سلايدرسياسة

العلاقات المصرية العُمانية تدفع الشرق الأوسط نحو السلام والاستقرار والازدهار

استمع

مهند أبو عريف

تعكس العلاقات المصرية ـ العمانية قدرا غير مسبوق من التفاهم والتنسيق المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم اقتصارها علي جانب واحد وتمثل العلاقات المصرية العمانية محور ارتكاز هام علي الساحة العربية ،  تدعو إلي إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا ، وعلى المستوى السياسي ترتبط مصر وعُمان بعلاقات سياسية قوية، فهناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتقدر  السلطنه  على كافة المستويات الدور الذي تلعبه مصر في حل الصراعات والنزاعات في المنطقة.

العلاقات الاقتصادية

تشكل الاستثمارات العمانية جزءا أساسيا ومهما من الاستثمارات الخليجية والعربية في مصر ، وهناك تعاونا ملحوظا بين رجال الأعمال المصريين والعمانيين انعكس في تدفق الاستثمارات العمانية علي مصر وتنشيط أعمال الشركات المصرية بمختلف تخصصاتها علي الأراضي العمانية  كما شهد حجم التبادل التجاري نمواً ملحوظاً خلال الفترة  الماضيه،  حيث وقعت الهيئة القومية للإنتاج الحربي مؤخرا وشركة الخليج لمواد المعادن العمانية، مذكرة تفاهم بهدف التعاون المشترك في مجال إنتاج الرخام والجرانيت. بالاضافه الى  اتفاقيه جديده بين المقاولات المصرية والسلطنه  بتنفيذ مشروع بـ8 مليارات جنيه بسلطنة عمان. كما أن هناك عددا من الشركات المصرية الكبيرة التي تقوم بمشروعات ضخمة في  سلطنه عمان في مجالات البنية االاساسية كمشروعات الطرق والصرف الصحي والاستثمار العقاري السياحي مثل شركة بتروجيت وشركة المقاولات المصرية وشركة المقاولين العرب ويبلغ عدد الشركات المصرية في عمان 142 شركة مصرية برأس مال يبلغ حوالي 194.681 مليون دولار أمريكي، ونسبة الشراكة المصرية بها حوالي 13% بشكل عام ، و تعمل تلك الشركات بمجالات التجارة العامة والمقاولات ، التمويل والأوراق المالية ، استشارات هندسية وتصاميم ،تنمية سياحية ، التأمين ، خدمات تعليمية ، وثروة حيوانية.

العلاقات الثقافية

زخما  ثقافيا وإعلاميا ملموسا عن مصر في سلطنة عمان إذ لا تخلو جريدة من أخبار مصر أو مقالات كبار الصحفيين المصريين كما لمبدعي مصر (فنانون – أدباء – موسيقيون) مكانة مرموقة في المجتمع العماني. و للأزهر دور ريادي في القطاع الديني في سلطنة عُمان. حيث ان هناك بروتوكولا موقعا بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف  والشئون الدينية العُمانية كما يلتقي ممثلوها في إطار اللجنة المشتركة وكذلك يتواجد الدعاة المصريين وأئمة المساجد في السلطنة بشكل واسع.

كما أن البرنامج التنفيذي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي  وبعد نجاحه تم تجديده عدة مرات بناء على رغبة الطرفين ،  كما استضافت القاهرة فعاليات مهمة في إطار العلاقات الوثيقة بين مصر وسلطنة عُمان ، ففي دار الأوبرا تقيم جمعية الصحفيين العُمانية مرارا معارض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان: “ملامح من عُمان كما اتستضيف القاهرة فعاليات مهمة في إطار العلاقات الوثيقة بين البلدين في مقدمتها الأيام الثقافية العمانية  ، بالاضافه الى مشاكه سلطنه عمان فى معرض الكتاب  بالقاهرة  والاسكندريه  ومشاركتها فى كافه الفعاليات الثقافيه بالقاهرة.

مواقف تاريخية

على ضوء هذه الاتفاقيات المتعددة فإن الحقيقة المؤكدة ان البلدين جددتا فى العصر الحديث العلاقات المتميزة بين الشعبين والتى بدأت منذ قديم الأزل ، نظرا لكونها تمثل نموذجا يحتذى به على صعيد العلاقات العربية – العربية ، لاسيما وان الصلات الوثيقة بينهما تعود الى عهد قدماء المصريين منذ فجر التاريخ و منذ أعوام بعيدة تجاوزت البلدان كل المراحل التقليدية في العلاقات الثنائية علي خلفية حقائق التاريخ و معادن الرجال وصلات الدم والنسب و المصاهرة التي بدأت منذ قرون ثم تعمقت بعد الفتح الإسلامي لمصر حيث اوفد إلى مصر مع رجال عمرو بن العاص الكثيرون من الأشقاء العمانيين من أبناء الأزد.

و استمراراً لذلك فى العصر الحديث فإن للسلطان قابوس بن سعيد مواقف تاريخية ثابتة تجاه مصر ويتمثل المحور الأساسي لها فى دعوة صادقة وحكيمة تنطق بصوت العقـل، وتطالب دائما في كل المناسبات والمحافل وعلى كافة الأصعدة بضرورة الاحترام الكامل والمطلق للقرارات المصيرية التي يتخذها الشعب المصري ، وصون استقلال قراره الوطني والاحترام المطلق لسيادته وإرادته وحقه في اختيار ما يراه مناسبا لأوضاعه ومستقبله .واختم الكلا م لأقول ما في ذهني  انه ماتزال تتردد أصداء صوت السلطان قابوس فى كلمته التى ألقاها بمناسبة العيد الوطنى الرابع عشر للسلطنة فى سنة 1984حينما قال:”لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي. وهي لم تتوان يوما في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام. وأنها لجديرة بكل تقدير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى