إقتصاد

وزيرة خارجية الهند تؤكد علي مستقبل مصر الواعد

استمع

DSC_0029

تقرير إبراهيم عوف

قالت وزيرة خارجية الهند سوشما سواراج خلال كلمتها بالمجلس المصري للشئون الخارجية :” ان الجميع يدرك الموقع الجغرافى الإستراتيجى لمصر، والاقتصاد النابض بالحياة والتأثير الثقافى ،مصر أم الدنيا ، وأم الحضارات.. فمصر بلد عظيم تمتلك تاريخا مجيدا وينتظرها مستقبل واعد “.

وأضافت ومصر بلد صديق قديم بالنسبة للهند ويمتلكا معا نفس الطموحات التى تتعلق بتحقيق الأمن والرخاء لشعبهما.. وتحقيق السلم والرخاء لمنطقتنا… ويوجد بيننا تعاون اقتصادى ضخم ، واستثمارات هندية فى مصر تصل إلى 3 مليار دولار، والشركات الهندية تتوسع فى ظل وجود نمو محلى قوى، وزيادة الفائض والاستثمارت على مستوى العالم. وان الصغيرة والمتوسطة تعد العمود الفقرى لتنميتنا الصناعية- وهو أمر ذو اهمية خاصة لمصر.

أكدت سوشما على عمق العلاقة بين الهند و مصر خلال إلى لقائها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، و د. نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية . واننا جميعا نعتز بالعلاقات المشتركة بين البلدين ، وهى علاقات تاريخية قديمة.

واضافت:” ولاشك ان علاقتنا مع مصر مهمة بالنسبة لعلاقتنا مع باقى الدول فى المنطقة، فلم تعد منطقتكم منطقة جوار ممتد – فهى منطقة جوار وفى مركز اهتمامتنا الأمنية واحتياجتنا من الطاقة – والزيارات السياسية المتبادلة بيننا متكررة ، وهناك شراكة قوية فى مجال الأنظمة الناشئة “.

قالت سوشما :” اننا مهتمون بالعالم العربى ونقوم بدعم تطلعاتكم بشأن دعم وحل القضية الفلسطينية . ونثمن الدور المصرى فى التوصل لوقف اطلاق النار خلال الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى. ولاشك ان لمصر دور كبير فى أمن واستقرار المنطقة . واننا على يقين لن المنطقة سوف تشهد عصرا جديدا من الرخاء والأستقرار”.

وأضافت : واقترحت سواراج القيام بتبادل المعلومات والتنسيق بين بلادها ومصر لمحاربة الإرهاب على المستوى الإقليمي والعالمي إلى جانب توقيق التعاون في كافة المجالات، مشيرة إلى أن علاقة الهند بمصر تعد مهمة بالنسبة لعلاقات الهند مع باقي دول المنطقة، قائلة: «لم تعد منطقتكم منطقة جوار ممتد بل أصبحت منطقة جوار بالنسبة للهند.

وقد تعرفت على المنهج الذي يستند إلى رؤية واضحة فيما يتعلق بالعلاقات مع الهند، وأنها شعرت بالدهشة الكبيرة في نفسها لإنها تطابقات مع نفس أفكارها والنهج الذي وضعته الهند بشأن العلاقات مع مصر.

وقالت سوشما:” إن مصر هي أم الحضارات أو أم الدنيا كما يقول المصريون، وإن مصر باختصار هي بلد عظيم يعيش فيها شعب عظيم، وتمتلك تاريخًا مجيدًا وينتظرها مستقبل مشرق وواعد”.

واشارت سوشما تاريخ العلاقات المصرية الهندية، مشيرة إلى اجتماع المهاتما غاندي وسعد زغلول اللذان مضا قدمًا في سبيل الحرية، وكذلك وصفت العلاقة التي جمعت بين نهرو وعبدالناصر بأنها استثنائية.

وأن موقف الهند اتجاه مصر هو موقف ثابت بصورة دائمة، لأن العلاقة القائمة بيننا ليست علاقة بين حكومتين فحسب ولكنها علاقة تقوم على القيم المشتركة والإيمان الثابت الداعم بين حضارتين قديمتين.

وان التحديات التي نواجهها اليوم كبيرة من تزايد للعنف والتعصب، قائلة: «إن تنامي أنشطة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية حاليًا في منطقتكم وحركة طالبان وتنظيمات أخرى في المنطقة تعتبر بعض مظاهر لهذا الاتجاه».

وطالبت سوشما بضرورة محاربة التطرف والإرهاب وظهور أطراف فاعلة ليست بدول تتحدى العالم المتحضر بصورة شاملة، مضيفة أن الهند لا تشجب فحسب كافة أعمال الإرهاب لكنها تتكاتف مع مصر في محاربة الإرهاب واستئصاله.

واضافت :”إنني أرى أن هناك فرصة كبيرة سانحة أمام الهند ومصر لخلق شراكة جديدة في هذا العصر الجديد، ولقد سعدت لأن الرئيس السيسي وحكومتنا يمتلكان نفس وجهات النظر حول هذه المسألة، وإننا ملتزمان بالانتقال بمستوى علاقاتنا إلى مستوى أعلى، وإنني أرى أن تلك الشراكة الجديدة تعتمد على وجود تفاعلات سياسية وتعاون أمني وتفاعل اقتصادي ووجود تبادل ثقافي “.

وفى النهاية : أهنئكم على اكتمال مشروع قناة السويس الجديدة بنجاح في وقت قياسي في أقل من عام، ولعل ذلك يعكس مدى التزام وقدرة مصر قيادة وشعبًا، ويعكس استمرار الكفاح الذي طالما دومًا استهرت به مصر كدولة لا تقف فقط في منطقة ملتقي الحضارات. وقد لمست شغفكم بافلام السينما الهندية، وكثير من الاشياء الآخرى . وشكرا لكم على دفئ الاستقبال والترحيب الذى لمسته فى مصر . وإليكم كلمة الوزيرة علي النحو التالي:

السفير شاكر

أصحاب السعادة،

السيدات و السادة،

السادة رجال الصحافة و الإعلام،

صباح الخير

يُشرفني أن أكون متواجدة في النادي الدبلوماسي التاريخي العريق في هذا الصباح في المجلس المصري للشئون الخارجية. إنني سعيدة أنه قد أتيحت لي الفرصة في عشية مغادرتي لمصر أن التقي مع كوكبة من المفكرين و المحللين الاستراتيجيين و صناع السياسة و رجال الإعلام من هذه البلد العظيم. و أود أن أقول إنني أحمل معي أطيب تحيات و خالص أمنيات كافة أبناء الهند البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة، والذين يعتبرون المصريين إخوانهم.

في البداية، أود أن أهنئكم على اكتمال مشروع قناة السويس الجديدة بنجاح في وقت قياسي في أقل من عام. ولعل ذلك يعكس التزام و قدرة مصر قيادةً و شعباً. كما يعكس أيضا استمرار الكفاح الذي طالما ما اشتهرت به مصر كدولة لا تقف فقط في منطقة مُلتقى الحضارات و لكنها دولة تعمل على الارتقاء بمسألة تبادل الأفكار والتواصل بين الشعوب بما يعزز السلام و الرخاء و الاستقرار.

( مبروك)

أصحاب السعادة،

على مدى اليومين الماضيين، التقيت مع الرئيس عبد الفتاح السيسي و وزير الخارجية سامح شكري و الأمين العام لجامعة الدول العربية د/نبيل العربي بالإضافة إلى عدد من الشخصيات المصرية البارزة. و قد لمست خلال كل هذه اللقاءات مدى دفء الاستقبال و الترحيب، و تعرفت كذلك على المنهج الذي يستند إلى رؤية واضحة فيما يتعلق بالعلاقات مع الهند. وشعرت بالدهشة الكبيرة في نفسي، لأنها تطابقات مع نفس أفكاري و النهج الذي وضعناه بشأن علاقاتنا مع مصر. واعتقد أنه خلال هذا اللقاء مع المفكرين المصريين نكون قد وضعنا أول قدم على الطريق لتحقيق نجاح كبير.

إننا جميعا ندرك جيدا الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر، و العدد الكبير من السكان من أصحاب المهارات، و القوات المصرية المسلحة القوية، و الاقتصاد النابض بالحياة، والتأثير الثقافي لكم في المنطقة والقوة الحضارية لبلدكم. إن مصر هي أم الحضارات أو أم الدنيا كما يقول المصريون. إن مصر باختصار هي بلد عظيم يعيش فيها شعب عظيم. وتمتلك مصر تاريخاً مجيداً، وينتظرها مستقبل مشرق واعد.

مصر هي صديق قديم بالنسبة للهند، ونحن نعرف بعضنا البعض منذ آلاف السنين. لقد تم العثور على مجموعة من القطع الأثرية من منطقتكم في لوتهال في وادي السند خلال فترة حضارة ساراسواتي، وهناك سجلات لحركة التبادل مع مصر وردت في النقوش على صخرة المراسيم التي خلفها الإمبراطور أشوكا. وفي العصر الحديث، تجددت الاتصالات بين البلدين بصورة قوية. من يستطيع أن ينسى علاقات الصداقة الوثيقة التي جمعت بين  الشاعرين الكبيرين رابندراناث طاغور وأحمد شوقي. لقد أشاد طاغور بعظمة الحضارة المصرية، حين قال: ”  ترعرعت على ضفاف هذا النهر العظيم الحياة بكل مظاهرها لتنطلق بعد ذلك من ضفتيه إلى الأرض المحيطة به، ولم يضع الناس هناك حاجزا يعزلهم عن باقي العالم.”  كما نسترجع  في هذا المقام اجتماع العقول بين  القامتين المهاتما غاندي وسعد زغلول، اللذين كانا ملتزمين بالعمل على المضي قدما على طريق الحرية من أجل شعبي بلديهما. وعندما عبرت السفينة التي كانت تقل الزعيم غاندي قناة السويس في عام 1931، انبهر بالحراك الوطني في مصر وهناك أدلة ما زالت خالدة توثق ما دار حينها، و يمكن مطالعتها في المقالات الافتتاحية لجريدة الأهرام في تلك الفترة.

ويمكن وصف العلاقة التي جمعت بين نهرو وعبد الناصر بأنها استثنائية. و استمر الزخم الإيجابي في العلاقات بين بلدينا و تزايد بصورة أكبر مع مرور الوقت. إن موقف الهند تجاه مصر هو موقف ثابت بصورة دائمة، لأن العلاقة القائمة بيننا ليست علاقة بين حكومتين فحسب، ولكنها علاقة تقوم على القيم المشتركة والإيمان الثابت الدعائم بين حضارتين قديمتين و شعبين ناضلا سويا في الماضي ويرغبا في مشاركة بعضهما البعض أفراحهم ونجاحاتهم في المستقبل.

إننا اليوم على أعتاب تحول جديد في منطقتنا. إننا نواجه تحديات جديدة وفرص جديدة. فمن ناحية،  بدأت البلدان النامية في العمل على سد الفجوة بينها وبين العالم المتقدم من حيث النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والتقدم التكنولوجي والابتكار. و هذا موقف فريد من نوعه يحدث بعد عدة قرون من الزمان. ويوفر مثل هذا الموقف فرصة طيبة ونواة أساسية للقيادة والتوجيه وتوثيق تعاون بين دول الجنوب-الجنوب. ومن ناحية أخرى، بدأت تظهر في الطريق تحديات جديدة. كما بدأت المنطقة تشهد وتيرة متزايدة من العنف والتعصب. إن تنامي أنشطة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية حاليا في منطقتكم وحركة طالبان و تنظيم “الأشكار الطيبة” وتنظيمات أخرى في منطقتنا تعتبر بعض مظاهر لهذا الاتجاه. إن علينا أن نحارب التطرف والتشدد وخطر الإرهاب وظهور أطراف فاعلة ليست بدول تتحدى العالم المتحضر بصورة شاملة. إن الهند لا تشجب فحسب كافة أعمال الإرهاب لكنها تتكاتف مع مصر في محاربة آفة الإرهاب واستئصال شأفته.

السيدات والسادة،

لقد حققت الهند تقدما مطردا على مدى العقود القليلة الماضية. وقد اعتمد نجاح ديمقراطيتينا واستقلال القضاء ونشاط الإعلام وقوة المجتمع المدني على أسس نابعة من الدستور الذي يضمن حقوق المواطنين وسلامة الهند. إننا نحتفي بالتنوع الاستثنائي الذي يوجد في الهند فيما يتعلق باللغات

والأعراق والديانات التي أدت إلى ظهور التسامح في دولة الهند المتكاملة.

تعمل حكومة رئيس الوزراء السيد/ ناريندرا مودي اليوم على إحداث تحول كبير في الهند. لقد تم انتخاب حكومتي بناء على تكليف يتعلق بتحقيق أعلى مستويات الإدارة في وجود أقل عدد من أفراد الحكومة. إن تحقيق التنمية لأبناء الشعب الهندي من الأولويات القصوى للحكومة الهندية. وإننا نركز على تحقيق الكفاءة في القطاع الزراعي وإدخال مفهوم الابتكار في خدماتنا وتعزيز قطاع الصناعة. وقد استطاعت الهند، من خلال انفتاح اقتصادنا وإطلاق روح إنشاء المشروعات بين المواطنين، أن تبزغ كأحد أسرع الاقتصاديات نموا وثالث أكبر اقتصاد في العالم (من حيث تعادل القوة الشرائية).

إننا نهدف لتطوير الهند وجعلها مركزا صناعيا عالميا ومركزا للبحث والتطوير. ومن خلال تدشين مبادرة “اصنع في الهند” قام رئيس الوزراء السيد/ ناريندرا مودي بدعوة أصحاب المشروعات حول العالم للاستفادة من مهاراتنا ومواهبنا وانضباطنا. إننا أكبر دولة منتجة للأدوية البديلة ذات الأسعار المعقولة على مستوى العالم، ونحن نمثل مركزا رئيسيا لخدمات تكنولوجيا المعلومات، كما أننا نعتبر مركزا ناشئا للتصنيع ولاعبا رئيسا في مجال الفضاء ومستثمر متنامي في الخارج. و إننا نعمل حاليا على تطوير منظومة الخدمات العامة بالكامل من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات. وقد قمنا بتدشين “برنامج الهند الرقمية” بهدف تحويل الهند إلى مجتمع مُمَكن رقميا، ويقوم على أساس اقتصاد المعرفة الذي يتركز في مدن ذكية. إن تقدم التكنولوجيا الهندية قد أفاد العالم. وتعتمد رؤيتنا على أساس عملية شاملة يمثل الشعب الهندي فيها منزلة القلب.

إننى أرى أن هناك فرصة كبيرة سانحة أمام الهند ومصر لخلق شراكة جديدة في هذا العصر الجديد. ولقد سعدت لأن الرئيس السيسي وحكومتي يمتلكان نفس وجهات النظر حول هذه المسألة. وإننا ملتزمان بالانتقال بمستوى علاقاتنا إلى مستوى أعلى. وإنني أرى أن تلك الشراكة الجديدة تعتمد على ثلاثة دعائم رئيسة هي : أولا: وجود تفاعلات سياسية وثيقة وتعاون أمني، ثانيا: وجود تفاعل اقتصادي وتعاون علمي وثيق، ثالثا: وجود تبادل ثقافي واسع النطاق و تواصل بين الشعبين.

وتمتلك الهند ومصر نفس الطموحات التي تتعلق بتحقيق الأمن والرخاء لشعبيهما وتحقيق السلم والاستقرار في منطقتنا. إننا نعيش في عصر تتقارب فيه الأمم وسوف نحافظ على وجود اتصالات منتظمة و متكررة على مستوى القيادات. إن ذلك لا يوفر فقط الرؤية والإرشادات اللازمة للعلاقات المتنامية لكنه يوفر أيضا التوجيه اللازم لتطبيقها.  وفي هذه الحقبة التي تود فيها الشعوب رؤية التغيير، نقترح ترجمة رؤيتنا إلى خطط عمل ذات جداول للتطبيق. إننا نتطلع إلى وجود تعاون أمنى أوثق حيث أنه اكتسب أهمية كبيرة في ظل المخاطر التي ذكرتها آنفا. إن علاقاتنا لا تشوبها أية خلافات وإننا نقترح القيام بتبادل المعلومات والتنسيق فيما بيننا لمحاربة الإرهاب على المستوى الإقليمي والعالمي. إن علاقاتنا الدفاعية – التي تقوم على أساس علاقاتنا التقليدية وعلاقات الصداقة بيننا- سوف يتم تحديثها إلى جانب توثيق التعاون في مختلف المجالات. وعلى المستوى متعدد الأطراف، سنقوم بتعزيز التنسيق مع جامعة الدول العربية والعمل عن كثب من خلال قمة منتدى الهند-أفريقيا مع تعزيز التعاون القائم بيننا في إطار الأمم المتحدة و غيرها من الهيئات الأخرى متعددة الأطراف.

أصحاب السعادة،

إن أكبر فرصة سانحة أمامنا تتعلق بالمجال الاقتصادي. ويوجد بيننا تعاون اقتصادي ضخم حيث بلغ حجم تجارتنا حوالي 5 مليار دولار وسوف تصل الاستثمارات الهندية في مصر قريبا إلى 3 مليار دولار موزعة على حوالي 50 مشروعا هنديا. وبالرغم من ذلك فإن ذلك لا يمثل سوى جزء ضئيل من القدرات الحقيقية للتعاون في هذا المجال. وفي مجال التجارة، أصبحت الهند ثاني أكبر وجهة للصادرات العالمية من مصر لكن يمكن زيادة حجم هذه التجارة بصورة كبيرة؛ وكذلك الحال بالنسبة لصادراتنا لمصر. ويمكننا أن نعمل على التوصل إلى حلول مفيدة لكلا الطرفين لتعزيز التجارة الثنائية بصورة كبيرة من خلال وضع ترتيبات تفضيلية وتحقيق تنسيق أفضل. وسيقوم مجلس الأعمال الهندي-المصري المشترك، والذي يتكون من شركات رائدة من كلا الجانبين، بمناقشة الشراكة الاقتصادية الجديدة التي توفر حلولا تسهم في نجاح كلا الجانبين.

وفيما يتعلق بالاستثمارات، فكما تعرفون أن الشركات الهندية تتوسع في ظل وجود نمو محلي قوي، وزيادة الفائض وزيادة الاستثمارات على مستوى العالم. إن تلك الشركات مستعدة لزيادة مستوى استثماراتها في مصر كذلك. ولقد قامت شركاتنا بالتأكيد على أن مصر ليست سوقا كبيرا فحسب لكنها تمتلك اتفاقيات أيضا مع الدول الأفريقية والأوروبية ويمكنها أن تصبح مركزا تصنيعيا في المنطقة. لاحظت في السنوات الأخيرة ومنذ اندلاع ثورة 2011 أن الشركات الهندية حافظت على استثماراتها في مصر. وهذا أمر محمود، وإنني على ثقة بأن السلطات المصرية على استعداد لخلق بيئة عمل ملائمة لجذب المستثمرين الهنود وتوفير بيئة عمل تتميز بالشفافية وتخضع للقواعد التنظيمية. تمتلك شركاتنا الموارد والتكنولوجيا والمهارات الإدارية والمشروعات ومن ثم فهي تعد شريك ملائم. ونحن مستعدون لتعزيز التعاون في مجالات المنسوجات وماكينات صناعة الملابس ومكونات السيارات والكيماويات والسلع الاستهلاكية وغيرها من المجالات التي قد تفضلها مصر. فضلاً عن ذلك، تمتلك الهند قوة كبيرة في القطاعات التي تقوم على التكنولوجيا الحديثة مثل تكنولوجيا المعلومات والعقاقير الطبية والصحة والفضاء. إن الشركات الهندية على استعداد لأن تطلع مصر على ما تتمتع به من قدرات و كفاءات.

تمثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري لقطاع التنمية الصناعية في الهند. و يعد هذا الأمر من الأمور الهامة بالنسبة لمصر. و بالتالي، يمكن أن بحث دعم التعاون في مجال المشروعات الصغيرة و المتوسطة. ومع خلق بيئة مناسبة للاستثمار في مصر، فلن يكون هناك سقف للتعاون الاقتصادي بين بلدينا. ويجب أيضاً أن أشير إلى أن تعاوننا مع مصر يشمل إطلاعها على أفضل الأساليب التكنولوجية بالإضافة إلى أن إرساء شراكات بيننا أمر هام للغاية في إطار منظومة التعاون المشترك. ومؤخراً، بدأت إحدى الشركات الهندية-المصرية في إنتاج عقار هيتروسوفير في مصر، مما سيؤدي إلى تقليل الأعباء المادية التي يتحملها المصريون الذين يعانون من مرض الالتهاب الكبدي الوبائي C بشكل كبير. وفي مجال الزراعة، وفضلاً عن مضخات كيرلوسكار التي أصبحت علامة تجارية شهيرة، توفر الهند التكنولوجيا المتقدمة في مجال تحسين البذور وأفضل أساليب الزراعة. أما في مجال الطاقة المتجددة، فإننا نتولى مشروع للإنارة بالطاقة الشمسية في تجمع أجعوين بمحافظة مطروح. كما يتم تطوير مركز للتدريب المهني في مجال صناعة النسيج بشبرا الخيمة. وفي إطار مشروع شبكة الربط الإليكترونية بين كافة الدول الأفريقية الموجودة بجامعة الإسكندرية، فإننا نقدم دورات تعليمية عبر الشبكة الإليكترونية في مجالي العلاج عن بُعد والتعليم عن بُعد، حيث يوفر المشروع التواصل مع مجموعة من أفضل الجامعات والمستشفيات الهندية.

إننا جميعاً نعتز بأن العلاقات الثقافية المشتركة بيننا هي علاقات تاريخية قديمة وقد لمست شغفكم بأفلام السينما الهندية، ولكن الهند تضم الكثير من الأشياء الأخرى. إنني سعيدة بالعمل على توسيع إطار التبادل الثقافي بيننا في مجال الآداب والفنون وفي مجال اليوجا والتأمل وكذلك في المجالات الأخرى الحديثة مثل الوسائط المتعددة والسياحة. إننا نسعى إلى إنشاء كرسي أستاذية في إحدى جامعاتكم، وسوف يكون هذا الكرسي هو الأول من نوعه في العالم العربي. إننا معجبون بحضارتكم الثرية ونرغب في تعزيز التبادل بين الجانبين في المجالات المختلفة مع التركيز على قطاع الشباب والقطاع الأكاديمي وقطاع الإعلام وقطاع الثقافة. لطالما أكدنا أن الاستثمار في التواصل بين الشعوب، وخاصة بين الشباب، يوفر قاعدة قوية لشراكة مستدامة. إن توافر حسن النوايا بين الجانبين من شأنه أن يدفع بالعلاقات الثنائية بيننا قدماً في مختلف القطاعات الأخرى أيضاً.

أصحاب السعادة،

تعد علاقاتنا مع مصر مهمة بالنسبة لعلاقاتنا مع باقي دول المنطقة. لم تعد منطقتكم منطقة جوار ممتد، بل أصبحت منطقة جوار بالنسبة لنا. لقد أصبحنا أكثر تفاعلاً مع منطقتكم التي تقع جهة الغرب من بلادنا. تعتبر منطقتكم في مركز اهتماماتنا الأمنية واحتياجاتنا من الطاقة. يعمل الملايين من المواطنين الهنود في هذه المنطقة ويشاركون في اقتصادها. إن الزيارات السياسية المتبادلة بيننا متكررة وهناك شراكة قوية بيننا في مجال الأنظمة الناشئة سواء أنظمة الأمن السياسي أو الأنظمة الاقتصادية. والأهم من ذلك، فإننا نرتبط معاً بأواصر تاريخية تتعلق بالتواصل بين شعبي البلدين و تبادل الأفكار و التجارة و التفاعل في مجالات اللغة و الأدب، وكل هذه الروابط التي توثقت عراها عبر الزمان تجعل منا أشقاء.

إننا مهتمون بصورة قوية بالعالم العربي وملتزمون تجاه قضاياه المختلفة. إننا نقوم بدعم تطلعاتكم  المتعلقة بحل القضية الفلسطينية-الإسرائيلية. إن دعمنا القوي للقضية الفلسطينية لا يزال قائما لم يتزعزع حتي في سعينا نحو علاقات جيدة مع إسرائيل. كما نثمن الدور المصري في التوصل لوقف إطلاق النار خلال الصراع بين إسرائيل و غزة خلال السنوات الماضية. ولازلنا نشعر بقلق بشأن تنامي الإرهاب والعنف الطائفي في المنطقة، وملتزمين بدعم الجهود الرامية لمحاربتهما. إننا نشعر أيضا بالحاجة لتطوير منهج واسع النطاق يقوم على أساس الحوار للانتقال من مناخ يسوده انعدام الثقة والعنف إلى مناخ يسوده الثقة في ظل السلام والتنمية. ولقد لاحظنا الدور الإيجابي الذي لعبته مصر في هذا السياق في مناسبات مختلفة عبر التاريخ. لقد وقعت العديد من التطورات الجديدة من بينها الاتفاق النووي الأخير مع إيران، الأمر الذي يمكن أن يفتح آفاق جديدة للتعاون و يقلل الخلافات. و تعد الهند صديق قديم لكافة الدول في المنطقة، ولا يوجد خلافات كبيرة مع أي منها. وإننا لعلى يقين بأن المنطقة سوف تشهد عصرا جديدا من السلام و الرخاء و الاستقرار.

السيدات و السادة،

قبل أن أختتم كلمتي، أود أن أتوجه بالشكر مرة أخرى لكم جميعا و لمضيفينا من الجانب المصري على حفاوة الترحيب وكرم الضيافة وكذلك على الفرصة للتعرف على حضارتكم العريقة

والعظيمة.

شكرا لكم،

تحيا الصداقة الهندية-المصرية

DSC_0072DSC_0100

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى