سلايدرسياسة

سفير إيران يستعرض دور الإعلام وتعزيزه للعلاقات الإيرانية – المصرية

استمع

أشرف أبو عريف

بمناسبةإحتفال السفارة الإيرانية بالقاهرة بالذكرى 41 لإنتصار الثورة وتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أقام السفير ناصر كنعانى بالأمس احتفالية حضرها لفيف من الصحفيين والإعلاميين والمفكرين.. وتناول فيها بالنقاش الرحب الدور الإعلامى فى تعزيز العلاقات المصرية الإيرانية.

وجاءت كلمة معاليه على النحو التالى:

* الصعود والهبوط!

في هذه الأيام تحتفل إيران بالذكرى الحادية والأربعون لإنتصار الثورة وتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. قضت إيران أحدى وأربعون عاماً مليئة بالصعود والهبوط، ولكنها كانت تتحرك دائماً للأمام ونحو التقدم.
* لاعب دولى!

على الرغم من الصعوبات والضغوطات والعقوبات التي واجهتها إيران، إلا أنها كانت لها حركة دؤوبة آخذة في التقدم على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية والإجتماعية، فإيران اليوم قوة مؤثرة في المنطقة ولاعب دولي لا يستهان به فقد تعلمت حكومة وشعب إيران كيف يحولون التهديدات إلى فرص.

* استقلالية القرار!

الاستقلال، هو أحد الهتافات/المطالب الثلاث التي نادى بها الشعب الإيراني في الثورة، وتماشياً مع هذا المبدأ فقد تعلمت حكومة إيران وشعبها خلال تلك الأربعة عقود الصعبة كيف تعتمد على قدراتها وإمكاناتها الوطنية. واليوم تستطيع إيران اتخاذ كافة القرارات المتعلقة بشؤونها الداخلية والخارجية باستقلالية تامة دون تدخل أي سلطة، ولم تعد إيران تنتظر مأذونية من أحد لتفعيل قراراتها الوطنية.

* الحرية الفكرية!

الحرية، هي ثاني الهتافات الوطنية وأحد مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية، والتي تجسدت في تحرير الشعب الإيراني من وطأة أسر النظام الملكي الوراثي التابع للقوى الأجنبية الذي طال لأكثر من أربع عقود. الحرية الفكرية، حرية التعبير في إطار الدستور، الحرية السياسية في إطار قانون وحرية الإنتخاب. حرية الدين والمذهب والعبادة من أهم مفاهيم الحرية في إيران.

* ثالث الشعارات السياسية!

المطالبة بتأسيس جمهورية إسلامية كان هو ثالث الشعارات الأساسية التي نادى بها الشعب الإيراني، حكومة تقوم على أساس الشريعة الإسلامية بإنتخاب الشعب. وقد خاض الشعب الإيراني خلال الأربعين عام الماضية أكثر من 37 دورة إنتخابية وساهم برأيه في تحديد مصيره السياسي. وسيكون الشعب الإيراني بعد أيام قليلة على موعد مع صندوق الإنتخاب لأختيار أعضاء مجلس الشورى الإسلامي.

* إكتفاء ذاتى!

إقتصادياً، تحول إقتصاد إيران إلى إقتصاد إكتفاء ذاتي. فقد تحرك الإيرانيون نحو إقتصاد غير نفطي مع إدراكهم لظروف العقوبات الأمريكية. في ميزانية العام الجديد وصل الإرتباط بالدخل النفطي إلى أقل من 20% وبناء عليه فإيران أصبحت على وشك تحقيق الميزانية الغير نفطية.

* ديناميكية ومرونة!

في مجال العلاقات الخارجية، تتسم سياسة إيران الخارجية بالديناميكية والمرونة المبنية على خلق علاقات ثنائية على أساس الاحترام المتبادل وتقف على قدم التساوي مع كل الدول القريبة والبعيدة.

* علاقات الجوار!

إن إقامة علاقات مع دول الجوار ودول المنطقة والعالم الإسلامي هي من الأولويات الأساسية للسياسة الخارجية لإيران وعلى هذا الأساس سارت الجمهورية الإسلامية الإيرانية طوال أربعة عقود.

* عدا النظام الصينى!

لا تضع إيران محدودية على إقامة علاقات سياسية مع كافة الدول والعمل على تطويرها عدا النظام الصهيوني. النظام الصهيوني إستثناء وأسبابه واضحة. فإسرائيل نظام غاصب وغيرشرعي ومحتل، وحليف إستراتيجي لأمريكا والفاعل الأساسي لعدم الاستقرار وخلق التوترات في المنطقة.

* تهديدات!

تعتقد إيران أن تهديدات إسرائيل لا تنحصر فقط في فلسطين. فسياسة التوسع وزعزعة الاستقرار جزء من ذات وماهية النظام الإسرائيلي. إن المشروع الصهيوني الأمريكي المسمى بصفقة القرن يحقق سياسة التوسع للنظام الصهيوني ويتيح لإسرائيل المجال للسيطرة التامة على كل الأراضي المحتلة ويضمن لها التوسع في المنطقة. ترى إيران أن حل القضية الفلسطينية يكمن في أولاً: مقاومة فلسطينية شاملة مدعومة من الدول إسلامية وثانياً: الحل الديمقراطي عن طريق إستفتاء شعبي بمشاركة كل سكان فلسطين الأصليين والتي أُعلنت أطرها من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

* الحوار!

تعتقد إيران أن الحوار مع كل الأطراف الدولية والإقليمية هو السبيل السليم لحل وفصل المشكلات وإزالة سوء التفاهم، ومع هذا فإن إيران لا ترغب في الحوار مع أمريكا وخاصة الحكومة الحالية حيث أن أمريكا أثبتت أنها ليست مستعدة للحوار مع الآخرين على قدم المساواة حيث أن أولاً: أمريكا لا تعتقد بالحوار وتعتبر الحوار تكتيك. ثانياً: أمريكا لاتلتزم بنتائج الحوار وبتغير الظروف تخرج من الإتفاقيات مثال على ذلك هو عدم إلتزام أمريكا بالإتفاق النووي مع إيران وخروجها الأحادي منه، أمريكا هي الدولة الوحيدة التي تضغط على الدول الأخرى بسبب إلتزامهم بمعاهدات مجلس الأمن بل وتفترض عليها العقوبات.

* الرأى والرأي الآخر!

أما عن موضوع النقاش اليوم عن دور الصحافة والإعلام وتأثيرهما على العلاقات الإيرانية المصرية فأسمحوا لي أن أطرح النقاط التالية:

* مصر/إيران!

العلاقات الإيرانية المصرية علاقات قديمة وشاملة.
لدينا في مجال الصحافة والإعلام علاقات قديمة فريدة وبناءة.

* أولى الصحف الإيرانية وطبعها بالفارسية في القاهرة

في مجال الصحافة والإعلام، لدينا باعُ طويل من التعاون المشترك في هذا المجال. فقد طُبعت ونشرت أولى الصحف الإيرانية باللغة الفارسية في القاهرة والإسكندرية مثل (صحيفة حكمت، ثريا، برورش، الكمال، چهره نما) ومن المجلات (رستاخیز وسودمند).

* شيخ الصحفيين!

في هذا الصدد لابد أن أذكر الصحفي المعروف والأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل –رحمه الله- كان كاتب وصحفي مفكر ومنصف ومستقل. كان هيكل رائداً في تعريف إيران بمصر وتعريف مصر بإيران. كان مدافعا حقيقياً وبناء في مجال العلاقات السياسية بين إيران ومصر.

* المعادلات السياسية!

أما عن إيران والعلاقات الثنائية بين إيران ومصر يجب أن أشير إلى أنها لم تكن أبداً خصومة ولكنها تأثرت ببعض الحسابات والمعادلات السياسية. إيران منفتحة جداً في علاقاتها مع مصر ولا تضع حدوداً لتطويرها ولكنها بشكل فعلي فليس في صالح البلدين بل أيضاً ليس في صالح شعوب وحكومات المنطقة. يجب أن يتحلى الإعلام في الدولتين بمزيد من النقد والتحليل المنصف للوضع الراهن والمسيطر على العلاقات بين البلدين. أن النقد والتحليل المنصف للإعلام هو دور وطني. يمكن للصحافة والإعلام أن تهيئ مجالاً أفضل لصناع القرار لإتخاذ قرارات أفضل بفتح أفقاً جديداً.

* حضارات حية ومتوقدة!

إيران ومصر دولتان رائداتان ذواتا حضارة لا تزال حية ومتوقدة في التاريخ البشري. واستمرار الوضع الحالي للعلاقات السياسية بين إيران مصر يتيح المجال للاعبين آخرين. كما ذكرت سابقاً أن الحوار هو مفتاح للتفاهم والإنفتاح على الآخر وإن لم يكن هناك حوار لن يكون هناك أي شكل للتعاون بل على العكس سيساهم ذلك في تعميق سوء التفاهم وإيجاد ظروف غير مواتية بين الدول. وتستطيع الصحافة والإعلام أن تكون قنوات الحوار المنطقية والوطنية والمثمرة بين الدولتين والشعبين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى