إقتصاد

موقع مصري يُفبرك الاتهامات ضد مدير رابطة الحوار الديني للوحدة !

استمع

667إبراهيم عوف

عقد في العاصمة التونسية المنتدى الاجتماعي العالمي والذي شارك فيه حوالي 5000 منظمة دولية غير حكومية مؤلفة من 130 دولة وذلك خلال الفترة الواقعة بين 23 – 28 مارس الماضي .

وفي هذا المنتدى ، عرضت كل منظمة مشاركة فيه منتجاتها الثقافية وآرائها السياسية في الغرف والخيم التي كانت قد قامت بإحداثها ، والهدف من ذلك خلق جو مناسب من أجل التقريب وتبادل الأفكار والثقافات العالمية المختلفة .

وقد قامت بتمثيل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا اللقاء الدولي مجموعة من المؤسسات الاجتماعية الأهلية الغير حكومية وبعض النشطاء في المجتمع المدني الإيراني ، وتم ذلك بشكل رسمي عبر تسجيل أسمائهم في الموقع الرسمي للمنتدى ، وكان من بين هؤلاء الشيخ حميد غريب رضا مدير مؤسسة رابطة الحوار الديني للوحدة ، والذي كان يشرف شخصياً على الخيمة التي تمثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وعلى إثر هذه المشاركة الملفتة قام أحد المواقع الإلكترونية المصرية والذي يدعى ( شعاشيع ) بتوجيه الاتهامات بحق الشيخ غريب رضا واتهامه بأنه قد أتى إلى تونس بهدف نشر التشيع بين الأوساط الشعبية التونسية ، ومن ثم قام بالعودة إلى إيران ( من غير علم أحدٍ بقدومه ) ومن دون إثارة الضوضاء حوله ، وقام هذا الموقع بنشر صورةٍ لسماحته متهمين إياه بزيارة جامعة الزيتونة لنشر التشيع فيها ، وذكر الموقع ذاته أن الشيخ لديه تطلعات أكبر من دولة تونس ومن ضمنها مصر من خلال علاقاته بعدة شخصيات شيعية في المجتمع المصري يسعى إلى نشر التشيع في الأوساط الشعبية المصرية كذلك .

وفي هذا السياق قامت وكالة أنباء الحوزة بالاتصال بمدير رابطة الحوار الديني للوحدة لسؤاله عن ردة فعله تجاه ما نسب له في هذا الخبر ، وقام الشيخ غريب رضا بالتوضيح وقال :

( مع بداية العدوان السعودي الغاشم والذي يسمى بعاصفة الحزم على الشعب اليمني قامت وكالات الأنباء العربية وخاصة المصرية بتصعيد حملاتها الإعلامية السياسية والمذهبية ضد الشيعة والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وهذا الأمر ليس مبشراً بالخير أبداً ، لأنه لا ينبغي أن تكون قضايا المذاهب الإسلامية ولا سيما العلاقات بين أتباع المذاهب وأهل القبلة خاضعةً للأزمات السياسية وتتأثر بها بشكل سلبي بمعنى أن الإعلام لا بد أن يكون على مستوى عالٍ من الوعي والرشد المهني يمنعه من الوقوع في فخ الفتن الطائفية بمجرد نشوء حربٍ سياسيةٍ أو طروء أزمةٍ في العلاقات بين بلدين يختلفان في المذهب، وهذا المنهج في تناول القضايا المذهبية والسياسية لا يليق ببلدٍ عربيٍ إسلاميٍ متحضرٍ كجمهورية مصر العربية ) .

الزيارة إلى تونس كانت بشكل رسمي وعلى مرأى الجميع . وعقب على اتهامات الموقع المصري بقوله : ( هذا الخبر مليءٌ بالعبارات المغايرة للواقع ، وعلى خلاف ما ذكر في الخبر فإن زيارتنا إلى تونس لم تكن بشكل سري على العكس تماماً بل كانت بشكل قانوني وبدعوةٍ مباشرةٍ من إدارة المنتدى الاجتماعي العالمي وبتنسيق مسبقٍ ، حيث سجلنا في الموقع الإلكتروني للمنتدى الاجتماعي العالمي وقد نشر المنتدى أسماء ودول الذين سيشاركون في هذا التجمع الكبير وقد اندرجت صورتي الشخصية تحت مسمى مدير مؤسسة رابطة الحوار الديني للوحدة ، وحتى أنا شخصياً قبل السفر قمت بتبين هدفي من زيارة الجمهورية التونسية على صفحتي الشخصية العربية والفارسية في شبكات التواصل الاجتماعي ) .

وأكمل غريب رضا بقوله : ( كانت أهدافنا من هذا السفر شفافة وواضحة جداً ، فأنا بالإضافة إلى 35 ناشطاً من المؤسسات الإيرانية المختلفة قمنا بالتوجه إلى تونس من أجل المشاركة في هذا المنتدى العالمي ، وهدفنا كان ترويج خطاب محاربة الصهيونية العالمية والاستكبار الغربي وتقوية جبهة المستضعفين في الأرض وإيجاد شركاء جدد لنا في الأمة الإسلامية وغير الإسلامية بغض النظر عن الانتماء الديني أو المذهبي أو العرقي ، والحمد لله قمنا بتوصيل رسالتنا بشكل جيدٍ وواضحٍ وشفاف حيث كان لنا وبشكلٍ رسمي في هذا التجمع خيمةٍ نعمل من خلالها وعقدنا عدة حوارات بناءة مع عدد من الشباب والنشطاء من الدول العالمية المختلفة وكلها كانت بشكل واضح للإعلام المرئي والمسموع ولم تكن سرية أبداً وقامت عدد من وسائل الإعلام العالمية بإجراء مقابلات صحفية معنا لكي تغطي فعالياتنا في هذا التجمع ).

وعلق غريب رضا على اتهام موقع شعاشيع له بنشر التشيع في تونس بقوله : ( هذا الاتهام ليس له أي أساس من الصحة ، لأنه هذا التجمع في الأساس سياسي بحت وكل المشاركين والحضور في هذا المنتدى لم يدخلوا بأي بحثٍ عقائدي أو مذهبيٌ وحتى نحن لم يكن لدينا مشروعٌ في الدخول إلى هذا المجال بل كنا نسعى للتقريب والوحدة ولا نبتغي الفتنة والتفرقة ، فكنا نلتهج بالذي يجمع شمل الأمة وما كنا نتناول ما يفرق صف المسلمين ، في حين وجه لنا بضعة أشخاصٍ عدداً من الأسئلة الخلافية ، وكان جوابنا واضحاً لهم بأننا لسنا بصدد التكلم في هذه المواضيع الحساسة لكي لا ننجر إلى الفتنة الطائفية لذلك هذا الاتهام هو بخلاف الواقع وهو ملفقٌ وليس له أساس من الصحة ) .

• كاتب الخبر لا يميز بين مسجد الزيتونة وجامعتها !

غريب رضا بيّن حقيقة الاتهام الموجه إليه من أنه قام بزيارة جامعة الزيتونة والتقى بعدة شخصيات فعالة في هذه الجامعة من أجل نشر التشيع بقوله : ( بخلاف ما قد جاء في هذا المقال لم تتسنى لي الفرصة لزيارة جامعة الزيتونة بسبب كثافة الفعاليات في خيمتنا في المنتدى والتي سميناها ( بيت المستضعفين) ولم نوفق بالحوار مع أساتذة جامعة الزيتونة ، والشخص الذي دون هذا الخبر لم يكن على علمٍ بالفرق بين مسجد الزيتونة وجامعة الزيتونة والصورة التي أرفقها بمقاله والتي أظهر فيها رافعٍ يدي بالدعاء هي في الحقيقة داخل مسجد الزيتونة الأثري وهو من أقدم وأروع أبنية الحضارة الإسلامية ، فأقول لهذا الكاتب : ( عن كنت تدري فتلك مصيبةٌ وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم ! ) .

واستمر في التوضيح قائلاً : ( هدف مؤسستنا بالأساس هي إيجاد الشركاء الحقيقين لتحقيق التعايش والوحدة الدينية في الدول الإسلامية المختلفة ، وفي هذا الطريق لا تنحصر علاقاتنا بالشيعة فقط بل بعدد من الأفراد والمؤسسات والمجموعات ذات الفكر الوحدوي والمعتدل ومن جملة هذا الدول جمهورية مصر العربية حيث لدينا علاقات مختلفة في الأوساط المصرية المعتدلة منها التيارات القومية و اليسارية و الإسلامية والمؤسسات الاجتماعية المتعددة وحتى الأقباط وهم من ديانة أخرى فما بالك بالمسلمين من الشيعة والسنة !) .

• نحن سعداء باتهامات الذين يقدمون الدعم لداعش!

مدير مؤسسة رابطة الحوار الديني للوحدة قال : ( مؤسسة الحوار الديني للوحدة هي مؤسسة أهلية غير حكومية ، عملها بعيد كل البعد عن أي شيء يفرق بين أبناء الأمة الإسلامية وتسعى للانفتاح الفكري والثقافي والسياسي على العالم الإسلامي لتحقيق الوحدة الدينية، وانتساب الرابطة بمؤسسات حكومية إيرانية نابعٌ من عدم فهم تركيبة المجتمع المدني الإيراني ومدى تنوع نشاطاتها الفكرية والثقافية ، فهنالك العديد من النشطاء الإيرانيين يعملون على الساحة الدولية ولهم اهتمامات إنسانية عابرة للمذاهب والأديان ، لكن الذين تربوا على ثقافة إلغاء الآخر لا يستطيعون أن يتصوروا الاعتدال والوسطية في من يختلف معهم دينياً أو مذهبياً فهم يتجاوزون قاعدة ( ليسوا سواء القرآنية ) ويحاولون أن يقنعوا العالم بأن كل من يختلف معهم في المذهب طائفيون ومجرمون. فهم يختلقون للناس خطراً ويحذرونهم دائماً من خطر المسلمين ليلهوهم عن خطر أعداء الأمة الحقيقين.

ونجاح هذه المؤسسة يأتي من خلال إيمانها بالتعايش السلمي المشترك بين كل الأديان والمذاهب ، ومن الطبيعي جداً استهداف هذه المؤسسة من قبل التيارات التكفيرية التي لا تؤمن بأدنى مستويات الوحدة مع الآخر بل تحارب التقارب والتعايش بمبررات لا تخدم إلا أعداء الأمة.

هؤلاء يسترزقون من الدول الداعمة للتكفير والإرهاب ومبلغ جهدهم نشر الكراهية ومحاولة التشهير والتعبئة الطائفية ضد المذاهب الإسلامية الأخرى إلى أن أوصلوا الأمر في مراتٍ عديدة بالتحريض على ضرب أو قتل المواطنين على أساس انتمائاتهم المذهبية ، ولا شك بأن هذا المنهج لا يبني الأوطان أبداً وإنما يمزق النسيج الاجتماعي الموحد للمجتمعات الإنسانية .

وجميع الاتهامات التي وجهوها ويوجهونها إلى مؤسستنا لم ولن تؤثر على مسيرتنا في تحقيق هدفنا المأمول بل أننا نشكر الله ونحمده من أن الذين يقدمون الدعم لداعش ويكفرون المسلمين من أهل القبلة والذين وضعوا البرامج الممنهجة لإشعال الحرب المذهبية بين المسلمين هم نفسهم الذين يوجهون لنا هذه الاتهامات ويلفقون لنا الأكاذيب لكي يكونوا حجر عثرةٍ في طريقنا . وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أننا نسلك صراط توحيد الأمة المستقيم ، ونوجه لهم هذا التحدي ونقول لهم من عزيمتنا لن تنالوا فهذه المواجهات تقويها وتجعلنا نشد الحزام على المضي في طريقنا لتكوين الأمة الإسلامية الموحدة ، (إن هذه أمتكم أمةً واحدةً وأنا ربكم فاعبدون) ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى