رأى

باقر الصدرِ.. يا عظيمَ العراقِ

استمع

شعر: حميد حلمي زادة

قصيدة مهداة الى النفس الزكية للمرجع والمفكر الاسلامي الكبير آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (أعلى الله مقامه الشريف) بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لاستشهاده .ويعتبر الفيلسوف الصدر الاول (رضوان الله تعالى عليه) اعجوبة عصرنا علما وفكرا واخلاقا وورعاً وجهاداً في سبيل الله ، بيد ان الطاغية الطائفي المقبور لم يكن ليتحمل وجود مثل هذه الشخصية الفذة في العراق والعالم الاسلامي، وقد حاول عبثا تطويعها لاهدافه الدموية إلا أنه باء بالفشل ،فقام في جريمة بشعة باعدام السيد الصدر واخته العالمة الفاضلة والأديبة المربية السيدة آمنة الصدر (رحمها الله ) والمعروفة ثقافيا باسم بنت الهدى في 8 نيسان/ابريل عام 1980
____________________

باقِرَ الصَّدرِ يا عظيمَ العراقِ

طابَ ذِكراكَ للعُلى والتلاقي

باقرَ الصدرِ يا فقيهاً تصَدَّى

لنظامٍ الرَّدَى و”بعثِ” النفاقِ

وتحدَّى الطُّغاةَ لمّا استباحُوا

كُلَّ نُبلٍ لدى العراقِ وراقِ

وتفانى مثلُ الحُسينِ وأرسى

بعظيمِ الفِداءِ نَهجَ انعِتاقِ

فاستضاءَتْ بهِ الكُمَاةُ جِهاداً

حيدريّاً يدُكُّ “سجنَ الرِّفاقِ”

جعلُوا فيهِ ذا العراقَ أسيراً

يعتَريهِ الأسى وشَرُّ اختناقِ

هو ذا الصدرُ باقرُ الفِكرِ فخْرٌ

مِنْ بَني احمدٍ وسامي المَراقي

يومَ لَبَّى مُضحِّياً كان يَدري

أنَّ “بعثَ اللئامِ” بَدْءُ انمِحاقِ

أنَّ يومَ العقابِ آتٍ بِفجْرٍ

ليذُوقَ الزَّنيمُ حَبْلَ الشِّناقِ

أنَّ حزبَ المُستذئبينَ تردَّى

باندحارٍ وما لهُ مِن فَواقِ

واقترابَ الخلاصِ يَدنُو حثيثاً

وانبثاقَ الصباحِ حُلْوُ المَذاقِ

إيهِ يا صدرُ بيدَ أنَّ المنايا

أفقدَتْنا أُمثُولةَ الأخلاقِ

باقرَ الصدرِ قد فقدنا مَناراً

ومَلاذاً نُرِيدُهُ للوِفاقِ

لالتحامٍ بهِ العراقُ يُدَوّي

في سماءٍ يَفيضُ بالإشراقِ

لِتآخٍ به القلوبُ تُصَفَّى

بعَميمِ الوئامِ والإشفاقِ

وكثيرٍ منَ الرّضا والتراضي

ووفيرٍ من أنعُمِ الرزاقِ

وتواصٍِ بكلِّ صدقٍ يؤدي

لأزدهارٍ ونهضةٍ وانطلاقِ

آنَ يا صَدْرَنا الكبيرَ سلامٌ

نحتسي فيه بارِداتِ الدِّهاقِ

واتّحادٌ على هُداكَ رَصينٌ

وتَدانٍ يَطوي فصولَ الفُراقِ

واستماعٌ لما نَصَحْتَ حَذيراً

مِن هَيامٍ بسُلطةِ والتصاقِ

يا أبا جعفرٍ عَليكَ التَّحايا

من جميعِ الفِجاجِ والأعماقِ

طيَّبَ الله تربةً أنتَ فيها

مُستريحٌ من فتنةٍ وانزلاقِ

أنتَ علَّمتَ واجتهدتَ غيوراً

فسقاكَ الإلهُ خيرَ السَّواقي

كأسَ طه والمرتضى وبتولٍ

والشَهيدَينِ والنُّجومِ البواقيِ

نمَ قريراً فقد مضيتَ شهيداً

تستحِثُّ الخُطى بعزمِ الحِقاقِ

فتلقَّى نِداكَ حَشْدٌ كريمٌ

صانَ باسمِ القديرِ شعبَ العراقِ

باقرَ الصدرِ كُنْ مدى الدّهرِ طُهْراً

ورُواءً مِنْ نهرِنا الرَقراق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى