رئيس التحريرسلايدر

إعلام المزاج والهوى.. والفريسة !

استمع

أشرف أبو عريف

أعتقد أن الإعلام بصوره الثلاث، المرأى والمسموع والمقروء أنه بمثابة مرآة ليست محدبة.. وليست مقعرة.. بل مستوية كى تعكس ما يجرى على أرض مصر متسق الطول والعرض والارتفاع! وبطبيعة الحال ما يحدث فى مصر غالبا ما تكتنفه العتمةأحيانا.. والضبابية أحيانا.. أحيانا أشياء فى عمق فنجان الشعوذة. وهذا بلا شك دفع من له ظل التساؤل عندما يستيقظ، وعندما يضع رأسه فوق الوساة الخالية من الرحمة، وبالطبع على مدار الساعة حتى أن أجهزة الجسم تعلن تمردها وثورتها..

فمن بين هذه الأسئلة مثلا: هل الاعلام الخاص يمارس سياسة المزاج والهوى؟! وهل هناك علاقة حميمة بين بعض رموز الدولة والاعلام الخاص؟! ولماذ تغض بعض الوزارات كالمالية الطرف عن تحصيل ضرائب الدولة المستحقة على ممتلكات أصحاب الإعلام الخاص؟ ولماذ تخشى بعض الوزارات مواجهة أسماك القرش فى عالم البزينس؟! وإذا كانت هناك علاقة مريبة بين ذوى الإعلام الخاص وصناع القرار، فهل يستطيع الرئيس القادم إعلان أن زواج “فؤادة من عتريس” باطل؟!

على أية حال، أعتقد أنه آن الأوان للفصل بين العلاقات الشخصية والواجب الوطنى.. هذا إذا ما أردنا أن نضع المحروسة التى كانت “محروسة” فى أركان العالم المتحضر. فكم سمعهنا وشاهدنا إعتقال رجال أعمال فى روسيا بسبب التهرب الضريبى وكذا الأمر فى أمريكا..

وأن يصف كاتب أمريكى الإعلام المصرى ” منطقة منزوعة الحقائق fact-free zone”.. فهذا من المؤكد أمر مشين. فمتى نعلوا فوق الأهواء الشخصية وتصفية الحسابات وتعميق الإنقسامات أو خلقها؟!

لا أعتقد أن عناصر “صاصا وحاحا وخميس ” وغيرهم أضحو كثيرين فى عالم الهوهوى.. وإن شئت قل “النباح”، وماذا لو حرص الغوغائيون على القيام بدور “المصلح”، إن أرادو الإصلاح، فمن المنطقى سيوفق الله ببن الأطراف المتشابكة.

ويبدو أن مفردات نقلا عن ،، مصدر.. تسريبات.. رفض ذكر أسمه،، فى إعلام الهوى جعلت مصر فريسة الأفاعى وكافة الحيوانات المتوحشة.. ولذا ليس غريبا أن تحيل عبارات ،،مصدر، تسريبات،، وغيرها القضية إلى محكمة القيم ولجان التأديلية العليا لوقف الزج بايمها فى غير موضعها.. ولا مانع من إستخدام المفردات المشار إليها بشرط المصداقية فى نقل الخبر مع كامل الحترام والتقدير لرغبة المصدر أو المسرب عدم ذكر إسمه..

ويبدو أن العديد أصبح على قناعة تامة باعتبار الإعلام بكافة صوره المسؤل الأول عن خراب أم الدنيا.. ليس اليوم فحسب، بل على مدار الستة عقود الماضية مع الوضع فى الإعتبار العامل النسبى شكلا ومضمونا لكل حقبة. فباتت الوسائل الإعلامية مفرقة لجماعات الحب والجمال والذوق الرفيع واحترام القانون والتربية أصول التعليم الإبداعى.

ويتساءل ضحايا إعلام المزاج والهوى ،، أين مؤسسات المجتمع المدنى كالأزهر والكنيسة والتعليم العالى والواطى مما يجرى فى أثير مصر المحروسة؟! فهل يعاد النظر فى كيفية اختيار قيادات المؤسسات آنفة الذكر كالانتخابات مثلا لنضمن إفراز قيادات لديها القدرة على حسن التصرف وتحمل المسؤلية؟! ولماذا لا نسارع بانشاء قناة وصحيفة ومذياع باسم الشعب ومن أموال الشعب واتباع سياسة وجبة واحدة تكفى للمواطن يوميا.. ووداعا للتخمة والتخلف العقلى والقصور الذاتى!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى