إقتصاد

الغزالى : أورام الثدى هى الأكثر شيوعا بين سيدات مصر بعكس الفتيات

استمع

إبراهيم عوفمؤتمر الاورم

عقدت ” الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء” مؤتمراً صحفيا للإعلان عن تفاصيل مؤتمرها الدولى السابع الذى يقام فى الفترة من 15 إلى 17 يناير الجارى .. و أكدت الجمعية فيه على أن أورام الثدى هى الأكثر شيوعا بين سيدات مصر .. كما أشارت نتائج ألابحاث القومية لمرضى الأورام فى مصر أنخفاض أعمار الأصابة بسرطان الثدى من 18 الى 20 عام لدى بعض السيدات.

فى البداية: صرح د. هشام الغزالى أستاذ علاج الأورام جامعة عين شمس ورئيس الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء وسكرتير عام المؤتمر أنخفاض معدلات الإصابة بين السيدات ليصل إلى ما بين 18 الى 20 عام فى بعض النساء وذلك طبقا لنتائج ابحاث التسجيل القومية لمرضى الأورام فى مصر، وبعض الدول العربية.. لافتا الى انه سيتم الإعلان عن الخطوط الاسترشادية والتوصيات فى علاج أورام الثدى فى الصغيرات، والتى تشمل اجراء التحليل الجينى الإستباقى بعد اجراء ما يسمى بشجرة العائلة وتحديد السيدات اللاتى يتوجب خضوعهن لهذا التحليل، ومنهن أقارب الدرجه الأولى للسيدات، والسيدات المصابات بأورام الثدى التى لا تستجيب للعلاج الهرمونى و العلاج الموجه، كما شملت التوصيات الاسترشادية بضرورة اجراء الفحص المبكر لهؤلاء السيدات ذات التاريخ المرضى العائلى 10 سنوات اقل من عمر اصابة اقارب الدرجة الاولى. وياتى المؤتمر بتعاون ” الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء” مع الجمعية الامريكية للأورام والجمعية الأوربية لعلاج الأورام والجمعية الأوربية لجراحة الأورام تحت رعاية وزير الصحة والسكان الدكتور عادل عدوى، و وزير البحث العلمى الدكتور شريف حماد و الدكتور حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس، والدكتور عبد الوهاب عزت نائب رئيس الجامعة ، والدكتور احمد عماد الدين راضى عميد الكلية.

 وأضاف بأنه ستيم الإعلان عن ظهور عدة أدويه جديده لعلاج أورام الثدى والنساء ، مما أدى الى أرتفاع نسب الشفاء، ومتوسط البقاء على الحياة حتى فى أكثر الأورام صعوبة، كما سيعلن عن ظهور أجيال جديده من العلاجات الموجهه أدت الى إرتفاع معدلات البقاء، حيث طرح علاج “برتوزوماب” وهو جيل جديد من العلاجات الموجهه الذى يتميز بتأثيره على عدة أهداف ومستقبلات فى الخليه مما أدى الى زيادة فى متوسط معدلات البقاء لمدة تفوق 5 سنوات فى أورام الثدى شديدة الإنتشار والإيجابيه لمستقبلات هير 2 ، فيما يطرح الجيل الجديد من العلاج الهرمونى “فازلوديكس” و يستخدم بعد فشل الخط الأول من العلاجات الهرمونيه ويؤدى الى تفادى العلاج الكيميائى فى هؤلاء المرضى بمتوسط فترات بقاء تصل الى 5 سنوات وبدون آثار جانبيه تذكر.

 كما يطرح عقار ” بيفاسيزوماب ” لعلاج أورام المبيض وهو نوع من العلاجات الموجهه التى تؤدى الى قطع الأمدادات الغذائيه للخلايا الورميه مما يؤدى الى زيادة معدلات الشفاء لأول مرة فى أورام المبيض وأورام عنق الرحم المنتشره .

 كما يستخدم هذا النوع ايضا فى علاج أورام القولون والـمـخ وأروام الرئه المنتشره وأحرز زياده فى معدلات الشفاء، وأخيرا سيتم الأعلان عن طرح عقار “دينوزوماب ” الذى أثبت كفاءه شديده فى تدعيم العظام ليس فقط فى أورام الثدى المنتشره للعظام ولكن استخدامه كعلاج مصاحب للعلاج الهرمونى بمثبطات الأروماتايز مما أدى الى زيادة فترات البقاء والحفاظ على سلامة العظام .

 وأشار الدكتور هشام الى ان المؤتمر ينفرد عالميا هذا العام بإنجاز علمى كبير يتمثل فى إصدار توصيات عن أستخدام العلاج الهرمونى لأورام الثدى، وتوقيت استخدامه والكشف عن آليات التغلب على إمتناع الخلايا للإستجابه للعلاج الهرمونى فى المرضى الايجابيين لمستقبلات الهرمونات.. بمشاركة 60 عالم متخصص بمختلف أنحاء العالم ومصر والبلدان العربية.

 كما سيقام على هامش المؤتمر ندوه بعنوان البحث العلمى وإقتصاديات الصحه وكيفية التعامل بين أذرع هذه المنظومه من وزارة الصحة والجامعات المصريه والجمعيات الاهليه وشركات الدواء.

 وأضاف بان المؤتمر يشهد مشاركة 55 عالم اجنبى فى مختلف التخصصات الفاعله فى تشخيص و علاج الأورام من حول العالم، ومن بينهم الدكتور اريك وينر رئيس قسم علاج الأورام بهارفارد بالولايات المتحدة، والدكتور ديبى ترايباثى رئيس قسم علاج الأورام بمعهد ام دى اندرسون أكبر معاهد الأورام فى العالم والعديد من العلماء من الولايات المتحدة و انجلترا و فرنسا و بلجيكا و إيطاليا و البلدان العربيه .

 كما تم قبول حوالى 80 بحث من المؤتمر من مختلف انحاء العالم و سيتم اختيار أفضل 4 ابحاث لمنحهم أربع منح تدريبيه بالمعاهد الاوروبيه وذلك لصغار الباحثين المصريين كما سيعقد بالمؤتمر عدة ورش عمل للعلاج الإشعاعى الموضعى للنساء وجراحات تجميل وإعادة بناء الثدى عند حدوث الأورام وأيضا طرق التشخيص الباثولوجى وإستخدام الفحص الجينى التشخيصى مما يتيح تشخيص الحالة المرضية بدقة مع تحديد العلاج المناسب لهذه الحاله فيزيد من معدلات الإستجابة ويمكن من خلاله الإستغناء عن العلاجات الغير مناسبه مما يؤدى الى تقليل أو التخلص من الاثار الجانبية حسب كل حاله وإستخدام الأشعه التداخليه فى تشخيص وعلاج أورام الثدى

 وتحدث الدكتور ماجد أبو سعدة أستاذ أمراض النساء والتوليد كلية طب عين شمس ورئيس المؤتمر عن الجديد في التعامل مع أورام الجهاز التناسلي للمرأة مشيرا الى أستحداث استخدام المنظار الجراحي بالأعتماد على الانسان الآلى في حالات أورام الرحم، و أورام المبيض، مما نتج عنه خفض نسب الأثار الجانبية ومشاكل ما بعد الجراحة، مشيرا الى أن تكلفة هذا النظام مازالت مرتفعة بالمقارنة للموارد المتاحة و الظروف الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

 وأضاف أن المؤتمر سوف يعرض نتائج الدراسات الجديدة التى تؤكد ضرورة الوقاية من أورام عنق الرحم عن طريق المسحة المهبلية الدورية و التطعيم ضد الفيروس الذي يصيب عنق الرحم نتيجة للعلاقات الجنسية و التي ينقلها الزوج المصاب بالفيروس لزوجته، لافتا الى ان الفيروس مسؤول عن حالات سرطان عنق الرحم فيما يقرب من 100? من الحالات.

 وتحدث الدكتور حمدى عبد العظيم أستاذ علاج الأورام بكلية طب قصر العينى عن الحلول المتاحة لمشاكل سرطان الثدى فى مصر مشيرا الى أن أرتفاع نسب الشفاء من سرطان الثدى مرتبط بشكل واضح وصريح بالأكتشاف المبكر للمرض، مؤكدا أن التطور الطبى فى مصر لا يختلف كثيرا عن الغرب، إلا أن مشكلة الأكتشاف المبكر لا يعانى منها الغرب منذ 30 عام إلا فى حدود لا تتجاوز 10?، أما فى مصر فهى تصل الى 50?.

 وأوضح أن البرنامج القومى للأكتشاف المبكر لأورام الثدى تمكن من فحص 120 الف سيدة خلال 5 أعوام ، لافتا الى انه رغم أن هذا فى حد ذاته يمثل نجاح كبير ، بالنظر الى الإمكانات المتاحة حيث تبلغ تكلفة فحص سيدة واحدة بأشعة ماموجرام 150 جنيه، وهناك حوالى 8 مليون سيدة فوق 40 عام وهو العمر الذى يبدأ عنده الفحص للأكتشاف المبكر، وبالتالى لتحقيق نجاح فى أكتشاف الحالات مبكرا لابد من أجراء فحص لـ 70? على الأقل من هؤلاء السيدات ” 5 مليون” سيدة تقريبا، فتصل التكلفة الى 600 مليون جنيه ، فى حين علاج السرطان بالكامل فى مصر يتكلف حوالى مليار جنيه.

 وأشار الى ضرورة أطلاق حملة قومية للأكتشاف المبكر مرتبطة برفع التوعية، و قيام الأطباء بالتشخيص عن طريق الكشف الأكلينيكى على السيدات، ورغم أنه أجراء أقل دقة من فحص الأشعة، الا أنه سيحقق الوصول الى أعداد كبيرة من المواطنين، لافتا الى نجاح تلك التجربة فى كندا بشكل ملفت للنظر

 وأضاف بأهمية تبنى حملات جادة ومستمرة الى أن يتم القضاء على المشكلة، ضاربا مثلا بحملة القضاء على البلهارسيا حيث وقف بجانبها الأعلام واستمرت سنوات الى انتهت مشكلة البلهارسيا فى مصر ، وبالتالى أنخفضت الأصابة بسرطان المثانة المرتبطة بالبلهارسيا الى 75?.

 وعن الحلول لتوفير العلاج للمرضى اوضح الدكتور حمدى بأهمية فتح باب الأبحاث العلمية العالمية داخل مصر ، مشيرا الى ان هولندا تعدادها اقل من 20 مليون ، ويأتى اليها ابحاث دولية فى العام بحوالى 1,2 مليار دولار ، وهذا يعنى انها تحصل على ادوية مجانا لعلاج المرضى داخل الدراسات العالمية، كما أن الولايات المتحدة يتم علاج 60? من السيدات المصابين بالسرطان من خلال دراسات دولية.

 ومن ناحية أخرى أوضح الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الاورام ومدير مركز علاج الأورام بكلية طب جامعة القاهرة أن الأكتشافات الحديثة توصلت الى فحص جينى بأستخدام البصمة الجزيئية للورم بشكل مفصل وخاص بكل مريض بشكل محدد و منفرد فيما يحمل بشرى وأمل جديد لمرضى الأورام فى رفع نسب الشفاء من المرض العضال، حيث يتمكن التحليل الجديد من رسم صورة وبصمة فريدة مبنية على المعلومات الجينية والبروتينات الخاصة بالورم ومكونات الخلية، وبناء عليه يتم تحديد العقاقير العلاجية الفعالة لمحاربة الورم المصاب به هذا المريض دون غيره.

 وأضاف بأن التحليل الجديد يحقق نقلة نوعية فى مجال علاج الأورام السرطانية، لافتا الى أن العلاج فى الماضى كان يعتمد فقط على تنفيذ بروتوكلات علاجية محددة، يتم تنفيذها طبقا لمقاييس معينة للمرض، وفى حالة فشل العلاج، تصبح الخيارات الأخرى محدودة لعلاج المريض، ويتم الاختيار الأنسب منها لحالة المريض دون وجود وسيلة فعالة للتأكد من مدى تأثير وقوة وأستجابة تلك الأدوية المختارة لمحاربة هذا الورم السرطاني بالتحديد.

 وأضاف بأن الوصول لتلك المرحلة عادة يعود بالسلب على صحة المريض بسبب فشل العلاج، ولزيادة معدل السمية فى جسمة نتيجة تعرضه لدواء كان با?مكانه الإستغناء عنه، ا?لى جانب زيادة تكلفة العلاج.

 وأشار الى أن التطور المذهل فى علم الجينات والتقنيات الحديثة ومن بينها التحليل الجينى الجديد أصبح من السهل أجراء فحص وتحليل المعلومات الجينية والبروتينات الخاصة بسرطان كل مريض على حدة”، وبالتالى رسم صورة شخصية للورام وتحديد العلاج الأكثر فاعلية لعلاجه، وإستبعاد العلاجات الأقل تأثيرا على المرض الخاص به، ومن هنا ترتفع نسب وفرص الشفاء لهذا المريض تحديدا، وتقل أيضا تكلفة علاجه وهو ما يعد ثورة حقيقة ونقلة نوعية فى مجال علاج الأورام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى