إقتصاد

المترجمون المصريون والعرب يتبادلون أطراف الحديث عن الترجمة وأهميتها برعاية رابطة المترجمين الفريلانسرز

استمع

إيمان مهدي

إثر اليوم العالمي للترجمة شهد، أواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول لقاءًا ضم جموع المترجمين بجزيرةالمعادى بمصر. كان ذلك بحضور نخبة من أفضل مترجمي الفريلانسرز من بينهم المترجم المتميز الأستاذ /أحمد الجندي مؤسس مكتب غرناطة لخدمات الترجمة والأستاذة/ حمدية حسن خبيرة الترجمة القانونية والأستاذ/ ياسر فهمي أحد أساتذة التعريب في مصر والمترجم الأديب الشاعر بليغ حمدي.

كان يومًا حافلاً بالكثير من المعلومات عن الترجمة وأنواعها والتعريب وسوق الترجمة الحرة ومخاطرها وأهمية الترجمة التي تكمن في سد فجوة عدم المعرفة بين الثقافات، هذا بالإضافة إلى التعارف وتبادل الخبرات بين محفل المترجمين.

بالحديث مع أ. حمدية حسن تبين أن اللقاء قررته رابطة المترجمين الفريلانسرز سنوياً ، وهي رابطة تضم أكثر من 80 ألف عضو من مختلف بلدان العالم وأسسها المترجم الأستاذ/ محمد عثمان عام 2013 وكان الهدف من إنشائها في البداية اجتماعي لكن سرعان ما تحول إلى تعليمي يعقد من خلالها الدورات التدريبية وورش العمل للتدريب على الترجمة وكل ذلك بدون مقابل لأن الرابطة مجتمع لايستهدف الربح من المترجم بأي شكل من الأشكال. وأضافت أ. حمدية أنها عملت بجميع مجالات الترجمة ثم تخصصت بالترجمة القانونية ومن حينها وهي تعكف على البحث والتنقيح لمصطلحات كثيرة كانت تستشكل على المترجمين, ثم قامت مؤخراً وبعد بحث دام لأكثر من عامين ونصف العام بنشر كتابين أسمت الأول منهما ” ترجمة أوراق التقاضي” والآخرأسمته “الميسر في الترجمة القانونية” أي السبيل إلى إتقان الترجمة القانونية بداية من كيفية صياغة الجملة وحتى نماذج الترجمة.

أما بالنسبة إلى الدورات التدريبة وورش العمل قال أ. أحمد أنه يعقد كل أسبوع ورشة ترجمة قانونية لأعضاء الرابطة ومن المقرر أن تستمر هذه الورشة عاماً كاملاً يعقبها اختبار لتقييم الطلبة والوقوف على المستوى المطلوب, ويقدم مكتب غرناطة دورات صيفية مجانية للخرجيين والمبتدئين, كما يوجد ما يسمى “بفترة المعايشة” يجلس فيها المترجم المبتدئ وسط نخبة من المترجمين ينهل من خبراتهم ولا يشترط سوى الإلتزام هذا بالإضافة إلى النصائح التي يقدمها باستمرار. أشار أ. أحمد في حديثه إلى أن غرناطة للترجمة كيان تأسس عام 2006 مختص بترجمة جميع مجالات الترجمة وسيشهد خلال الفترة القادمة أعمال معينة خاصة بالتسويق.

وكدليل على نجاح رابطة المترجمين الفريلانسر قالت نورا القاضي أن أول طريقها إلى إجادة الترجمة كان من خلال الرابطة وكان ذلك منذ أكثر من 4 أعوام وهي طالبة وتعمل بالترجمة منذ ذلك الوقت, وخلال حديثها أبدت نورا ضيقها لحال الترجمة وما آل إليه عمل البعض مما لا يمتلكون حتى بدايات الترجمة فقط للتكسب، وشبهت عملية الترجمة بالزواج فإذا لم يكن المترجم (العريس)أهلا للترجمة (العروسة) فليدعها لمن هو أهل لها, وأختتمت حديثها ببعض النصائح لدارسي اللغات والمبتدئين ممن يرغبون العمل بالترجمة، مؤكدة أنها ليست إلا مشروع مترجمة لكن هذا من خبرتها فى سوق العمل؛ حيث نصحت بعدم التعجل فى دخول سوق العمل فقط من أجل الربح لأن هذا يتطلب الكثير من المهارات التى يتحتم اكتسابها وتنميتها، مبينة أن دخول سوق العمل دون مستوى مقبول يفقدك اسمك فى المجال وبهذا يضيع مستقبلك وأنه على المترجم امتلاك المعرفة بكل أنواع الترجمة كافة وقواعدها ثم التخصص فيم يستهواه.

 

ثم تطرق الحديث إلى مخاطر الترجمة الحرة والسعر المتفق عليه في مصر, فبالإضافة إلى مميزاتها إلى أن مخاطرها أكثر وأشهرها عدم القدرة على التحكم بالنفس فربما تجد ملف من عميل يطلب ترجمته بأسرع وقت ولكل شخص إلتزامات أخرى وعمليات النصب على المترجمين أو المماطلة والتسويف في سداد حقوقهم يقول أ. أحمد “أن هذه عملية قائمة لا يمكن التحكم بها وعلى كل مترجم أخذ الإحتياطات اللازمة بالسؤال عن العميل وهل تعامل معه أحد من قبل أم لا”..

للنقابات دور هام في الحفاظ على حقوق أعضائها وهي تعمل دوماً لصالح اهتماماتهم ومن ضمن مهام النقابة أن تسعى لتحديد رواتب أعضائها ورفعها وتحسين بيئة عملهم وقال أ. أحمد أن منظومة الترجمة في مصر تختلف تماماً عن باقي الدول الأخرى فباقي الدول لديها نقابة تحكمهم لذلك نجد أن الحد الأدنى للسعر محدد, أما في مصر فلا وجود نقابة للمترجمين فهي سوق حر أي عرض وطلب وفي حالة وجود نقابة لا أحد يستطيع أن يمتهن مهنة الترجمة إلا أهلها وباشتراك في النقابة وبكارنيه مزاولة مهنة.

و أوضحت أ. أمل جمعة خبيرة الترجمة الأدبية أن المترجم الأدبي الماهر يجب أن يكون متقن للغة المترجم منها وإليها ويكون على دراية بتركيب الجمل وتنظيمها و يتمتع بالحس الأدبي لأن عمله لا يقتصر على نقل المعنى ولكنه ينقل من ثقافة إلى أخرى فعلى سبيل المثال “البومة” في ثقافة الإنجليز تزمر إلى الحظ الجيد وفي ثقافتنا نذير شؤم فلن يستطيع المترجم نقل المشاعر ما لم يكن ملماً بثقافة الآخر.

واستكمالاً لما بدأته أ. أمل صرح الأديب الشاعر أ. بليغ بأن مترجم الشعر يجب أن يكون على دراية بالخلفية التي نشأ فيها الشاعر هذا ولأن الشاعر وليد عصره ولابد أن يتمتع بحس شعري فلا يترجم الشعر إلا شاعر وتقدم ببعض النصائح الشعرية لكل مترجم:

 

ترجِمْ يا هَمْـزاً للوَصْلِ • ما بينَ العَقلِ وذا العَقلِ & قُمْ شيِّدْ جِسْراً بالفكْرِ• مَن مِثلُ يَراعِكَ في البَذْلِ

قُمْ بيــّنْ نصَّاً مِن ألَـقٍ • يبَدُو أصْلاً كالأصْلِ & مَن يَنشَطْ في طَلبٍ للعِلْمِ • يُخْـرِج عَسَلاً كالنحْلِ

زوِّجْ عَقلك مِن أُسَرِ الكُتُبِ • تُرزَقْ خيرَ النسْلِ & هيَّا اسلُك سُبُلَ الصَّدْقِ • وَصَدِّقْ قولَكَ بالفعْلِ

صُنْ ماءَ الوجهِ ولاتقبلْ • بالثمنِ البخْسِ جَزاءً عن شُغْلِ & وقبلَ البَدْءِ اقرأ • كُلَّ النصِّ على مهلِ

ولأجْلِ الفهْمِ اطرَحْ • كلَّ الفِكَرِ على العَقلِ & خُذ نُصْحَ قواميسٍ تسلَمْ • مِن لحْنٍ أو لغَطٍ في القوْلِ

قوّمْ عِوَجَ النصِّ وأعْرِبهُ • رقّمْ واضبِطْ إنتاجك بالشكْلِ & إنْ يحِن الموْعِدُ سَلّمْهُ • بُورِك لكَ فِي الجُعْلِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى