ثقافةسلايدر

رداً على مزاعم الغرب.. طهران تنظم مؤتمر “النساء المؤثرات من أجل عالم أكثر عدالة ومساواة واستقرار”

استمع

طهران –  د. حذامي محجوب

في الوقت الذي شغل فيه موضوع حقوق المرأة الايرانية جميع المنظمات النسائية في العالم ووقع اعتباره موضوع حارق في وسائل الاعلام الغربي، بادرت الهيئة المكلفة بشؤون المرأة والاسرة التابعة لرئاسة الجمهورية الايرانية الاسلامية برئاسة الدكتورة انسية خزعلي بتنظيم المؤتمر الدولي الأول للنساء المؤثرات يوم 22 يناير 2022 بطهران لتعديل البوصلة والتعريف بالاوضاع الحقيقية للمرأة الايرانية بعيدا عن التوظيفات السياسية والهجومات المغرضة التي تستخدمها وسائل الاعلام في الغرب ،فكلنا يعرف ان موضوع حقوق المرأة في ايران كان دائما ومنذ سنوات مدخلا لضرب النظام الايراني.

بدات فعاليات المؤتمر قبل يومين من انعقاده. وكانت السيدة بيبي فاطمة حقير السادات منسقة المؤتمر برفقة معاوناتها تشرف على استقبال الضيفات. وكان عددهن كبيرا أكثر من 300 امرأة من كل القارات (افريقيا وأوروبا وآسيا وامريكا اللاتينية…)، كانت هنالك تقريبا 91 دولة ممثلة.

وقد سبق انعقاد المؤتمر الذي التأم بقصر المؤتمرات بطهران يوم 22 جانفي 2023 فعاليات تمثلت في جلسات تحضيرية وزيارات ميدانية امتدت على أيام 19-20-و21، جانفي ، كانت كلها تدور حول أهمية و دور المرأة في المجتمع وتمحورت حول تبادل الخبرات والتجارب النسائية.

كانت أهم جلسة تحضيرية للمؤتمر ، اجتماع ضم تقريبا كل المؤتمِرات من مختلف الجنسيات برئاسة السيدة انسية خزعلي مساعدة رئيس الجمهورية الإسلامية لشؤون المرأة والأسرة، أكدت فيه ان اهم هدف للمؤتمر هو التباحث في مختلف المشاكل التي تعاني منها النساء في إيران وفي مختلف انحاء العالم من اجل عالم أكثر عدالة ومساواة واستقرار.

كان هذا الاجتماع فرصة لتتحدث كل الحاضرات عن واقع وأوضاع المرأة ببلدانها وبمطالب النساء بها، كانت أبرز شهادة مؤثرة هي ما صرحت به ناشطة حقوقية أفغانية عن معاناة المرأة الأفغانية تحت حكم طالبان ودعت الحاضرات الى دعم نساء بلادها وأعربت عن شكرها لإيران التي بادرت لتقديم منح تعليمية للنساء الافغانيات وذلك بعد منع طالبان تعليم النساء، وقد طلبت السيدة انسية خزعلى من كل الحاضرات الوقوف كحركة رمزية للتضامن مع المرأة الأفغانية المضطَهدة وكان المشهد جد مؤثرا اجتمعت فيه كل مشاعر المودة والمحبة والرحمة. أقيم كذلك على هامش المؤتمر معرض صناعي وتكنولوجي للنساء الايرانيات وقد شاركت فيه مئات من الشركات التي اسستها او تشرف عليها نساء ايرانيات متميزات ومؤثرات رائدات في مجال الصناعة والتجارة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نساء يواكبن آخر التطورات العلمية في مجال الصناعات الفلاحية والغذائية و الطبية، تشتغلن على الطاقات المتجددة وعلى تصفية المياه وغيرها …

انه حقيقة معرض نسائي رائع، …حتى منسقة المؤتمر السيدة بيبي فاطمة حقير السادات هي نفسها امرأة بارزة ومؤثرة باعتبارها مديرة شركة مختصة في صناعات النانو بيوتكنولوجي.

كان يوم انعقاد المؤتمر تاريخيا في طهران، كان كل العالم حاضرا في شخص سيداته المؤثرات الفاعلات في مجالاتهن سواء في إيران او على المستوى الدولي وتميزت النساء الايرانيات بحسن استقبالهن للضيفات وبتبجيلهن لهن..

حضرت كذلك زوجات رؤساء الدول ورؤساء وزراء أرمينيا وبوركينا فاسو وقيرغستان وصربيا وعقيلة رئيس غينيا السابق وحرم رئيس فينيزولا وعقيلة الرئيس السابق للنيجر والمبعوثة الخاصة للسيدة الأولى للاتحاد الفيدرالي لجمهورية نيجيريا والسيدة الأولى السابقة لسريلنكا والمبعوثة الخاصة لرئيس الجمهورية السورية بثينة شعبان عن السيدة الأولى أسماء الأسد ورئيس المجلس المركزي لاتحاد نساء تركمانستان والعديد من المرافقات من وزيرات ومساعدات رؤساء وبرلمانيات ، كلهن مؤثرات في مجالات مختلفة ولكن المعيار المشترك بينهن هو انهن اصبحن قدوة في مجالاتهن من ناحية الإخلاص في العمل وممارسة المواطنة النبيلة والحرص والعطاء ، انهن فعلا نساء متميزات ومؤثرات في مجتمعاتهن ودولهن.    

وقع افتتاح اشغال المؤتمر بتلاوة مباركة من القرآن الكريم قامت بها قارئة إيرانية ثم تلت قراءة القرآن عروض راقصة لفتيات ايرانيات وامتلأت قاعة المؤتمرات بالورود الحمراء والفوانيس والألوان احتفاء بنساء العالم ، كانت طهران في تلك الليلة عاصمة لكل نساء العالم من الصين وروسيا وافريقيا والهند وامريكا اللاتينية… وفلسطين …وكان لباس النساء المؤثرات مختلف الألوان والاشكال يحيلنا الى حضارات وثقافات مختلفة ، انه اختلاف جميل وثري قالت عنه الدكتورة بيبي فاطمة هقيرالسادات انه حلم بانفتاح المرأة الإيرانية على العالم تراه يتحقق ، وأضافت السيدة انسية خزعلى معاونة الرئيس لشؤون المرأة والاسرة ان ايران ارادت ان يكون هذا المؤتمر الدولي الأول للنساء الفاعلات في العالم نقطة انطلاق لوحدة النساء وتضامنهن وان ايران لها دور فعال وإمكانيات كبيرة للمجتمع الدولي وان المرأة الإيرانية متقدمة ومتطورة في كل الميادين.

قامت عقيلات رؤساء الدول و رؤساء وزراء الدول المشاركة بألقاء كلمات وقع فيها التذكير بأوضاع المرأة في بلدانهن وفي العالم واكدن على ضرورة الدفاع عن حقوق المرأة وتوسيع فرص تواجدها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة كل اشكال الظلم والتمييز ضدها وأكدت عقيلات رؤساء الدول على ضرورة الاتحاد للتغلب على مشاكل المرأة واعداد خارطة الطريق المناسبة ، وتحدثت في المؤتمر زينب نصر الله ابنة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ، عن دور النساء المقاومات التي تواجهن تحديات كبيرة في ظل ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية صعبة ولكنهن متمسكات بخيار المقاومة.

كانت كلمة السيدة الأولى عقيلة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية جميلة علم الهدى كلمة عميقة ومؤثرة تعكس سياسة ايران فيما يخص حقوق المرأة، فقد اكدت على ان النساء الحاضرات في المؤتمر تنتمين الى ثقافات مختلفة ، واعتبرت انه من البديهي ان تكون افكارهن مختلفة ومقارباتهن متنوعة، ولكنها اكدت على ان في الاختلاف رحمة وان اجتماعهن هو من اجل التأسيس على ما هو مشترك بينهن ولكي تقبلن أفكار بعضهن البعض ومن اجل ان تتعلمن من بعضهن ومن تجاربهن، وانه على الرغم من الفروق السياسية والاقتصادية والاجتماعية بينهن عليهن التركيز على النقاط المشتركة التي تجمعهن ،لان كل النساء في العالم تبحثن عن العدالة والسلم والمحبة ، وان الهدف من تنظيم المؤتمر هو الفعل والتحرك وتوخي أسلوب المحبة والصبر والرأفة الذي تتميز به كل النساء في العالم وخاصة الابتعاد عن النزاع والعنف من اجل تحقيق العدالة للنساء في كل انحاء العالم وعلى النساء الاضطلاع بتربية الاطفال على المحبة.

واعتبرت سيدة إيران الأولى ان كل من يريد القضاء على الاختلاف و سيطرة نموذج واحد للحياة واعتباره الأفضل ويحاول فرضه على الجميع هو يتنكر للطبيعة ولما خلقه الله من تنوع، ففي التنوع ثراء وعلينا ان نتعلم من هذا الثراء ونأخذ الأفضل وانه علينا ان نركز على الاسرة والعائلة وعلى الرحمة والمودة والرأفة كهدف من تحرير المرأة وليس العكس فلا ينبغي ان يكون الهدف من تحرير المرأة انحلال الاسرة وتشتت الروابط العائلية.  

اما عن مخرجات هذا المؤتمر ،فقد أعلنت السيدة الأولى حرم رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن عدة قرارات:

1- احداث وانشاء الاتحاد العالمي للنساء المؤثرات

2- احداث صندوق لتشجيع التظاهرات الثقافية

3- طلاق ماراطون رياضي خاص بالنساء بالتزامن مع عيد النيروز وتكليف وزير الرياضة بإنجاز هذا المشروع.

4- الإقرار بان المؤتمر الثاني للنساء المؤثرات سيكون في أرمينيا بعد ان دعت الى ذلك حرم رئيس الوزراء الأرميني.

5-  تشكيل هيئة لمتابعة تنفيذ مخرجات المؤتمر.

كما وقع تكريم 7 شخصيات نسائية بارزات ومؤثرات من مختلف دول العالم في الحفل الختامي للمؤتمر الدولي الأول للنساء المؤثرات من قبل السيدة الأولى لإيران وعقيلات الدول الحاضرات . وحصلت كل فائزة على مبلغ 20 الف يورو الى جانب شهادة من اللجنة المنظمة لكل فائزة وهو ما أعلنته الامينة العامة لمؤتمر العالمي للنساء المؤثرات السيدة فاطمة هقير السادات في لقاء صحفي على هامش المؤتمر . وقد منحت الجائزة الأولى للسيدة واناجي سانغيران لي ،وهي أستاذة جامعية وباحثة متميزة في مجال الكيمياء من تايلندا . الجائزة الثانية للدكتورة المتخصصة في علم الوراثة السيدة سوده غفورى فرد، من ايران ، الجائزة الثالثة السيدة الينا كازانتسافا، من روسيا ، الجائزة الرابعة للسيدة زهرا امام جمنة من ايران ، الجائزة الخامسة للسيدة ميريام بيتريز يونس ،من الارجنتين ، الجائزة السادسة للسيدة مجكان زندى المتخصصة في مجال الكيمياء والبوليمر، من ايران والجائزة السابعة للسيدة بان آبه شيامى ، امرأة اعمال متميزة من الصين.    

كان مؤتمرا نسائيا ناجحا أكد لكل العالم ان المرأة الايرانية مرأة مناضلة في اسرتها وفي المجتمع وفي الدولة وانها نموذج للنجاح في العالم باعتبارها تصنع الاحداث كل يوم في بلادها على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، وان لها امكانيات ومقاربات يمكن تصديرها الى العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى