا.. فالانسان حريص على ما مُنع…
واخيرا اقول للدكتور حمد: خير الهجوم هو الدفاع ومن صنع الثغرات سيملأها الاخرون دون شك.. والعامة تقول: سد بابك وامن جارك.. واما ان نعتبر نصف الامة العربية خونة لايران وعملاء للمد صفوي فهذا يدل على مدى فشل السياسيين في المملكة وعدم فهمهم لما يجري.. وكمثال على عدم الفهم قولك في المقال (اننا لانريد ان نستبق نتائج التحقيق فيما حدث في منى ولكن لاباس من ان نلقي الضوء على ما يمكن ان يتم لو ثبت تورط ايران من خلال اعترافات من تم توقيفهم ) ومن يدقق في هذه المقولة يتوصل الى هذه النتائج.. اولا ان ايران صادقة حين تتحدث عن ان السعودية لازالت تحتفظ ببعض الايرانيين المخطوفين.. وثانيا ان الغبي وحده يصدق بان ايران هي التي خططت لقتل خمس مئة حاج ايراني.. وثالثا وهو الاخطر ان ايران من القوة بمكان جعلها توظف الضباط السعوديين لقتل الحجاج… وختاما ارجو من الدكتور ان يسمع هذه النصيحة القديمة: يا بني “لا تتحدث فيما لا تعلم وان قل ما تعلم”.

Untitled

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى