رأى

بلاغ الي من يهمه الأمر!

استمع

د. محمد فرحات

كده وصلنا كشعب الي طريق مسدود مع الحكومة .. اللي مفروض تكون موظفه عند الشعب لرعاية مصلحة الشعب .. ورواتبها من مال ذات نفس الشعب :
وإليكم قصة أحد أفراد الشعب من متوسطي الدخل مع حكومته الرشيدة …
اولا : بعد عودتي من السفر عملت سنه بوزارة الصحة واكتشفت ان البائع علي عربة فول بالشارع دخله افضل مني .. ومحال ان أنفق علي اسرتي من الوظيفه .. اتجهت للعمل بتجارة العقارات .. كنت ابيع منزلي الذي اسكن فيه واشترط تسليمه بعد شهرين حتي اشتري منزل اخر ثم ابيعه عند وجود مكسب وهكذا .. وفقني الله ايام حكم مبارك .. حتي انتهينا الان .. الي دخول وزارة الإسكان كتاجر علي الشعيب ومحاربومحتكر لأي تجارة في العقارات .. رغم أنها تجارة حلال 100% طالما لاتغش .. يعيش عليها نصف سكان المدن الجديدة لرعاية أسرهم مابين سمسرة حلال وتجارة حلال ( احل الله البيع وحرم الربا ) وتعاملنا وزارة الإسكان علي اننا يهود الدونمه وافدين .. ولسنا اصحاب عقارات وثروة مصر بنص الدستور . حتي عجز الان كل من يعمل بقطاع العقارات عن اعالة أسرته اعالة كريمة .
ثانيا : أضف مضاعفة أسعار الرسوم والمياه والكهرباء والغاز والبنزين عدة اضعاف مضاعفة .. أضف تجارة البنوك في النقود بالربا .. اي ان النقود تلد نقود .. مع ترك وظيفة النقود الحقيقية .. وهي المشاركة أو المضاربة أو المرابحة أو عقد السلم أو عقد الاستصناع .. او التجارة في السلع والخدمات أو بناء المصانع وتشغيل الشباب .. وما زاد الطين بلة ان الحكومة بالغت في الجباية وجمع نقود المواطنين .. وعدم ضخها مرة اخري في صورة مصانع وشركات لخلق وظائف للشباب ومحاربة الفقر والبطالة .. بل تم إغلاق شركات من أنجح الشركات كالنصر للسيارات والمحاريث الهندسية واغلب مصانع النسيج بالمحلة .. فكان التضخم والركود .
ثالثا : جربت حظي في المطاعم .. وتجارة اللوازم الطبيه .. ولكن الركود الان قاتل لمعظم المشاريع الجديدة .
ثالثا : قلت لنفسي .. ارتاح من عناء التجارة .. واشتغل مفكر وإعلامي ومصلح اجتماعي .. وجربت البرامج التلفزيونية .. وحسيت انني سأبدأ وأطلق العنان للفكر والإصلاح.. فكل قناه استضافتي حلقة أو حلقتين .. يندمون علي استضافتي .. واكتشفت عدم وجود حرية الفكر .
رابعا : قلت في نفسي .. فات معظم العمر .. اشتغل في الدعوة الي الله .. فأخذت جدول خطابة مع أنصار السنه بلبيس .. والافندي مدير الأئمة بالجمعية .. قال لنا .. ماهي مقترحاتكم لموضوع الخطب خلال هذا الشهر .. فمن قائل الحيض والنفاس .. ومن قائل الأسماء والصفات .. ومن قائل الكفن والجنازات وتغسيل الاموات .. فقلت له .. اقترح موضوع هو حياة أو موت للبشر .. وهو تطبيق الشريعة الإسلامية.. قسما بالله ظهر الحول علي عينيه وبكل قلة زوق قال : من عنده موضوع تاني .. مطنشا ايايي .. فلقنته درسا في الاخلاق لاينساه وتركت انصار السنه .. واكتشفت انهم أنصار جهة اخري بعيدة كل البعد عن الله ورسوله .
خامسا : قلت لنفسي يا محمد يا مسلم .. امامك بيوت الله مفتوحة واشتغل واعظ حر .. وبعد صلاة الجمعه في مسجد أمام الصفا مول .. ذكر الخطيب ان رسول الله اقترض سلما ( اي بيع السلم ) من يهودي .. مزهدا الناس في الدنيا وحاضا لهم علي الاستسلام للواقع المرير كما صبر رسول الله … ولأنني احمل شهادة علمية في الاقتصاد الإسلامي.. فما ان سلم الإمام.. حتي بادرته بصوت عال طالبا منه توضيح ماهو بيع السلم للحضور .. او أسمح لي ان اوضح للناس ماهو بيع السلم لأنهم في امس الحاجه له في ضيقهم وشدتهم .. فرفض رفضا باتا ان يوضح للناس أمور دينهم أو يتركني اوضح له .. والمسجد عن آخره بالمصلين .. انتظر ان اجد الدعم من أحدهم أو يقولوا للامام استحي علي وجهك .. وضح لنا أو اترك الشيخ يوضح ؟؟ لكن ما احزن نفسي كثيرا ان يصل الناس الي هذا الحضيض من الجبن والخوف والسلبية .
هذا بلاغ لمن يهمه الأمر .. هذا المسار لحكومتنا الرشيدة .. سيولد حتما انفجار .. لا توجد دولة الان علي كوكب الارض تحارب شعبها في حرية التجارة والطعام والشراب .. وتحارب شعبها أيضا في حرية الفكر والكلام .. فالهند مثلا بها ديمقراطية وحرية فكر وكلام .. لكن بها مشكلة تجارة وفقر لقطاع كبير من الشعب .. دول الخليج مثلا بها حرية تجارة وكسب وطعام وشراب وصحة وتعليم مجاني .. لكن لا يوجد بها حرية فكر وكلام وعقيدة .. لكننا في مصر تعدينا كل خطوط المنطق والإنسانية والعقل .. وجمعنا علي هذا الشعب المنكوب .. بين عدم حرية التجارة والكسب والصحة والتعليم المجاني .. وبين تكميم الأفواه وعدم ترك الشعب يعبر بالكلمة والفكر وينفس عن نفسه ولو بالكلام كما كانت فلسفة مبارك والتي أطالت فترة حكمه أكثر من ثلاثين عام بقوله ( خلوهم يسلوا )
أليس في حكومتنا رجل رشيد يبني فلسفة الحكومة علي .. خلوهم يتاجروا ويتريشوا … او خلوهم يسلوا ويتكلموا ..
وقسما بالله لو ان الامر بيدي .. لتركت الناس يتاجروا ويكسبوا .. ويتكلموا ويفكروا .. و يصلوا ويتدينوا .. وعمرهم ماهيفكروا في إيذاء الحاكم وسيتركوه يحكمهم مائة عام وعام . الا هل بلغت اللهم فاشهد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى