إقتصاد

داعش تُسقط ورقة التوت عن عورات قوات التحالف

استمع

22d650dc9f2832da4c97a0db6cde3c

إبراهيم عوف

نقلا عن ليبراسيون الفرنسية – التقرير، تتهم “واشنطن” الجيش العراقي بعدم برغبته في القتال، في حين تلوم إيران الولايات المتحدة بسبب عدم فعاليتها في العراق كما في سوريا، تعتبر نتائج مقاومة تنظيم داعش كارثية، فقد سقطت خلال الأيام الأخيرة في أيدي مقاتلي تنظيم داعش مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، والتي تعتبر من بين أهم المعاقل الاستراتيجية، كما سقطت المدينة الأثرية تدمر، والتي تعتبر واحة العجائب القديمة. كل هذا كان وراء غضب الأمريكان الذين يتهمون الجيش العراقي بعدم برغبته في القتال، كما كان وراء غضب إيران، التي تتهم واشنطن بالفشل كما تعتبر نفسها الحصن الوحيد ضد هجوم المتطرفين السنة.

أما بالنسبة لدول الخليج العربي، فهاهي تعترف بأن العمليات الجوية ليست كافية للتغلب على تنظيم داعش ومن دون تقديم أي بديل لعمليات القصف الجوي. وتزامنا مع هذا الغضب وهذه الحيرة يتواصل تقدم تنظيم داعش الذي تمكن من السيطرة الكاملة على نقطة حدودية بين سوريا والعراق، يوم الأحد، ما سيسمح له بأن يكون له عمق جغرافي واستراتيجي كبير. وفي الوقت نفسه، بدأت ترد أنباء عن عمليات تصفية في العراق وسوريا.

وجاءت المفاجأة من واشنطن؛ حين هاجم وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، الجيش العراقي الذي اتهمه بأنه “أظهر عدم رغبة في القتال للدفاع عن الرمادي، فالجنود العراقيون فاق عددهم إلى حد كبير القوى المعارضة، ولكنهم رغم ذلك لم يتمكنوا من المحاربة وانسحبوا من المنطقة“. مضيفًا: “إذا كنا قد وفرنا التدريبات والمعدات والدعم، فآمل أن تكون للجيش الرغبة في القتال، لأنه فقط بمحاربة هذا التنظيم يمكن هزمه“. هذا ما قاله وزير الدفاع الأمريكي الذي نسي ببساطة أن يتذكر أن هذا الجيش العراقي الذي ينتقده اليوم تم إنشاؤه تمامًا وعلى مدى سنوات من قِبَل قوات الولايات المتحدة بعد صرف المليارات من الدولارات.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن اتهامات وزير الدفاع الأمريكي باطلة، ففي مقابلة له مع بي بي سي، أكد أن الرمادي سيتم استرجاعها “في غضون أيام قليلة” من قبل القوات العراقية. ويمكننا أن نتصور أن الميليشيات الشيعية هي التي ستقوم بمهمة استرداد مدينة الرمادي كما كان الحال في تكريت؛ حيث قامت القوات الموالية للحكومة باسترجاع مدينة صدام حسين، لكنها لم تتقدم كثيرًا في مواجهة تنظيم داعش على الطريق الموصلة إلى الموصل.

* “لا أحد موجود باستثناء إيران” !

في طهران، استعرض الجنرال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمسؤول عن العمليات والمعلومات الخارجية، مجموع الإخفاقات الماضية والتي أرجع سببها للولايات المتحدة وحلفائها. وقال قاسم سليماني: “اليوم، ولمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، لا أحد موجود باستثناء إيران. فأوباما لم يفعل شيئًا واحدًا لمواجهة تنظيم داعش. ألا يدل هذا على عدم وجود إرادة أمريكية جدية لمواجهته؟”. وغالبًا ما شوهد قاسم سليماني، خلال الأشهر الأخيرة، على الجبهات السورية وفي العراق ولبنان بصدد توجيه العمليات العسكرية.

وفي كلمة ألقاها في كرمان أمام أعضاء من الحرس الثوري، قال  قاسم سليماني: “كيف يمكن أن تدّعي أمريكا أنها تحمي الحكومة العراقية عندما، وعلى بعد بضعة كيلو مترات، في الرمادي، يقوم تنظيم داعش بعمليات قتل وجرائم حرب من دون أن تحرك الولايات المتحدة ساكنا … . يجب علينا تحصين حدودنا ضد الشيطان الأكبر (تنظيم داعش) ومساعدة البلدان التي تعاني منه“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى