سلايدر

أبو الغيط يختتم زيارة عمل هامة للامارات

استمع

وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مقر الجامعة العربية بالقاهرة يوم 15 ديسمبر كانون الاول 2010. تصوير: اسماء وجيه - رويترز

أشرف أبو عريف

عاد إلى القاهرة مساء أمس ١٢ الجاري السيد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية بعد قيامه بزيارة عمل هامة إلى دولة الامارات العربية المتحدة استغرقت يومين تباحث خلالها مع كبار المسئولين الإماراتيين حول أخر المستجدات في المنطقة العربية وسبل الدفع قدما بالعمل العربي المشترك خلال المرحلة المقبلة ودور جامعة الدول العربية في هذا الإطار.

وصرح الوزير المفوض محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية بأن الأمين التقى خلال الزيارة بسمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ولي عهد إمارة أبو ظبي ووزير دفاع دولة الامارات في لقاء شهد تناول التطورات الجارية في المنطقة العربية، وكيفية التعامل مع الوضع الحالي للقضية الفلسطينية والأزمات والأوضاع غير المستقرة في كل من سوريا وليبيا واليمن، حيث أمد الطرفان أهمية وجود مواقف ورؤى عربية موحدة في هذا الصدد، خاصة في إطار عمل الجامعة العربية، بما يسمح بمعالجة هذه الأزمات بشكل فعال، وبما يخدم المصلحة العربية ويحفظ الأمن الإقليمي العربي. وقد التقى أيضا الأمين العام خلال الزيارة بسمو الشيخ عبد الله بن زايد آلِ نهيان وزير الخارجية الذي ناقش معه أيضا أخر المستجدات في المنطقة وسبل تطوير التعاون بين الأمانة العامة للجامعة العربية ودولة الامارات، كما عقد لقاء آخر مع السيد أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية.

وأوضح المتحدث أن الجانب الإماراتي حرص خلال هذه اللقاءات على تأكيد دعمه الكامل لعمل الأمين العام، والتطلع نحو أن تسهم الجامعة العربية خلال المرحلة المقبلة في الارتقاء بالعمل العربي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع الإشارة أيضا إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة على وجه الخصوص في التعامل مع الأزمات والقضايا العربية ذات الأولوية وعدم قبول تنحية هذا الدور لصالح أي طرف آخر.

من ناحية أخرى، أشار المتحدث إلى أن قناة سكاي نيوز العربية أجرت حوارا مطولا مع الأمين العام على هامش الزيارة طرح خلاله رؤيته بشأن الوضع العربي الراهن والدور الذي يمكن أن يلعبه الأمين العام والجامعة العربية في التعامل مع معطيات المرحلة الحالية للعمل العربي، حيث تناول الأمين العام أهم التحديات التي تواجهها الجامعة وعلى رأسها انقسام الرؤى العربية تجاه عدد من القضايا، وتصاعد تدخلات أطراف خارجية في الشئون الداخلية للدول العربية، مشيرا إلى أن دور الجامعة العربية في معالجة الأزمات التي تواجهها عدة دول عربية خلال المرحلة الحالية هو أمر لا غنى عنه، وأنه لن يقبل تهميش أو تنحية دور الجامعة في التعامل مع هذه الأزمات، وهو الأمر الذي دفعه منذ تولي مهام منصبه في يوليو الماضي إلى تكثيف الاتصالات التي يقوم بها من أجل تأمين انخراط الجامعة العربية بشكل فعال ونشط في التعامل مع الأزمة في سوريا من خلال الاتصالات المستمرة القائمة مع مبعوث الأمم المتحدة “دي مستورا”، وفي الأزمة الليبية عن طريق اقتراح تعيين ممثل خاص للأمين العام معني بالشأن الليبي وهو المقترح الذي تبنته بالفعل الدول الأعضاء في الجامعة. وأيضا في الأزمة اليمنية من خلال الاتفاق مع دولة الكويت التي تستضيف المفاوضات بين الأطراف اليمنية لكي يتم ايفاد ممثل للجامعة العربية لمتابعة هذه المفاوضات. كما عرض الأمين العام لتقييمه للتطورات الحالية للقضية الفلسطينية في ظل استمرار تصاعد التعنت والتشدد الإسرائيلي، مع تأكيد مساندة الجامعة العربية لأي جهد أو تحرك يهدف إلى حلحلة الوضع الراهن لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي واستعادة حقوق أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف المتحدث أن الأمين العام أشار أيضا، ردا على سؤال في هذا الصدد، إلى تصاعد التدخلات الإيرانية في الشأن العربي في ظل وجود مؤشرات لمساع إيرانية للهيمنة في المنطقة بما يمكن أن يمثل تهديدا ومصدر قلق كبير لعدد من الدول العربية على رأسها دول مجلس التعاون الخليجي، ولمنظومة الأمن الإقليمي العربي ككل. وقد تطرق الأمين العام في إطار الحوار إلى عدد أخر من قضايا الساعة على المستوى العربي من بينها تردي الأوضاع الإنسانية للاجئين العرب وما طرحه بشإن إنشاء منظمة عربية للإغاثة الإنسانية،
وكيفية العمل على تطوير آليات التنسيق والتعاون بين الدول العربية من خلال تبني أفكار مستحدثة على غرار تعزيز تشاور وزراء الخارجية العرب خارج الأطر الرسمية بما يمكن أن يسمح بقيام حوارات صريحة فيما بينهم والتوصل إلى نتائج عملية لمعالجة الانقسامات في الرؤى والتحديات التي يواجهها العالم العربي، مضيفا أن الطبيعة الملحة لهذه التحديات خلال المرحلة الحالية تستدعي أن تكون هناك حكمة وسرعة في حسم الأمور، مع تأكيده على محورية دور الجامعة في تقريب وجهات النظر بين الدول في هذا الخصوص باعتبار أنها تمثل بوتقة للإرادة العربية وللعمل العربي الجماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى