ثقافة

الجغرافيا ومستقبل البريكس – مركز الحوار

استمع

فكرة الندوة ومحاورها

لم تغب الجغرافيا يوما ما عن الحراك البشرى، إذ ارتبطت الأنشطة الإنسانية بواقع الجغرافيا وتأثيراتها، ذلك الواقع الذى يحمل معنى واسعًا وشاملاً لمصطلح الجغرافيا، ليمتد ليس فقط إلى فكرة الموقع الجغرافي للفرد وبالتالي للدولة أو ما يطلق عليه البعض الجغرافيا المادية، وإنما شهد المفهوم اتساعًا ليشمل أبعادًا عديدة وإن كان أبرزها؛ سياسية واقتصادية وبشرية واستراتيجية.

وفى خضم هذا التعاظم لدور الجغرافيا وأبعادها وتأثيراتها، برزت فكرة التكامل بين الفواعل المتجاورة جغرافيًا، إذ شهد العالم عديد تجارب التكامل الإقليمى بل وتشكيل المجموعات الدولية استنادًا إلى عنصر التجاور الجغرافي، إلى جانب عنصر التشابه القومي والسياسي، فضلًا عن وجود تهديدات استراتيجية مشتركة دفعت الأطراف إلى بناء أطر تكاملية ونظم تعاونية. وعند هذه النقطة تحديدًا برزت في الكتابات السياسية ما عرف بالموجة الأولى من الإقليمية أو الإقليمية القديمة Old Regionalism (مثل الجماعة الأوروبية ثم الاتحاد الأوروبي، الآسيان، السوق العربية المشتركة، النافتا)، تميزًا لها عن موجة لاحقة من الإقليمية الجديدة برزت في ظل التطور السريع في وسائل النقل وأدوات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات وتأثيرات ذلك على تراجع الأهمية النسبية للحواجز الطبيعية (الجبال، والمسافة الجغرافية، والبحار والمحيطات..)، مع ما صاحبها من انطلاق عديد المشروعات الضخمة عابرة الأقاليم، مثل إنشاء الممرات الاقتصادية والسكك الحديدية فائقة السرعة عبر الأقاليم المختلفة، وشق الممرات المائية الجديدة، الأمر الذى أعطى وزنًا نسبيًا لمعيار المصالح الحيوية المشتركة التي تجمع الدول الأعضاء في التنظيم أو البناء الإقليمي بصرف النظر عن الترابط أو التجاور الجغرافى المباشر، وهو ما أدى بدوره إلى أن تطور مفهوم الترابط الإقليمى بعيدًا عن الترابط الجغرافي المباشر، بل أصبح للمكون “الجيو- اقتصادي” Geo-economics الأولوية في بناء التنظيمات والتكتلات الإقليمية، وهو ما تجسده فكرة تأسيس تجمع البريكس الذى عقد أول مؤتمر قمة له عام 2009، وكان أعضاؤها أربع دول ذات اقتصادات صاعدة هي البرازيل وروسيا والهند والصين وكانت تحت اسم “بريك” ثم انضمت جنوب أفريقيا إلى المنظمة عام 2010 ليصبح اسمها “بريكس”، هدف منذ بداية التأسيس إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الدول الأعضاء وتنسيق المواقف في القضايا العالمية والإقليمية وتعزيز التنمية المستدامة، فضلاً عن سعيها إلى إصلاح النظام المالي العالمي وتعزيز دورها في صنع القرار العالمي، حيث قررت قمة بريكس التي انعقدت في البرازيل عام 2014، إنشاء بنك للتنمية وتبني معاهدة لوضع احتياطي طارئ للمجموعة، إلى جانب تأييد فكرة إنشاء عملة موحدة بين دول “بريكس” كخطوة لاحقة، وقبل الانتقال إلى هذه الخطوة، شهد التجمع خلال قمته الأخيرة التي عقدت في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا عام (2023) توسعا بدعوة كل من الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات لتصبح أعضاء في البريكس، على أن تبدأ العضوية في الأول من يناير (2024).

في ضوء هذا العرض المختصر، وفى إطار إطلاق مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية ومركز ايجبيشن انتربرايز، برنامجًا بحثيًا متخصصًا بعنوان “البريكس والعالم BG”، ينظم المركز أولى فعاليات هذا البرنامج، ندوة بعنوان ” الجغرافيا ومستقبل البريكس”، حيث تناقش المحاور الاتية:

  • البريكس … نموذجا للإقليمية الجديدة.
  • البريكس والعضوية الجديدة… مكاسب لمن؟
  • البريكس والتحديات الراهنة … مقاربات للمواجهة.

                                           أجندة ندوة

الجغرافيا ومستقبل البريكس

                                       الأربعاء 10 يناير 2024

                                     مكتبة القاهرة الكبرى – القاهرة

                                           —

4.30 – 5.00م                    تسجيل

5.00 – 5.30م                    الجلسة الافتتاحية

المتحدثون

  • اللواء أ.ح/ حمدي لبيب رئيس مؤسسة الحوار
  • الاستاذ/ محمد عبد الحليم – مدير مركز ايجيبشن انتربرايز للسياسات والدراسات الاستراتيجية

5.30 – 6.30م                   الجلسة الرئيسة

المتحدثون

  • الدكتور/ محمد عبد الكريم – باحث في العلوم السياسية

                                                             (البريكس والتوسعات الجديدة .. مشهد جيوسياسي جديد)

  • الدكتورة/ نشوى عبد النبي– باحثة بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

                                                                (اللوجيستيات.. مرتكز رئيس لتعزيز دور البريكس)

  • الدكتورة/ جيهان عبد السلام – أستاذ الاقتصاد كلية الدراسات الافريقية جامعة القاهرة

                                                        (البريكس والتوسعات الجديدة .. مكاسب اقتصادية وتحديات عدة)

  • السيد النائب/ أحمد سمير عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ

                                                                                           (تعقيب)

ويدير الندوة الأستاذ/ يحيى رياض – مدير مكتبة القاهرة الكبرى

6.30-7.00م                      مناقشات

7.00 – 7.30م                   كوفي بريك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى