رأى

سالم المالك يحدث ثورة غير مسبوقة في مسيرة الإيسيسكو

استمع

بقلم: م. الوادنوني

في التاسع من مايو 2019 وفي أحد أيام شهر رمضان المبارك في رحاب مكة المكرمة ، تم بالاجماع انتخاب الدكتور سالم بن محمد المالك ،مديرا عاما جديدا للايسيسكو لفترة تستمر الى نهاية ديسمبر2024. مرت سنة واحدة من هذه الولاية والتي كانت قصيرة في مدتها ، ولكنها مليئة بالمنجزات والابتكارات. عندما التحق الدكتور سالم المالك بعمله في الإدارة العامة للإيسيسكو التي يوجد مقرها بالرباط ، أبان عن حس تواصلي وإنساني، وعن رؤية تدبيرية عصرية ومبتكرة، وأعلن عن حزمة من المشاريع الكبرى الهادفة إلى تطوير آليات العمل وتحسين الأوضاع المهنية والمادية والاجتماعية لموظفيها، في إطار رؤيته الجديدة للرقي بالإيسيسكو إلى أعلى المراتب والعمل على أن تتبوأ مكانة متميزة على الصعيد الإسلامي والدولي ، وتكون في مستوى رسالتها الحضارية ، وتعزز ما قدمته منذ إنشاءها من خدمات جليلة للعمل الإسلامي المشترك . في بداية الأمر شرع المدير العام الجديد في ترتيب البيت الداخلي للإيسيسكو وفق رؤية جديدة تقوم على التشاور والتشاركية والانصات واتاحة الفرصة لجميع الموظفين على اختلاف رتبهم الإدارية للتعبير عن رأيهم حول طرق التسيير وتقديم مقترحاتهم حول تطوير آليات العمل وتحسين أوضاعهم المادية .و أسند مهام إدارية استراتيجية لعدد من الموظفين والموظفات الشباب من مختلف الدول الأعضاء سعيا منه لضخ دماء جديدة في جسم الإيسيسكو وتجديد هياكلها وطرق العمل فيها.

الحوكمة الجديدة للإيسيسكو

توصلت الإيسيسكو إلى بلورة رؤية استراتيجية واستشرافية جديدة ستمكنها من التحول إلى منارة اشعاع حضاري دولي في مجالات التربية والعلوم والثقافة وشريكا في صناعة مستقبل العالم الإسلامي. وفي هذا السياق تمت صياغة ميثاق جديد للإيسيسكو وأنظمة أساسية متطورة لضمان الملاءمة مع المعاهدات والاتفاقيات الدولية. كما تم اعتماد هيكلة جديدة للإيسيسكو تضمنت استحداث مراكز الاستشراف الاستراتيجي، والتراث في العالم الإسلامي ، واللغة العربية للناطقين بغيرها، وإدارات الشؤون القانونية والجوائزوالمنح ومبادرات التميزوالإعلام والاتصال المؤسسي. ومن أهم آليات العمل الجديدة ، اعتماد أنظمة مالية و إدارية جديدة تضمنت إرساء نظام مالي جديد للإيسيسكو يتماشى مع المعايير المالية والمحاسباتية الدولية الجديدة ، وجدولة المتاخرات في موازنة الإيسيسكو ، والتعاقد مع شركة تدقيق حسابات جديدة ، وتمويل برامج والمشاريع من خارج موازنة الإيسيسكو، إضافة إلى إقرار امتيازات وحوافز جديدة للموظفين ، واستقطاب كفاءات متميزة والمساواة بين الجنسين ، وأتمتة ورقمنة نظام العمل واعتماد تقانات حديثة.

تطوير علاقات الشراكة والتعاون

في هذا الجانب، انشأت الإيسيسكو مجلسا استشاريا دوليا لتحقيق انفتاح أوسع على المحيط الدولي والوصول إلى أصحاب القرار ، كما أعادت فتح مكتبها لدي اليونسكو في باريس والتوقيع على اتفاقية برامج جديدة مع اليونسكو، وإعداد مشروع ميثاق اللجان الوطنية من أجل تطوير وتنظيم علاقات الشراكة والتعاون معها ، وعقد شراكات جديدة مع المنظمات والمؤسسات الدولية ، وإحداث وقف تنموي لضمان استدامة الموارد المالية للإيسيسكو ، ووضع مشروع نظام جديد للمراقبين في الإيسيسكو بهدف تعزيز الشركة مع الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية.

إطلاق مبادرات ومشاريع رائدة

ومن أهمها تطوير مشروع قوافل الإيسيسكو التربوية والإنسانية والصحية من أجل تقديم خدمات للشرائح المحتاجة ، وبرنامج الإيسيسكو لتدريب الشباب لتأهيلهم لسوق الشغل ، واعتماد مقاربة الديبلوماسية الاستراتيجية ، ودعم مشاريع وطنية كبرى ومنها ترميم بيت العلامة ابن خلدون في تونس ، وتحديث مؤسسة المحظرة في موريتانيا ، وتطوير التعليم غير النظامي في السينغال . وفي المجال الثقافي تم تسجيل 140 موقعا تراثيا على قائمة التراث في العالم الإسلامي ، والاحتفاء بسبع عواصم للثقافة في المناطق العربية والإفريقية والأسيوية.

في هذا السياق، عقدت الإيسيسكو خلال سنة واحدة مؤتمرات صديقة للبيئة وملتقيات تستشرف المستقبل وتواكب التحولات الاجتماعية ، وحرصت على مد إشعاعها الدولي من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة ، وتطوير ثقافة الاستباق، وتصميم موقع إلكتروني جديد ، ووضع خطة إعلامية حديثة ومبتكرة .

المساهمة في الحرب ضد جائحة كورونا

انطلاقاً من إيمانها بالعمل الإنساني ونبل الأهداف والمصير المشترك في إطار العلاقات الدولية، عبرت الإيسيسكو مثل كثير من المنظمات الإسلامية عن استعدادها للاضطلاع بدورها في مساعدة الدول الإسلامية على محاربة الجائحة، وعن استعدادها لتسخير مواردها لمساعدة شعوب العالم الإسلامي في هذه الأوقات العصيبة . لقد وضعت الإيسيسكو ” خطة عمل ” متنوعة ومتكاملة . وشملت هذه الخطة إطلاق عدد من المبادرات تزامنا مع انتشار فيروس كورونا المستجد . ومن أبرزها:

-الإعلان عن جائزة الإيسيسكو للتصدي لفيروس كورونا لتشجيع البحث العلمي من أجل استكشاف لقاح واق أو علاج ناجع للفيروس ، وجائزة للأفلام القصيرة لتشجيع الشباب على الإبداع الفني من أجل التوعية بمخاطر الفيروس، وجائزة بيان للإلقاء التعبيري باللغة العربية.

– التحالف الإنساني الشامل الذي يتضمن مشاريع ميدانية وبرامج تنفيذية وخطط استراتيجية استشرافية للعالم الإسلامي وصندوق لجمع التبرعات.
– إنشاء بيت الإيسيسكو الرقمي الذي يمثل منصة معرفية لاستضافة المحتويات الرقمية، وبرنامج المجتمعات التي نريد، وبرنامج نفحات إيمانية ،وبرنامج أفاق فكرية وثقافية، وبرنامج المساعدات الإنسانية الطارئة،وبرنامج الدعم الفني والمالي للمبادرات التكنولوجية،وبرنامج تطويرومساعدة مبادرات الصحة للجميع.

– إنتاج مجموعة من الفيديوهات والمرئيات للتوعية بأهمية الوقاية من انتشار فيروس كورونا. كما تم انشاء مرصد وسلسلة من الملتقيات الافتراضية حول التحولات الاجتماعية ،واستحداث مركز الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي لإعداد دراسة حول مستقبل القارة الإفريقية ، ودراسة أخرى حول مستقبل العالم الإسلامي لما بعد جائحة كورونا.

– تنظيم مجموعة من الملتقيات والاجتماعية عن بعد لدراسة واقع مجالات التربية والعلوم والثقافة في ظل جائحة كورونا واستشراف آفاقها المستقبلية في دول العالم الإسلامي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى