سلايدرسياسة

رسالة الي السفير الروسي الجديد

استمع

مهند أبو عريف

على متن طائرة خاصة وصل الي القاهرة سفير روسيا الجديد السيد/ جيورجى بوريسينكو, والذى انتظرته القاهرة طويلا منذ وفاة السفير السابق سيرجي كيربيتشينكو فى 2/9/2019, وجاءت جائحة كورونا وتوابعها التى تسببت فى حالة من الشلل وتوقف الطيران, ولكن بوصول السفير الجديد تبدأ العلاقات المصرية الروسية مرحلة جديدة , حيث نتطلع للتعرف على ما تحمله حقيبة السفير الروسي رقم 19 فى تاريخ العلاقات الدبلوماسية التى انطلقت فى 26/8/1943, وبوريسينكو  مواليد 1968 وانهى دراسته عام 1990 بمعهد موسكو للعلاقات الدولية, وانخرط بالعمل بوزارة الخارجية منذ تخرجه وعمل فى سفارة روسيا فى سويسرا فى نهاية زمن الحقبة السوفيتية, ثم استمر مع الخارجية الروسية وشغل منصب مندوب روسيا بمنظمة الامن والتعاون فى فيينا وعمل طويلا بالولايات المتحدة الامريكية من 2003 حتى 2011 كمستشار ثم كبير المستشارين وصولا الي وزير مفوض, وعاد للعمل بوزارة الخارجية فى منصب نائب مدير ادارة امريكا الشمالية ثم مديرا لها من 2014 حتى 2020, حتى تم اختياره لاول مرة ليكون سفيرا فوق العادة لروسيا ومندوب مفوض بالجامعة العربية , ليستهل مشواره الدبلوماسي فى مصر برسالة رائعة للاصدقاء المصريين على حد وصفه مرورا بتقييمه العالى لمكانة مصر الدولية وتميز العلاقات الثنائية والتى وضع بذورها الزعيم جمال عبد الناصر ولازلنا نجنى ثمارها, ويدعمها اليوم الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين .

واستوقفني فى كلمته تقديره لجهود مصر الدولية ودورها الرائد على المستوى العربي والافريقي وحديثه كذلك عن مكانة مصر الثقافية بصفتها مهدا لحضارة البشرية, مما يجعلنا نتطلع بتفاؤل لقوة الدفع الجديدة فى مسيرة العلاقات التى شهدت انجازات غير مسبوقة, فقد تعاون الخبراء الروس على انشاء اكاديمية الفنون بمؤسستها  المختلفة من سينما ومسرح وبالية وموسيقى وفنون شعبية, وانطلقت حركة الترجمة من الروسية للعربية والعكس وشاهد الجمهور المصري البالية بزيارة مسرح البولشوى وفرق الفنون الشعبية بقيادة العظيم مويسييف وشاهد الجمهور السوفيتي فرقة رضا للفنون الشعبية والافلام المصرية وردت موسكو بتخصيص دار سينما لعرض الافلام السوفيتية بشارع عماد الدين فى قلب القاهرة .

 سعادة السفير/ جيورجى يفجينيفتش اذا كان هذا هو التاريخ والرصيد الذهبي للعلاقات المصرية الروسية, فهل يحق لنا ان نحلم بعودته ونتسائل ماذا ينقصنا؟ لدينا دعما على اعلى مستوى من الرئيسين, ولدينا ولع مصرى بالثقافة الروسية وعشق روسي بتاريخ مصر ومنتجعاتها السياحية, فلازلت اذكر السيدة الروسية التى اقتربت منى وانا بصحبة المستشار الثقافى المصري في موسكو الدكتور محمد نصر الجبالي اثناء خروجنا من السفارة المصرية بعد انتهاء مقابلة مع سعادة السفير الدكتور ايهاب نصر وادركت بالفطنة اننا مصريين ودون مقدمات تحدثت من قلبها قائله ارجوكم افتحوا الغردقة وشرم الشيخ مصر وحشتنا, هذا هو شعور المواطنين الروس الصادق .

سعادة السفير نتطلع الي عودة دور جمعية الصداقة المصرية الروسية في مصر وكذلك اعادة جمعية اصدقاء مصر في روسيا الي الظهور, ونحتاج الي المساعدة في اقامة التعاون المشترك في مجال البحث العلمى من خلال المركز القومى للبحوث الذي يضم عشرات الخريجين من الاتحاد السوفيتي, وننتظر التسهيلات الروسية في عودة الخبراء في مجال العلوم والثقافة ولدينا الطموح فى اتمام مشروع تطوير المصانع الكبرى التي انشئت بالتعاون مع روسيا وخاصة مصنع الحديد والصلب في حلوان, وعلمت ان الجانب الروسي قدم عرضا كريما بعمل الصيانة والاصلاحات اللازمة مقابل الحصول على حصة من الانتاج وهو ما يخفف عن مصر تكاليف الاصلاح, والمفاجأة ان روسيا عرضت ان لا تصدر حصتها لنفسها او بالبيع بل سوف تستخدمها في بناء مشروع المنطقة الصناعية – شرق بورسعيد .

كما نتطلع لتطوير العلاقات الثقافية وتبادل زيارات وزراء الثقافة بين البلدين والتي توقفت للاسف منذ حوالي 40 سنة ونأمل من الوزيرتين الدكتورة/ ايناس عبد الدايم والسيدة/ أولجا ليوبيموفا فى وضع العلاقات الثقافية بين البلدين فى مكانة جديدة تليق بتاريخ العلاقات .وخاصة أنهما من أهل الفن فالدكتورة إيناس عازفة فلوت عالمية والسيدة ليوبيموفا عملت بالانتاج والاخراج السينمائي.

 كما ننتظر عودة تبادل زيارات الفرق الفنية ليس فقط علي أسس تجارية ولكن في اطار التبادل الثقافي كما كان في الماضي. وإقامة الاسابيع الثقافية هنا وهناك.

سيدى السفير إن ما نحلم به حق مشروع لما نملكه من رصيد ذهبى بين الشعبين الصديقين وشعوبنا تستحق الكثير فى المعرفة عن بعضها البعض فهل نلبي النداء؟

شـــريف جــاد

رئيس الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى