إقتصاد

انقاذ البعثة الامريكية من اليمن.. ولماذا استعان الامريكان بالسلطان “قابوس” دون غيره من زعماء المنطقة؟!

استمع

IMG_20150216_104319

مهند أبو عريف

علق المحللون السياسيون على الأدوار البارزة للسلطان قابوس المتعددة على مدار ال ٤٤ عاما، خاصة قدرته على نزع فتيل حرب نووية منذ عام تقريبا وسط التهاب الازمة السورية المختلقة، فضلا عن البرنامج النووى الايرانى مفخرة العالمذالاسلامى، بزياراته المكوكية للجمهورية الاسلامية الايرانية وتحالافات الأطلسى ووارسو.. ومؤخراذقدرة السلطنة على  اخلاء البعثة الامريكبة الدبلوماسية وفرقة المارينز الامريكية بعد تسليم اسلحتهم ونقل جميع الامريكان على متن الطيران الجوى للجيش السلطانى.. من هنا ومن هناك، ليس كثيرا على السلطان قابوس أن يرفع له العالم عموما والعرب خصوصا “القبعة”.. هذا، بالرغم من تلقيه العلاج فى المانيا منذ ما يقرب على العام الحولى.. إلا أنه روحه الصادقة وحب شعبه العميق له كفيل بهذه الانجازات بحكم سياسة عمل الفريق الواحد والترفع عن “الأنا” والزعامة المنزوعة الدسم واغراق الشعب فى كوارث تبدو بلا نهاية!

فالاعلامى ذو “المرآة المستوية” وليست “المرآة المحدبة أو المقعرة” هو أن يعكس الصورة كما هى دون ” تضخيم أو تقليص” .. فيشيد عندما يستحق المشهد الاشادة خاصة وسط ادعاء الزعامات الواهية وذبح وحرق واعتقال وتهجير الشعوب، ونلفت الانتباه للنواقص حرصا على الاستمرار فى التميز والانفراد عن باقى الشركاء فى المنطقة!

على أية حال، ليس غريبا أن تتوالى فى العواصم العربية والعالمية  أصداء قوية  لنجاح سلطنة عُمان فى تنفيذ عملية إخلاء ونقل البعثة الدبلوماسية الأمريكية من اليمن بسلام.  من جانبهم يؤكد المحللون السياسيون ان الجهود العمانية جنبت المنطقة مخاطر تداعيات كبيرة لا يعلم احد مداها.

   علي ضوء ذلك أكدت مجموعة من التقارير السياسية على أهمية دور سلطنة عُمان فى حفظ الأمن والاستقرار فى منطقة الخليج .

 كما أشادت بالسياسات التى يوجه السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان  بتنفيذها والتى  تعكس الحرص على تنمية وشائج الصلات الوثيقة ما  بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجى.

فى هذا السياق تتبنى السلطنة توجهات  استراتيجية بعيدة المدى تتسامى فوق كل الشائعات والدسائس والمؤامرات التى تستهدف شعوب المنطقة . ويؤكد المحللون ان الرؤي العمانية  تعكس التعامل مع القضايا الخليجية من منطلق ادارة شئون أسرة واحدة كبيرة  تمتلك وحدة التاريخ والمستقبل وتجمع بينها دماء واحدة، وهى ليست وليدة هذه الايام انما بدأت منذ مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضى    حينما  حدد السلطان قابوس  محاور ارتكاز مواقف  سلطنة عمان خاصة فى منطقة الخليج والتى تعكس فى مجملها التمسك بجميع مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل لحقوق السيادة التى تتمتع بها كل دولة.

من هذه المنطلقات يؤكد دائما أن سياسات السلطنة أساسها الدعوة الى السلام، وأن العلاقات العُمانية الخليجية تقوم علي قيم التواصل الحضاري والحوار والاحترام والتعاون الإيجابي.  

كما  لخص السلطان قابوس  بإيجاز بليغ مواقف السلطنة تجاه العلاقات مع كل بلدان وشعوب العالم وفى مقدمتها دول الجوار وذلك فى كلمة مهمة ألقاها عام 2010 بمناسبة الانعقاد السنوى لمجلس عُمان الذى اقيم فى رحاب محافظة ظفار .

قال فيها ان لعمان تاريخا عريقا ومبادئ راسخة منذ عصور مضت وما قمنا به هو تأكيد تلكم المبادئ والتعبير عنها بلغة العصر . وأكد على أن أهم مبادئ السلطنة :

* التعاون مع سائر الدول والشعوب على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة!

* عدم القبول بتدخل الغير في شؤوننا!

كما أن للسلطان قابوس  عبارة مأثورة قال فيها منذ سنوات: “ليس لدينا أي خلافات، وأيضا نحن لا نصب الزيت على النار في أي اختلاف في وجهات النظر مع أحد”.

و اكد رؤيته لتلك القضايا فى جملة  قصيرة، وردت في حوار أجرته معه شبكة فوكس نيوز فى سنة 2012 وقال خلاله: لا يستطيع أحد أن يعيش بمفرده في عالم اليوم.

تمثل هذه الكلمات عناصر مرتكزات رؤية بعيدة المدى تطرح أنجع الأساليب من اجل تنمية العلاقات الخليجية .

* اتفاقيات ترسيم الحدود!

فى سياق متصل وتأكيدا على ذلك تواصل السلطنة تبنى مواقفها الثابتة وطرح مبادراتها الإستراتيجية التى تستهدف تحقيق الاستقرار فى المنطقة وان يسودها الرخاء.

لقد بادرت فى هذا الإطار بتقديم خيار حضارى للبدائل والآليات التى يجب إتباعها على صعيد العلاقات الثنائية بين الدول المتجاورة ويتمثل ذلك الطرح المتفرد فى العمل على التوصل منذ سنوات إلى اتفاقيات لترسيم الحدود المشتركة. لم تكتف بالدعوة إلى هذا التوجه إنما اتخذت مبادرات عملية أثبتت إمكانية تحويله إلى واقع مادى حيث توصلت بالفعل إلى اتفاقيات مع جميع الأقطار التى تشاطرها الحدود الجغرافية.

من هنا فإن مواقف السلطان قابوس وسياساته رسمت خريطة طريق مستقيم، كما أنها تمثل نموذجا يحتذى به فى ظل وجود طرح استراتيجى يضمن صون السلام، وتطوير العلاقات وتحويل المناطق الحدودية إلى جسور مودة ومعابر خير ونقاط تواصل بين الشعوب، بدلا من أن تكون جبهات للحروب وبؤر مشتعلة تتأجج فيها النيران وتنشر الإرهاب والفتن وتلتهم الأخضر واليابس وتحرق معهم أحلام وآمال الشعوب ومستقبل أجيال لا ذنب لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى