إقتصاد

القوات العسكرية السعودية … تاريخ من البناء وحماية الأمة !

استمع

Untitled.105850

مهند أبو عريف

منذ انطلاق عملية “عاصفة الحزم”، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -يحفظه الله- ، أظهرت القوات العسكرية السعودية كفاءة واحترافية عالية، لتُذَكر العالم بدورها البطولي الذي يشهد عليه فصول من التاريخ الحديث. هذه القدرات المميزة ليست مستحدثة أو وليدة اللحظة، وإنما هي ثمرة لجهد واهتمام وعمل دؤوب قامت به قيادة عظمى أدركت أهمية تأسيس جيش قوي، زودته بأحدث المعدات والتدريب، ليليق مع المعايير الدولية للتنظيم والتسليح. فضلاً عن كوادر وقيادات عسكرية من الجنود البواسل.

 * القوات العسكرية السعودية من 60 رجلاً إلى 227 ألف جندي!

كانت بداية نشأة القوات العسكرية السعودية على يد المؤسس -المغفور له بإذن الله-الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن

اّل سعود، إذ شكَّل قوة صغيرة مكونة من 60 رجلاً، وتوجه بهم من الكويت نحو الرياض لاستعادتها. ومن ثَمّ تغيّر مسار الجيش السعودي ليمر بمراحل عديدة ويصبح قوة عسكرية لا يمكن الاستهانة بها.

 في عام 1929م، أمر المؤسس -طيب الله ثراه- بتشكيل أول نواة لوحدات الجيش السعودي النظامي من ثلاثة قطاعات سميت أفواج المشاة والمدفعية والرشاشات – الفوج الذي يعادل كتيبة بوقتنا الراهن تعدادها من 659 إلى 962 فرداً، وكان قطاع الرشاش يتكون من أربع سرايا، وثمان قطع رشاش.

 وكانت أول معركة دولية خاضتها القوات السعودية بجانب أشقائها العرب، معركة ١٩٤٨م في فلسطين، حيث أمر الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- حينها بإرسال فرقة سعودية للجهاد في فلسطين خلال 24 ساعة، وتوجهت الدفعة الأولى بالطائرات، فيما تم إرسال بقية السرايا بالبواخر.

 وفي عام 1956م، وقفت السعودية بجانب شقيقتها مصر ضد العدوان الثلاثي، وصدر أمر للجيش السعودي من الملك السعود بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بسرعة التحرك بجانب قوات الأردن للدفاع عن مصر ضد العدوان. ووضعت السلطات العسكرية السعودية قرابة 20 مقاتلة نفاثة من طراز” فامبير” تحت تصرف القيادة المصرية، وبقيت القوات السعودية مرابطة حتى زال العدوان الآثم.

 وفي عام 1967م، قامت المملكة بتحريك طائرات مقاتلة إلى قواعد جوية في المدينة المنورة وتبوك، وأصدر الملك فيصل بن عبد العزيز أوامره إلى ولي العهد -آنذاك- الأمير خالد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمهم الله-، بإعلان التعبئة العامة وإلغاء إجازات العسكريين، وقامت المملكة بوضع جميع قواتها في الحدود الشمالية تحت تصرف القيادة الأردنية على إثر قيام إسرائيل بمهاجمة الأردن، وبعدها مهاجمة مصر وسوريا في صبيحة يونيو 1967م، وبعد إعلان انتهاء الحرب قامت القوات الجوية السعودية بإهداء جميع ما تمتلكه من طائرات جديدة من طراز “هوكر هنتر” إلى سلاح الطيران الأردني لتعويضه عن الخسائر.

 وفي عام 1969م، هاجمت القوات اليمنية مركز “الوديعة” السعودي وسرعان ما تحركت القوات السعودية البرية والجوية واستعادت مركز “الوديعة”، وطردت المعتدين خارج حدود المملكة العربية السعودية.

وقبل حرب أكتوبر1973م، وإنفاذًا لمقررات القمة العربية في الخرطوم، والتي أعقبت العدوان الإسرائيلي، تحددت مشاركة المملكة في دعم الصمود وإزالة آثار العدوان بمساهمة مالية مقدارها 50 مليون دولار سنوياً لتعويض مصر عن خسائرها من جراء إغلاق قناة السويس، وكذلك توفير سربين من الطائرات المقاتلة للمشاركة في المواجهة المرتقبة مع العدو الإسرائيلي.

 وأثناء الغزو العراقي لدولة الكويت الشقيقة، قامت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -يرحمه الله- بحشد القوات العربية من ضمنهم دولة مصر الشقيقة، على الأراضي السعودية لردع ذلك الغزو، لتقوم بحرب “تحرير الكويت”.

 وحتى يومنا هذا، دونت القوات العسكرية السعودية اسمها مرةً أخرى في كتب التاريخ، وذلك بفضل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله-، حين أعلن الحرب على المتطرفين الحوثيين في اليمن، وكان ذلك استجابةً لطلب فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

 * تشكيلات القوات العسكرية السعودية!

تنقسم القوات العسكرية السعودية، إلى خمسة أفرع رئيسية هي القوات البرية الملكية السعودية، القوات الجوية الملكية السعودية، القوات البحرية الملكية السعودية، قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، وقوة الصواريخ الاستراتيجية الملكية السعودية. حيث تضم قواتها المسلحة 227 ألف جندي، بينهم 75 ألفا في “القوات البرية” و13500 في “القوات البحرية”، و20 ألفا في “سلاح الجو”، و2500 عنصر في قوة “الصواريخ الإستراتيجية”، ومئة ألف رجل في الحرس الوطني. وتملك القوات البرية 600 دبابة ثقيلة بينها 200 دبابة “أبرامز”، و780 مدرعة خفيفة و1423 ناقلة جند.

أما القوات الجوية فتملك 313 طائرة مقاتلة لاسيما طائرات “اف 15″ و”تورنادو” و”يورفايتر تايفون”، وذلك وفقاً لتقرير أصدره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

 * التعاون العسكري مع مصر!

يشهد المجال العسكري بين المملكة ومصر عدة نماذج سنوياً تكشف عن حجم التعاون بينهما، ومن أهمها:

* مناورات “تبوك” البرية (3)!

هي مناورات عسكرية مشتركة تقام بالتبادل بين القوات البرية الملكية السعودية والقوات البرية المصرية، بهدف الحفاظ على تكامل العلاقات العسكرية وتبادل الخبرات بين الدولتين الشقيقين ورفع معدلات كفاءة العناصر المشاركة وصقل مهارات القادة والضباط والعناصر لكلا الجانبين والقدرة على إدارة وتنفيذ عمليات هجومية ودفاعية مشتركة بين البلدين.

* مناورات “مرجان” البحرية (15)!

وهي مناورات مشتركة بين المملكة ومصر لتأمين النطاق البحري بالبحر الأحمر، وتشارك فيها عدد من الوحدات البحرية السعودية والمصرية وتشمل المدمرات ولنشات الصواريخ وسفن النقل والإمداد وطائرات مكافحة الغواصات، وعناصر القوات الخاصة البحرية لتنفيذ العديد من الأنشطة التدريبية.

* مناورات “فيصل” الجوية (10)!

هي مناورات عسكرية جوية تكتيكية تجريها القوات الجوية لكل من السعودية ومصر، بهدف تبادل الخبرات ورفع الكفاءة التدريبية للقوات المشاركة، وتخطيط وإدارة أعمال قتال مشترك بين سلاح الجو الملكي السعودي والقوات الجوية المصرية.

* الدراسة بكلية القادة والأركان المصرية!

يدرس الضباط السعوديون بصفة دورية العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان المصرية، ضمن كوكبة من أشقاءهم من الضباط المصريين والضباط الوافدين من الدول الشقيقة، وهو ما جعلهم يكتسبون المزيد من المعلومات العسكرية والتدريبية.

* إهداء مستشفيات ميدانية إلى مصر من المملكة!

أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله – في أغسطس 2013م، بإهداء مصر ثلاث مستشفيات ميدانية بكامل أطقمها من أطباء وفنيين ومعدات طبية وقوفاً ودعماً للشعب المصري الشقيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى