سياسة

قراءة في زيارة البابا تواضروس للولايات المتحدة الأمريكية

استمع

received_10208036561221757

سهير صليب – يسري صبري

أعلن القمص إبراهام عزمى مدير المكتب الإعلامى للبابا تواضروس فى الولايات المتحدة الأمريكية، أن البابا أنهى زيارته الأولى لأمريكا وسوف يعود إلى القاهرة اليوم الخميس. ونشر مدير مكتب البابا ملخصًا لزيارة البابا الناجحة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث زار البابا 42 كنيسة ودير، ووضع حجر أساس لـ4 كنائس جديدة، والقى 50 عظة، والتقى ما يقرب من 21 ألف شخصًا، وذكر كلمة مصر فى خطبه ولقاءته 54 مرة.

تباركت أراضى الولايات المتحدة الأمريكية ، خاصة جنوبها والساحل الغربى لها بأقدام قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية .. كما تقدس هوائها بطيرانه فيه من ولاية الى ولاية .. يتفقد ويرعى خراف الراعى الصالح متمثلا به يجول يصنع خيرا يعلم بالقول والفعل .

وقد كنت محظوظا أن أرافق قداسته فكانت فرصة لأتعلم فى أكاديمية الروح التى تفيض أنهارا من باطنه اذا قد شرب من الماء الحى الذى منحه أياه الرب يسوع وغمر الكل بروح الأبوة كمثال للآب الذى فى السموات فتعملت من سيدنا البابا الكثير والكثير . 

الزيارة كانت قصيرة جدا لمدة ثلاثة أسابيع أيام ، ولكن كانت طويلة جدا حوالى ثلاثة أشهر انجازات مجهود فوق العادة تكاد تكون الراحة فيها معدومة رأيت فيها الشعب القبطى وجوهره الأصيل ، الآباء الأساقفة والكهنة وخدمتهم المتفانية حتى الدم ، وبابا الاسكندرية سفير المحبة والوطنية .

1- الشعب القبطى :

شعب محب للمسيح ، محب للكنيسة ، محب لقداسة البابا ويحمل مصر فى قلبه وفكره وأحلامه . 

فى كل كنيسة رأيت الروح المسيحية القبطية ظاهرة بجلاء ومحبة الشعب وفرحته التى فوق العادة بمقابلة راعيهم المحبوب لقلوبهم قداسة البابا تواضروس الثانى ودائما كان يذكر قداسته اسم مصر فيصفق الأقباط وعندما يتساءل ان كانوا قد افتقدوا مصر يصرخ الجميع نعم ومنهم من بكى تأثرا .. 

لم ينس الأقباط الكنيسة ولا الوطن فى المهجر بل أسسوا الكنائس وحرصوا على تربية أبنائهم فيها وطالب الكثير منهم بزيادة الرعاة من آباء أساقفة وكهنة لرعايتهم وكان قداسة البابا يجيب بأن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون لذلك صلوا لكى يرسل الله فعله لحصاده . 

خوارس الشمامسة والكورالات يتقنون الألحان القبطية والترانيم من التراث القديم والترانيم الحديثة كأننا حقا لم نغادر مصر مع إضافة ماهو مترجم الى الانجليزية .. 

الشباب رائع متفاعل مع قدوم قداسة البابا .

متواصل مع الحدث وفعال فيه بالمشاركة ومحب للكنيسة وللأباء وللمعرفة المسيحية ، كل شاب أو شابة تطلب منى صورة سيلفى كنت أطرح عليهم سؤالا من هو أول من صنع صورة سيلفى : وعندما لا يعرفون وأجاوبهم أنه الله عندما خلق الانسان على صورته فيفرحون جدا ويقولون فى فرح قد عرفنا معلومة جديدة .. 

هذا الشعب الجميل هو نتاج رعاية مضنية وابوه حانية التى للاباء الذين يخدمونهم . 

2- الآباء الأساقفة والكهنة ..

لقد تباركت أول ايبارشية تم تأسيسهما فى الولايات المتحدة الأمريكية بزيارة راعى الرعاة ورئيس الأساقفة أبونا البابا تواضروس الثانى وهما ايبارشية جنوبى الولايات المتحدة الأمريكية تحت رعاية وأبوة نيافة الانبا يوسف وايبارشية لوس انجليوس وهواى تحت رعاية وابوة نيافة الانبا سيرابيون ..

ايبارشية جنوبى الولايات المتحدة الأمريكية ايبارشية مترامية الأطراف تنقلنا مع قداسة البابا يتفقدها ويباركها وهى تضم حوالى أحد عشر ولاية أمريكية يباشرها جميعا نيافة الانبا يوسف وأسس بها ديرين قبطيين واحد للرهبان والآخر للراهبات يحملان الروح القبطية وفى غاية الروعة من جهة تنظيمها وفيهما الحياة الرهبانية مستقرة بكل قوامها ، دير الرهبان باسم القوى القديس موسى وهو معترف به ودير الراهبات باسم السيدة العذراء والشهيدة دميانة وهو جارى الاعتراف به ، هذا بخلاف الكنائس العديدة بالولايات الكثيرة التى أسسها ويرعاها نيافة الانبا يوسف بأسفار كثيرة جدا ومجهود منقطع النظير، كما أنشأ مدرسة قبطية على إسم القديس إكليمندس الرب يسوع يعوض تعبه ويسنده فى خدمته الجبارة . 

ايبارشية لوس أنجيلوس وهى ثانى ايبارشية تم تأسيسها بالولايات المتحدة وقام بزيارتها قداسة البابا تواضروس وهى تحت رعاية أبونا الحبيب نيافة الانبا سيرابيون وهى أيضا ايبارشية ضخمة فيها كنائس عديدة وبها دير للرهبان معترف به على اسم القديس الأنبا أنطونيوس وقد أسس نيافة الأنبا سيرابيون نوعا من الرهبنة الخادمة دعاها باسم الأخوية البولسية وهى نظام رائع يجمع ما بين الخدمة والخلوة ، الرهبنة والتكريس وهو نظام ناجح جدا نرجو التوسع فيه على مستوى الكرازة القبطية أيضا أنشا نيافته كلية قبطية للتعليم اللاهوتى بالشراكة مع جامعة كليرمونت

تنظيم رائع ، أبوه ظاهرة ، رعاية باذلة ومجهود جبار ، الرب يعوض تعب نيافة الانبا سيرابيون ويسنده ويقويه ليثمر ويكمل كل عمل يعمله . 

طبعا فى كل هذا يسند هاتان الايبارشيتان مع الآباء الأساقفة جوقة من الآباء الكهنة الذين يساعدون ويعملون بلا كلل فى خدمة كرم الرب . 

3- قداسة البابا تواضروس : 

لقد كان البابا فى هذه الرحلة النموذج الحى والتطبيق العملى للراعى الصالح ذو القلب النابض بالمحبة لكل فرد فى الرعية المهتم بكل أحد من الرضيع حتى الشيخ ، محمل بمواهب الروح التى تفيض منه فيشيع الفرح أينما تواجد ، لمدة ثلاثة أسابيع متواصلة يواصل الليل بالنهار لايأخذ راحة تدشين أكتر من اثنى عشر كنيسة ووضع حجر أساس كنائس جديدة وقلالى للرهبان واجتماعات بلا عدد مع كلمات روحية جديدة فى كل اجتماع كل هذا مع الاهتمام بالنفس الواحدة والاستماع الجيد لكل أحد رحلة رائعة تعلمنا فيها كثيرا جدا من قداسته .

وعرفنا قداسته عن قرب أمثولة فى التدبير قمة فى الرعاية نظرة ايجابية الى أقصى حد ، موهوب فى رؤية الجمال واستخلاصه والتركيز عليه بتلقائية مبهرة متجاهلا كل ماهو محبط فرأيناه ببساطة يعمل بما ينجح به علماء التربية الحديثة بدون تكلف ، كل هذا بخلاف لقاءاته المبهرة مع الأطفال وطريقة سرده للقصص الروحية الهادفة التى تجذب الكبار مع الأطفال للاستماع والاشباع من العمق مع البساطة المتناهية . 

ولايسعنى الا ان اختم بما قالته ملكة سباء بعد لقاؤها بسليمان الملك . 

فَطُوبَى لِرِجَالِكَ وَطُوبَى لِعَبِيدِكَ هؤُلاَءِ الْوَاقِفِينَ أَمَامَكَ دَائِمًا وَالسَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ. لِيَكُنْ مُبَارَكًا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّهِ مَلِكًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ. لأَنَّ إِلهَكَ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ لِيُثْبِتَهُ إِلَى الأَبَدِ، قَدْ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكًا، لِتُج.

كيف كان يمر اليوم لقداسة البابا فى امريكا

كيف يمر اليوم العادي على قداسة البابا ، في وجود قداسات او عدم وجود قداسات ،  في هذه الرحلة؟

1- الاستيقاظ قبل الساعة الخامسة وفي حضور قداسته للتسبحه يصبح الاستيقاظ الساعة الثانية والنصف.

2- حضور القداس الالهي من 6 ص – 11 ص. ثم مباركة الشعب اجمعه بالالافات كما ترون في الفيديوهات والصور. ويحرص قداسته على ذلك مع توزيع الهدايا على كل طفل وشخص. وعذا ياخذ اكثر من ساعتين الى الواحدة تقريبا.

3- الغذاء ياخذ ساعة لغاية 2 م تقريبا

4- الصور وبعض المقابلات الرعوية ياخذ بضعة ساعات.

5- الرجوع الى مكان اقامة قداسته في حدود نصف ساعة متوسط المشوار واحيانا يكون من ساعة الى اثنين كما حدث في اول الايام لحرص قداسته الاقامة بالدير او بيت الخلوة التابع للايبارشية.

6- راحة تكون في حدود ساعة بالاكثر من 3 او 4 مساءا

7-  العشاء يكون حول الخامسة للخدمة المسائية.

8- الخروج لزيارة الكنيسة التالية ويبدا مع وصول قداسته 7 م.

9- وصول قداسته وسط دواعي امنية شديدة جدا. ووسط زحام شديد جدا ولكن بنظام عالي للغاية. وغالبية الكنائس تمد خيام خارجية مع شاشات ضخمة ويكون متوسط الحضور عدة الافات من فرحة الشعب المحب للكنيسة واباهم وراعيهم المحبوب قداسة البابا الاتي لاظهار محبته ورعايته لكل شعبه واولاده في انحاء العالم.

10- ثم تقدم الكنيسة برنامجها الروحي من صلاة وكورال وكلمات ترحيب لقداسته ثم كلمة قداسته الروحية العميقة المليئة بالفرح والرجاء ويحرص قداسته كل مرة يتكلم فيها ان يذكر مصر الغالية والتعمير بها وحب الاقباط لها.

11- ثم يختم قداسته الزيارة بتوزيع الهدايا على كل طفل وشخص. وهذا ياخذ ما يقرب من ساعتين ايضا.

12- وتنتهي الزيارة بعد الساعة 11 م. ثم ياخذ قداسته طريقه امكان اقامته.

بمتابعة هذه الايام التاريخية لزيارة قداسته ، الجسد يكون مرهق جدا ولكن الروح منتعشة جدا. ونحن نصلي ان الرب يعطي القوة لقداسة ابينا المحبوب قداسة البابا المعظم الانبا تواضروس الثاني. ليتنا نرفع صلوات كثيرة ان يعينه الرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى