رأى

الأطفال والنزاعات المسلحة

استمع

أميرة عبدالحكيم

في كل عام تصدر الأمم المتحدة تقريرها السنوي المعنون بـ” الأطفال والصراعات المسلحة”، ترصد فيه حجم الاعتداءات والمعاناة التي يتعرض لها أطفال العالم مع تزايد الصراعات المسلحة، إذ يشير التقرير إلى ان هذه المعاناة لا تقتصر فحسب على تداعيات هذه الصراعات على حياة الأطفال، بل يرصد كذلك حجم تجنيد هؤلاء الأطفال لاستغلالهم في هذه الصراعات، وهو ما سجله تقرير هذا العام من حالات قتل وإصابة الأطفال، فضلا عن الانتهاكات الجنسية التي تستهدفهم، إلى جانب ما يتعرضون له من احتجاز لايام واسابيع وشهور طويلة يعانون خلالها من نقص المساعدات، بالإضافة إلى ما تتعرض له المدارس والمستشفيات من ضربات يكون ضحيتها أطفال أبرياء.

وقد سجل التقرير الصادر هذا العام 2021 ويغطى احداث العام الماضى عن وجود أكثر من 8500 طفل تم تجنيدهم في صراعات شتى بأنحاء العالم، وأن نحو 2700 طفل آخرين قتلوا في تلك الصراعات، وبلغ عدد المصابين 5748 مصاب، كما بلغت الانتهاكات التي ارتكبت ضد 19379 طفلا في 21 صراعا كانت بصفة رئيسية في الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأفغانستان وسوريا واليمن.

والحقيقة أنه رغم اصدار مثل هذا التقرير السنوي الذى يسجل واحدة من المآسى التي تمثل عارا يرتكب في حق الإنسانية كما يرصده التقرير في قائمته السوداء والتي يصفها بقائمة العار لأطراف الصراعات، إلا أن هذه القائمة لم تردع هؤلاء الأطراف من ارتكاب هذه المأسى اللاانسانية التي لا تقتصر جريمتها على قتل أبرياء لا ذنب لهم، بل تمثل جريمة في حق المستقبل حينما تٌخرج للعالم أطفال معاقين ومرضى نفسيين لمن تبقى منهم على قيد الحياة.

نهاية القول إن ما يسجله التقرير الاممى السنوي عن تداعيات الصراعات المسلحة على الأطفال وحياتهم ومستقبلهم يمثل جرس انذار كل عام يحاول أن يدفع الأطراف كافة إلى اتخاذ ما يلزم من التدابير والإجراءات الكفيلة بحماية الأطفال والحفاظ على حيواتهم، وهو ما يلقى بعبء المسئولية على كاهل المنظمات الدولية والإقليمية الرسمية وغير الرسمية العاملة في مجال حقوق الانسان بصفة عامة وحقوق الطفل على وجه الخصوص لوقف تلك الجريمة ضد الإنسانية التي توجب محاكمة المتورطين فيها امام المحاكم الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى