إقتصاد

حمور زيادة: الواقع السياسي العربى يمثل واقعية سحرية

استمع

إبراهيم عوفزيادة

صاحب “شوق الدرويش”  الفائز بجائزة نجيب محفوظ ل 2014كان ضيفا على المجلس الأعلى للثقافة  فى لقاء مفتوح مع القراء، أدار اللقاء وقدمه الصحفى سيد محمود رئيس تحرير جريدة القاهرة التى تصدر عن وزارة الثقافة، وأضح سيد محمود فى تقديمه أهمية رواية” شوق الدرويش” قائلا: ” تمتاز الرواية بحالة اللهاث التى تجبرنا على متابعة أحداثها رغم كبر حجم الرواية، وأنه من الظلم أن نصنفها كرواية تاريخية، وهى مثلها فى – فى هذا الظلم – تشترك مع روايات أمين معلوف، وشوق الدرويش تمتاز أيضا بقدرتها على كسر الزمن “.

أضاف سيد محمود أن:” حمور زيادة يعيش فى القاهرة منذ فترة ، وأنه حافظ على إرثه الثقافى السودانى رغم هذا” ثم عاد للرواية وأشار للكاتب الطيب صالح ، حيث أن شوق الدرويش تعالج قصة حب كما فعل الطيب صالح فى رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” ولكن هذا التشابه بعيدا عن التلقيد او الإقتباس وأن هذا ما ميز أسلوب ولغة وطريقة الكاتب حمور زيادة، وتعرض الصحفى سيد محمود لإستضافة المجلس الأعلى للثقافة لهذا اللقاء المفتوح مابين حمور زيادة والجمهور قائلا:” أن تحتفل الثقافة الرسمية بحمور زيادة خطوة مهمة وعلى الطريق الصحيح من أجل تفعيل دور المجلس الأعلى للثقافة  بما تصدره الدور غير الرسمية”.

الكاتب حمور زيادة بدأ بعرض لثقافة السودان التى لا نعرف عنها سوى القليل وكيف أن السودان ينتمى فى حضارته للقارة السوداء أكثر من اى حضارة أخري فقال:” الواقع السودانى إلى الآن غير مُتكشف أو معروف بالشكل الكافى للعرب أو للغرب، بسبب الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فالغرب يعرف عن السودان المذابح أكثر من معرفته بالأدب السودانى، والعرب أو المصريين تحديدا يعرفون النيل أو أن السودان أرض تصلح للزراعة اكثر من معرفتهم بالكتاب السودانيين، وبسبب هذا التجاهل فإن السودان بلدا مظلوما”، وتطرق حمور زيادة للحديث عن روايته وعن الثورة المهدية  التى مرعليها اكثر من مئة عام إلى الآن، وكيف أن تلك الثورة مازالت تؤثر على المشهد السودانى الثقافى والسياسي.

  أما علاقة الأدب السودانى بالأساطير، وكيف أنها شكلت وعى الكاتب حمور زيادة فقد قال:” الإرث الثقافى من الأساطير كان حاضرا ومازال لدى الكاتب السودانى، والطيب صالح كتب الواقعية السحرية فى بداية الستينات قبل أن يصلنا الأدب المترجم من أمريكا اللاتينية على سبيل المثال، وأساطير السودان ليست كما يدعى البعض دليلا على تخلفه”.

ثم أدار الصحفى سيد محمود حوار مع الكاتب حمور زيادة، عن رواية شوق الدرويش، ودارت الأسئلة حول الكتابة ماتعنيه عند الكاتب حمور زيادة وعن اقامته بمصر وعلاقته بالمثقفين المصريين ، وكانت أهم تلك الأسئلة سؤاله عن ” اشكالية الطيب صالح عن الكاتب السودانى المعاصر وهل أثرت بالسلب أو الإيجاب ؟ وعن هذا قال حمور زيادة” الكاتب السودانى فى مأزق بسبب الشهرة الإعلامية الطاغية للكاتب الطيب صالح، وبالفعل هذا التعامل الإعلامى مع الطيب صالح ظلم الكثير من الكتاب الجدد”، وكان السؤال الآخر الذى لايقل أهمية عن” العالم الشائك بالرواية واتساع هذا العالم والقرية وأساطيرها فيما بين السطور هل أحدث ارتباك ما بالرواية؟

ابتسم حمور زيادة ثم قال ردا على السؤال:”  الصدفة خدمتنى عندما جئت لمصر حاملا معى كل الكتب التى توقعت أنه يصعب الحصول عليها بالقاهرة وقد كان، ولكن لم أكن أتخيل أن “شوق الدرويش ” ستخرج بالشكل الذى خرجت به، كنت أتخيل انها أقصر وأقل أحداثا وأقل تعقيدا أيضا، ولكن أثناء الكتابة تفرعت الأحداث وأخذتنى الشخوص لعوالم أخرى، فخرجت شوق الدرويش كما هى بين أيديكم”.

لم يتقدم حمور زيادة للجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكية، بل فوجئ بالحصول على الجائزة، قائلاً عام 2009 حين جئت إلى القاهرة ذهبت مع صديق سوداني لحضور حفل توزيع جائزة نجيب محفوظ بالجامعة الأمريكية في 11 ديسمبر 2009، ومنحت حينها للروائي خليل صويلح، وأعجبت حينها بالقاعة، وبالمهرجان الثقافي الذي لم أجد مثله في السودان، ثم لمة 5 سنوات لم أتابع الجائزة، ولم يدر بخلدي أنني سأفوز بها يوماً وأن أعتلى مسرح الجامعة الأمريكية وأتسلم الجائزة، لذلك فهو حدث يتجاوز السعادة عندي.

وفى سؤال من جانب الجمهور رأيه في ثورات الربيع العربي قال حمور: أن المنطقة العربية كلها وليس فقط مصر في واقع سئ، فثورات الربيع العربي بقدر ما هي أمر جيد إلا أنها مؤسسة لكوارث، فالثورات دائماً هكذا في التاريخ، الثورات انفجارات عظيمة – يواصل – فالثورة السلمية تقتل وتخرب وتسحل في الشوارع لكن دون تخطيط مسبق، و أن ثورات الربيع العربي في كل المنطقة هي نهاية مرحلة في التاريخ وبزوغ أخرى.

رواية “شوق الدرويش” هي رحلة طويلة ، قادنا فيها حمَّورزيادة  إلى فترةٍ تاريخيةٍ ربما لا نعلم عنها شيئًا في تاريخ السودان ، حيث ثورة المهدي (1844 م) الذي يتحدث وأتباعه وكأنه ولي من أولياء الله، يعد الناس بنشر  العدل في العالم، وهكذا يقتلون باسم الدين، وباسم الله، ويقتنع به وبأفكاره الكثيرين، ولكن هنا “بخيت منديل” وجه آخر يعيش أحداث هذه الثورة وتمر عليه وتؤثر فيه، وبنتشله الحب من عبوديته ولكن رحلته شاقة ومتعبة يخرج بعد الثورة ليأخذ بثأره ممن ظلموا حبيبته، حتى تنتهي الرواية بموته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى