سلايدر

منظومة الأفلاج امتداد لتراث حضاري تتفرد به سلطنة عُمان

استمع

مهند أبو عريف
في مؤشر قوي على استمرار وديمومة التراث الحضاري لسلطنة عُمان، جرت المياه في فلج العين أحد أفلاج ولاية ينقل بمحافظة الظاهرة،  بعد انقطاع دام أكثر من 20 عاما، وقد استبشر الأهالي بجريان المياه في أحد ثقاب العين عندما كانت المديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة تقوم بعمل صيانة وحماية لبعض ثقاب الفلج من خلال عمل حمايات وصيانة تلك الثقاب.
يتكون “فلج العين” من أربعة سواعد رئيسية هي الفحل والمغيري والحورا والسمن وتم حفر ٤ آبار مساعدة للفلج وتقوم الحكومة العُمانية بعمل الصيانة اللازمة لقناة الفلج وثقابه.
تُعد منظومة الأفلاج امتدادا لتراث حضاري تتفرد به سلطنة عُمان، الأمر الذي حدا بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) لإدراج هذه الأفلاج بسجل التراث العالمي حيث لا يقتصر هذا الادراج على قناة الفلج بل يشمل مواقع هذه الأفلاج وما تحتويه من آثار ومبان ومزارع وصناعات وجميع الأنشطة القائمة بالموقع.
وتم تسجيل هذه الأفلاج في سجل التراث العالمي كون هذه الأفلاج ذات طابع إنشائي قديم جدا من حيث القنوات المائية والجسور الحاملة لهذه القنوات والهندسة القديمة التي تم بواسطتها شق الأفلاج والوصول إلى مكامن المياه في باطن الأرض التي تتطلب حاليا مبالغ باهظة وتقنيات فنية متطورة لتحديد هذه المكامن المائية .
كما أن الحضارة القديمة التي نشأت عليها هذه الأفلاج من تجمعات سكانية كان الفلج سببا في استقرارها في المنطقة الجغرافية للفلج وأدت الى وجود أنشطة بشرية منذ القدم كالزراعة وما صاحبها من صناعات غذائية وحرفية مختلفة مستمرة حتى هذا الوقت.
وساهم نظام التكافل الاجتماعي والادارة المحلية للمياه والمزارع التي نشأت منذ القدم بوجود الفلج ومازالت مستمرة حتى الوقت الراهن، في غرس روح التعاون والتكافل للمجتمع منذ الأجداد كما كان الفلج سببا رئيسيا لوجود الكثير من المعالم الأثرية كالقلاع والحصون والأبنية القديمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى