رأىسلايدر

كيف يتصرف رأس المال الاستثماري داخل مصر؟ 

استمع

أحمد مصطفى يكتب:

الفرق بين المشروعات الناشئة والمشروعات الصغيرة:

كان السؤال الملح علينا دائما أنه هل “مركز آسيا للدراسات والترجمة”، وهو مركز كما يعلم المتابعين جديد نسبيا افتتحته منذ 2017، يعد مشروع ناشيء؟

فكان لا بد ان تتعرف من خلال الاقتصاد عن إجابة هذا السؤال المهم – لأنه دائما ما يحدث خلط ما بين المشروعات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

المشروعات الناشئة هي مشروعات قائمة على أفكار تتسم بالابتكار في التفكير وخلق خدمة أو سلعة لم تكن موجودة مسبقا لها مردود اجتماعي، لتيسير العلاقات الاقتصادية في المجتمع ما بين افراده وخصوصا في المجتمعات كثيفة السكان كـ مصر على سبيل المثال.

أما المشروع الصغير: فهو العمل على فكرة تم استخدامها مسبقا أو توجد حاجة لديها في نطاق جغرافي معين.

وعليه يتضح أن مشروع مركز آسيا للدراسات والترجمة – قدم فكرة غير مسبوقة من خلال مد جسور التعرف على قارة آسيا والشرق بشكل عام لتصحيح المفاهيم أن العالم الحالي هو ليس أمريكا أوروبا عكس التيار، وكان الحافز لذلك التقارب الثقافي والاقتصادي ما بين آسيا القارة الواعدة والتي تمتلك قوة اقتصادية عالمية (الصين – اليابان – كوريا الجنوبية – روسيا الآسيان – باكستان – الهند – إيران – تركيا) والجنوب متمثلا في مصر والمنطقة العربية وإفريقيا.

وكذلك قبول  مشروعه (عين على الشرق) من قبل (بوابة الأهرام – الأكبر في المنطقة) من خلال إجراء مقابلة أفضل الخبراء المتخصصين في شئون الجنوب والشرق، والتي تعد جزء من الأسلوب الكيفي من المنهج البحثي العلمي، يعد شهادة ثقة ومصداقية من شريك كبير كـ مؤسسة الأهرام. وتعد أيضا أحد عناصر المشروعات الناشئة، وهو تبنيها من قبل المؤسسات الكبرى.

وأيضا استمرارية المشروع والرغبة المشتركة في التجديد لسنوات مقبلة نتيجة الإقبال ونسب المشاهدة رابط المشروع من خلال بوابة الأهرام حيث وصل عدد المتابعين عبر جوجل إلى حوالي 2.150.000 متابع خلال 12 شهر وهذا لم يكن مصدقا من قبل إدارة بوابة الأهرام.

معلومات مختصرة عن المشروعات الناشئة في مصر:

حيث تأتي مصر في المرتبة الأولى إفريقيا بحجم أعمال ناشئة وصلت لحوالي 700 شركة ناشئة تشغل حوالي 46000 شاب بقيمة اعمال وصلت الى 1.5 مليار دولار طبقا لإحصائيات وزارة التخطيط المصرية، ولا زالت هناك فرص كثيرة متوافرة حيث تحصل إفريقيا فقط على ما قيمته 1% من إجمالي التمويل الخاص بالمشروعات الناشئة على مستوى العالم.

استضافة السفارة اليابانية بالتعاون مع منظمة جيترو اليابانية مؤسسة آسيا إفريقيا للاستثمار والاستشارات للتمويل مشروعات ناشئة مصرية:

إنه من دواعي سرورنا أن نتلق دعوة من المستشار الإعلامي للسفارة اليابانية د محمد فتحى وهذا لحضور وتغطية هذا الحدث الذي نظم في المجمع اليوناني بالجامعة الأمريكية والذي يعد أحد أهم حاضنات الأعمال في مصر وسط القاهرة أمس الأربعاء الموافق 15 مارس 2023  حيث تم الترتيب لاستعراض عدد 10 مشاريع ناشئة مصرية ناجحة بحضور مدير الاستثمار لدى مجموعة آسيا إفريقيا للاستثمار والاستشارات السيد/ شيجيرو هاندا.

مقابلة مع السيد/ هاندا – مدير الاستثمار في مجموعة اسيا افريقيا للاستثمار والاستشارات:

وطبقا لمقابلة سريعة مع اجريناها مع السيد/ شيغيرو هاندا بعد طرحه عن أسباب الاهتمام بتمويل المشروعات الناشئة في أفريقيا ومصر على وجه الخصوص. وكذلك الطرح الشيق للمشروعات الناشئة والتي تراوحت أفكارها ما بين (مواقع بيع الحرف اليدوية من مصر وتطبيقات الإقراض والدعاية والتمويل والصيانة وكذلك معالجة النفايات واستغلالها).

صرح السيد/ هاندا أن مصر بالنسبة له خطوة مهمة في الاستثمار والتمويل لهذا النوع من المشروعات الناشئة، وأشار الى الاحصائيات المذكورة أعلاه في هذا الصدد، وطبعا تحدث عن موقع مصر الاستراتيجي، ومستوى البنى التحتية مقارنة بباقي البلدان الافريقية. وكذلك مستوى الاتصالات الذي يتفوق على نظرائه في إفريقيا.

وان شركته التي تستثمر في نفس المجالات في دول إفريقية اخرى مثل كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا كانت تنتظر وحتى استقرار الظروف الاقتصادية المصرية ما بعد وباء كورونا، والذي أشادت به التقارير الاقتصادية وقتها، وكذلك رغبة اليابان في التعاون الكبير مع مصر في هذا المجال للدور المصري في إفريقيا والعالم العربي وايضا تقارير هيئة المعونة اليابانية في مصر وكذلك مؤسسة جيترو في القاهرة التي كانت إيجابية.

وكذلك أن شركته حاليا تقوم بتأسيس مقر لها هنا في القاهرة لدفع وتنمية هذا القطاع الذي يمكن أن يضيف قيمة للطرفين المصري والياباني وخصوصا لمستوى الوعي الاقتصادي وارتفاع مستوى التعليم بمصر الذي يوفر عقولا يمكنها تحويل الأفكار الإبداعية لمشاريع.

وايضا أضاف أن معايير الاختيار بالنسبة للمشروعات الناشئة بكل تأكيد ليست سهلة، لأنه لا بد من تقييم الأفكار من خلال المختصين داخل الشركة، وتقديم النصح والاستشارة للمتقدم بتعديل بعض النقاط لجعل المشروع الناشئ أكثر ربحية ومقاومة واستمرارية وخصوصا المراحل ما بعد (البذرة).

وقد طرحنا على السيد/ هاندا أن نصبح على  خريطته العملية كجزء من الترويج لآسيا وطروحاته الاقتصادية إعلاميا. وكذلك الحصول على دعم لمشروعنا الناشيء المتفرد (عين على الشرق) كمصدر إعلامي محترف حقق نجاحا. لأنه يوجد نقص كثير في المعلومات من الجانبين الآسيوي والإفريقي عن بعضهما البعض.

وان مشروع (عين على الشرق) يمكن أن يكون إحدى همزات الوصل التي تقرب وترفع وعي المواطن العربي والإفريقي بهذه المشروعات الآسيوية للتعرف عليها والمشاركة معها لتحسين الاقتصاد في بلادنا. والتخلص من (عقدة الغرب) حيث كانت أنظارنا دائما موجهة إما ناحية أوروبا أو أمريكا.

وأيضا لم تكن المرة الأولى لمشروع عين على الشرق تغطية شأن ياباني حيث قمنا باستضافة الخبير الياباني في العلاقات الدولية والعلوم السياسية د/ ساوتشي إكويتشي في يناير الماضي والذي يعد أحد أكبر المثقفين في اليابان حاليا وكان الحوار ناجح بدرجة كبيرة وكشف عن اهمية مصر والبحر الأحمر لليابان.

إحصائيات وحقائق هامة عن المشروعات الناشئة في اليابان:

جدير بالذكر أن موقع ستاتيستا الأمريكي الأكبر في الاحصائيات الاقتصادية أشار الى أن اليابان نفسها قد فقدت حوالي 700 شركة ناشئة في الفترة ما بين 2018 – 2022 من إجمالي 2915 شركة بسبب أزمة وباء كورونا وعدم الاستعداد او وضع سيناريوهات المقاومة للقوى القهرية مثل الجوائح والكساد المالي والحروب طبعا التي بالفعل تؤثر حاليا على العالم.

الجميل أيضا أن مجموعة اسيا افريقيا للاستثمار والاستشارات لديها فروعا في دول منافسة كبيرة مثل فرعها في شنغهاي المدينة الصينية المالية العالمية الكبرى وكذلك في الهند، بالرغم ان ربما حجم المشروعات الناشئة في كل منهما يتفوق على اليابان بالضعف.

وهذا يعطي انطباعا جيدا ان في مجال الأعمال والمصالح الاقتصادية لا يوجد التأثير السياسي بشكل كبير على الدول.

وفي نهاية الندوة – تعرف الحضور على بعضهما البعض عن قرب لإمكانية التشبيك والحصول على تعاون أكبر وأكبر بين كافة الأطراف المشاركة وذلك أحد أهداف هذا اللقاء وكان هناك تجاوب من الجميع من خلال الاسئلة والمداخلات والتي رد عليها أصحاب المشروعات بكل شفافية وإيضاح وبشكل احترافي عالمي وراق.

وأخيرا،،،،

يؤكد هذا المنتدى أن الشباب المصري جيد وبخير ولديه رؤية اقتصادية ويخلق فرصا لنفسه.

الموضوع فقط انخفاض الوعي الاقتصادي، وللاسف سوء تدريس الاقتصاد والإدارة وصناعة القرار في الجامعات، والتي ننصح في الوقت الحالي يجب ان يتم تدريسها وبشكل احترافي من المراحل الأولى في التعليم لأن التعليم بحالته الحالية في وضع نظري يرثى له منفصل تماما عما يريده السوق وهي ظاهرة عالمية ليست قاصرة على دول بعينها.

فعندما نبدأ حتى مع الأجيال الصغيرة في التحدث عن أهمية الادخار – أهمية تكوين صناديق في الفصل من أموال الطلاب حتى ولو كانت مبالغ صغيرة – أهمية التمويل الجماعي – توجيه هذا التمويل لفعل شيء نافع للطلاب من خلال العاب ونماذج محاكاة – أعتقد أن هذه الأمور ستؤتي ثمارها على النشأ في المستقبل وسيكون لدينا جيل يفكر بشكل مختلف ومسلح بما يريده سوق العمل ولا يصبح غاية أحلامه انتظار وظيفة.

من الأشياء الهامة أيضا التي حدثت معنا – المفاوضات التي تتم مع إحدى الجامعات الروسية الكبرى والتي تمثل (وادي السيليكون) في موسكو. والتي تبحث عن شراكة جدية في المنطقة العربية والجنوب لأنها منطقة واعدة وتستوعب عدد من اللاعبين الكبار في هذا المجال. كون العلاقات الروسية مع الغرب أصبحت متوترة على ضوء الأزمة الأوكرانية.

وعليه – ستكون فرصة جيدة لمصر للتعاون مع اكثر من رأسمال استثماري ياباني وروسي وربما في المستقبل كوري وصيني وهندي وتركي – وهذا يتطلب منا بذل بعض الجهد للحصول على افضل الشركات والمؤسسات المهتمة المشروعات الناشئة.

برجاء الاسترشاد،،،،

أحمد مصطفى

رئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة

ومشروع عين على الشرق بالتعاون مع بوابة الأهرام

عضو مجلس تنمية بحوث العلوم الاجتماعية في أفريقيا (كودسريا) داكار، السنغال

ومجموعة رؤية استراتيجية – روسيا والعالم الإسلامي

ماجستير في الاقتصاد السياسي والدراسات الروسية – المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو

جوال: 201009229411+

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى