عقب استقبال العيسى للوفد الزائر بجدة.. رابطة العالم الإسلامي والطائفة الإنجيلية الأمريكية يؤكدان على تعزيز التعايش والوئام العالمي
أشرف أبو عريف
استقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى في جدة بوفد الطائفة الإنجيلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعقد الجانبان اجتماعاً بحثا فيه سُبُل تعزيز التعايش والوئام حول العالم.
وأكدت المجموعتان في البيان على قيمهما المشتركة وتعهدا بتعزيز التعاون حيالها، كما شدد على ضرورة نبذ كل أشكال التطرف والكراهية، والعمل سوياً على مد جسور التعاون بين الشعوب من جميع الأديان والثقافات، لاسيما وأن اللقاء جاء في ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 وما حصل فيها من هجمات إرهابية مأساوية في الولايات المتحدة.
ونوّه الجانبان بمضامين وثيقة مكة المكرمة التاريخية التي تلت مؤتمراً نظّمته رابطة العالم الإسلامي هذا الصيف وجمعت فيه أكثر من 1200 من العلماء المسلمين البارزين، مؤكدين على ما جاء في الوثيقة من ضرورة مد جسور التعاون والتعايش والحب لجميع الشعوب، والتشديد على أهمية الحوار باعتباره الأداة الأكثر فعالية لبناء التقارب مع الآخرين وتحديد الروابط المشتركة.
كما اتفقت الرابطة والوفد على تعزيز احترام الأديان والثقة المتبادلة، وتعهدا بالسعي للتغلب على معوقات التعايش ووضع حدٍ للعنف بين البشر، وذلك من خلال قوة التعليم وتشجيع الوئام الديني والتكامل الثقافي والعرقي والوطني.
وأقر الطرفان أن الأسرة هي نواة بناء المجتمع، وأن من المنوط بها رعاية مستقبل الأجيال المقبلة لتنشأ على قيم الاعتدال والحب واحترام الآخرين بغض النظر عن خلفياتهم، وأن المواطنة الشاملة تضمن العدالة للجميع في مجتمع متنوع، حيث يتم احترام الدستور وسيادة القانون على أرض كل دولة.
وشددت الرابطة والوفد في بيانهما المشترك على الأهمية الكبرى التي يجب أن تتمتع بها أماكن العبادة في جميع أنحاء العالم ومحاكمة من يهاجمون مراكز السلام هذه، كما اتفقا على إنشاء وتشجيع المبادرات والبرامج التي تسعى لمكافحة الجوع والفقر والمرض.
واستذكر الطرفان ميثاق المدينة الذي اعتمده النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قبل أكثر من 1400 عام الذي أكّد على الحقوق المشروعة للأقليات، مشيرين إلى أن وثيقة مكة المكرمة توسع تلك القيم من خلال التأكيد على أهمية تعزيز حقوق المرأة.
واعترف الطرفان بالحق في الحريات الشخصية، على ألا تعني التطاول في إساءة معاملة الآخرين، لا سيما تجاه الأشخاص على أساس دينهم أو ثقافتهم أو عرقهم.
وفي ختام البيان المشترك عبّر الطرفان عن قناعتهما بأن احترام القيم المشتركة يمكن أن يقارب بين الناس ويمنع انقسامهم، كما أن الاختلافات بين الناس يجب أن يكون حافزاً للتعاون بينهم، وليس للصدام الاجتماعي.