ثقافة

سد النهضة فى عيون الإعلام الدولى

استمع

8_1422435716_2558

مهند أبو عريف

اهتمت بعض وسائل الإعلام الدولية بمتابعة التطورات الخاصة بتحويل مجرى النيـل الأزرق وبناء سد النهضة، وذلك كما يلى:

• نشرت صحيفة “Arabi21” اللندنية تقريراً جاء فيه أن بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني قال إن الكنيسة المصرية تسعى لتقريب وجهات النظر مع إثيوبيا فيما يتعلق بملف مياه النيل، مشيرا إلى أن الكنيسة تؤمن بأن لكل دولة الحق في استخدام المياه دون الإضرار بالآخرين، وذلك في إشارة إلى سد “النهضة” الإثيوبي، ووصف تواضروس علاقة الكنيسة المصرية بنظيرتها الإثيوبية، بأنها علاقة قوية، معتبرا أن الكنيسة الإثيوبية امتداداً للمصرية، وأكد أنه يحاول من خلال بابا الكنيسة الإثيوبية، الأب متياس، أن يتحدث عن حق الدول في إقامة مشروعات التنمية دون التأثير على حصة أي من دول حوض النيل، قائلا: “تحدثت مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول هذه القضية، وأخبرني بأن هناك جهودا بين المسؤولين عن هذا الملف”، وأضاف -خلال مؤتمر صحفي، مع وزير الموارد المائية والري، حسام مغازى، لتوقيع بروتوكول حماية النيل: “الأب متياس يلعب دورا في مساعدة مصر في ملف مياه النيل، بفضل العلاقات الكنسية القديمة، والشقيقة جدا، بين البلدين”، واستطرد: “جميع حواراتي مع المسؤولين الإثيوبيين تتضمن الحديث عن مياه النيل وسد النهضة”. وتابع: “سوف أحضر أهم عيد في إثيوبيا، وهو عيد الصليب، في نهاية سبتمبر المقبل”، وتعليقا على هذه التصريحات استبعد مراقبون أن يكون لأي دور يمارسه البابا تواضروس في هذا الملف، حسبما أعلن، أي تأثير على مخططات إثيوبيا التي تمضي قدما في بناء السد، بعد أن أوشكت على الانتهاء منه، فضلا عن شروعها في بناء خمسة سدود جديدة، وقد اعتبر مراقبون التصريحات الجديدة للبابا تواضروس تراجعا منه عن تصريحات أدلى بها إبان حكم الرئيس محمد مرسي، عندما توترت العلاقات بين مصر وإثيوبيا، وصرح البابا يومها بأن أزمة مياه النيل بين مصر وإثيوبيا تتعلق بحكومات ودول، وأن الكنيسة لا دخل لها بها، كما اعتذر بطريرك إثيوبيا وقتها عن زيارته التي كانت مقررة للقاهرة يوم 17 يونيو 2013، على أثر التوتر نفسه، وأضاف المراقبون أن تصريحات تواضروس الجديدة تشكل تراجعا أيضا عن موقفه السابق الذي استمسك به عندما زار بطريرك إثيوبيا مصر في العاشر من يناير 2015، وتبنى الأخير حينها وجهة نظر حكومة بلاده، وصرح بأن إنشاء السد لا يضر مصر، فيما اكتفت الكنيسة المصرية وقتها بالقول إن زيارة الأب متياس لمصر روحية، وليست سياسية.

• ذكرت وكالة “الأناضول” وموقع “XP.News” الكويتى أن بوروندي هذا البلد الذي يعاني، منذ سنوات من نقص حادّ في إمدادات الطاقة الكهربائية، يراهن اليوم على استكمال أثيوبيا لأشغال مشروع سدّ النهضة، للاستفادة، في غضون عامين من الآن، من جزء من إنتاج الطاقة الكهرومائية، ولتجسيد هذا التوجّه، وقّع وزيري الطاقة في كلّ من بوروندي وأثيوبيا، مؤخرا، مذكرة اتفاق تمول بمقتضاها أديس أبابا، بوروندي بـ 200 ميغاوات من إنتاج السد المرتقب، في وقت أعربت فيه بعض الدول الأخرى، على غرار مصر، عن احترازها بهذا الشأن، وذلك في وقت لا تخفي بوجمبورا رضاها ولهفتها في انتظار استكمال هذا المشروع، وقال جيروبوام نزيكوبانيانكا، المدير العام لـ “الشركة البوروندية لإنتاج و تسويق المياه و الكهرباء” إنّ “سدّ النهضة سيكون بمثابة نعمة بالنسبة لبوروندي”، ويندرج العقد الموقع بين بوجمبورا وأديس أبابا ضمن مشروع إقليمي كبير، يحمل إسم حوض طاقة الشرق الإفريقي”، يتمثل بالأساس في “شبكة ربط كهربائي كبيرة، انطلق العمل عليها منذ 2005، ويفترض أن تشمل 10 دول من المنطقة من ضمنها ليبيا والسودان ومصر وجيبوتي، إضافة إلى تنزانيا وأوغندا وبوروندي ورواندا.

6a0ca0c4e752aa869d938e1fc40ba796

• قالت صحيفة “المشاهير” وموقع “النيلين” السودانى أن الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والرى الأسبق أكد على ضرورة تغيير مسار مباحثات “سد النهضة”، التى تجرى بين “مصر والسودان وإثيوبيا” لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، مشيراً إلى أن هناك سوء تقدير شديد لموقف مصر من الأزمة، وطالب بضرورة البدء فوراً فى مسار سياسى يقوده وزير الخارجية تحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية، ومن خلال مبادرة مصرية، متسائلاً “إلى متى نستمر فى هذا المسار الفنّى العقيم لأهم قضية مصرية تمس كل مواطن ومواطنة؟، وإلى متى يستمر نزيف الكرامة المصرية فى هذا المسار الفاشل ونتحمّل التعنت الإثيوبى الواضح فى ظل دعم السودان الكامل لإثيوبيا؟”، وكشف وزير الرى الأسبق، عن أن تداعيات سد النهضة لن تتمثل فقط فى آثاره المباشرة على مصر من بوار مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية وتملح جزء كبير آخر، وانخفاض فى منسوب المياه الجوفية، وانكشاف العديد من مآخذ محطات مياه الشرب والمصانع الواقعة على نهر النيل وفرعيه، وزيادة تلوث مياه النهر والترع والمصارف والبحيرات الشمالية وتهديد الثروة السمكية، ونقص فى كهرباء السد العالى وخزان أسوان، بل سوف تؤدى إلى تشجيع بقية دول الحوض على تنفيذ مشاريع وباستثمارات دولية فى الزراعات المروية والسدود الكبرى والمتوسطة، وإثيوبيا سوف تقوم تباعاً بإنشاء بقية سدودها الكبرى على النيل الأزرق، وأشار علام إلى أن جنوب السودان ستقوم بالانضمام إلى اتفاقية عنتيبى وتنفيذ مشاريع استقطاب فواقد النهر، بتمويل ودعم دولى لبيع المياه لمصر، وقد تتوسع السودان فى الزراعات على النيل الأزرق خصماً من حصة مصر المائية، قائلاً “لا أستبعد أن تنضم السودان إلى اتفاقية عنتيبى وتعلن عدم التزامها باتفاقية 1959”.

• نشرت صحف “المشاهير وسودان سفارى والتيار” السودانية مقالاً لـ”على ميرغنى” قال فيه أنه منذ أن أعلنت الحكومة الأثيوبية شروعها في بناء سد النهضة اختلفت الآراء ووجهات نظر المختصين حول أثر ذلك على السودان سلباً وإيجاباً، ولست هنا بصدد استعراض وجهات النظر هذه، لكن فقط أريد الحديث عن ظاهرة شح الفيضان لهذا العام والذي لم يخرج النيل عن مجراه الطبيعي، وهو المعدل الذي يتوقع أن يحدثه اكتمال سد النهضة وبدء التخزين فيه والذي يفصلنا عنه فقط أقل من سنتين حيث يتوقع ذلك في منتصف سنة 2017م، عدم فيضان النيل يعني إيجابيات وسلبيات، أولاً ستظهر المفاضلة بصورة واضحة بين إنتاج الكهرباء من خزان سنار أو ري مشروع الجزيرة، خاصة في العروة الشتوية وهي الأهم من حيث إنها موسم إنتاج القمح والبقوليات الأخرى المهمة، كما ستخرج زراعة الجروف التي كانت تتم بمياه الفيضان ودون ري اضافي، أيضاً يعني ذلك عدم إمكانية زراعة الأحواض في الولاية الشمالية إلا بالري الصناعي وباستخدام وحدات الري التي تستخدم الجازولين وهذا يعني زيادة الطلب عليه، كما أنه أيضاً ستكون هناك مشكلة في توليد الكهرباء من سد مروي خاصة في ظل تسريبات عن انخفاض معدلات التخزين منذ الموسم الماضي مما تسبب في ضعف التوليد في الصيف الماضي، أعتقد أن شح الفيضان هذا العام وفر لنا تجربة حقيقية لمحاولة ايجاد حلول لتغييرات قادمة عقب بدء التخزين في سد النهضة، والعاقل من يتحسب لكل تغيير قبل وقوعه حتى لا يفاجأ بالأسوأ، وبغض النظر عن كل وجهات النظر الفنية في تأثيرات سد النهضة على السودان، فلقد أصبح الأمر واقعاً تفصلنا عنه حوالي ثمانية عشر شهراً، كما إننا الحلقة الأضعف بين دول حوض النيل الشرقي، خاصة أن لمصر السد العالي وهو تخزين قرني يتحمل شح الفيضانات لأكثر من عشر سنوات، لذلك أعتقد أن على الجهات المختصة وضع الحلول والاستفادة من تجربة فيضان هذا العام لتفادي نقاط الضعف وتعزيز الفرص الناتجة عن سد النهضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى