سياسة

في جنازة مهيبة.. آلاف السعوديين يشيعون ضحايا مسجد «الكوثر» بسيهات وسط تأكيد على الوحدة الوطنية

استمع

tk.151605

شيع آلاف السعوديين٬ شهداء الحادث الإرهابي الذي وقع بالقرب من مسجد «الحيدرية» بحي الكوثر بسيهات، مساء الجمعة الماضي٬ وأدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم فتاة٬ وإصابة تسعة آخرين. ووسط مشهد مهيب يمثل تضافر الشعب السعودي بكافة أطيافه٬ جرى تشييع ثلاثة من ضحايا الحادث الإرهابي في سيهات٬ وهم «بثنية العباد وأيمن العجمي وعبد الستار بوصالح»٬ فيما شيع عبد الله الجاسم في الهفوف٬ وعلي السليم في المبرز بالأحساء، حسبما ورد بصحيفة الشرق الأوسط.

وأقيم التشييع بحضور أمني مكثف٬ حيث ضربت قوات الأمن طوقاً على مكان تشييع الجنائز٬ وسيرت دوريات وقوات متحركة في مداخل المدن٬ وأجرت مسحاً أمنياً لمكان تجمهر المشيعين٬ كما ساهم رجال الأمن والفرق الأهلية التطوعية في تنظيم حركة السير٬ وتأمين سلامة المشيعين. وأكد المشيعون الذين غّصت بهم شوارع سيهات المحيطة بمقبرتها٬ أن هذا الحادث كغيره من حوادث الإرهاب التي تستهدف ضرب الوحدة الوطنية لن ينجح في تحقيق أهدافه.

ورفع المشيعون شعارات تدعو للوحدة بين السعوديين٬ والتعالي على الجراح٬ وتفويت الفرصة أمام العابثين بأمن البلاد٬ في حين عبرت لافتات رفعها المشيعون عن شكرها لرجال الأمن الذين أحبطوا الهجوم الإرهابي على الآمنين.

ودعا مشيعون إلى منع التحريض الطائفي والمذهبي الذي يغذي عقول المتطرفين ويدفعهم نحو ارتكاب الجرائم. وأشارت إحدى اللافتات التي رفعها المشيعون إلى وحدة الطائفتين الإسلاميتين (السنة والشيعة) وفشل الإرهاب في زرع الفرقة بينهما٬ ومن بين العبارات التي رفعها المشيعون لافتةُ كُتب عليها عبارة “إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه”٬ ولافتةُ أخرى كُتب عليها: “كلا كلا للإرهاب.”

وأكد رجل الدين البارز٬ السيد علي الناصر السلمان٬ في كلمته٬ إصرار المواطنين على دحر الإرهاب وعدم تحقيق الأهداف الحقيقية للجماعات الإرهابية والمتمثلة في إشاعة الفوضى وزرع الفتنة الطائفية . وقال “السلمان” لجموع المشيعين: “إن الشهداء قضوا ظلماً وعدواناً٬ وإنهم ساروا على نهج الشهداء والصديقين وقدموا مثالاً للتضحية قّل نظيره”٬ مجدداً التأكيد على أهمية التلاحم وتفويت الفرص على الأعداء الهادفين لشق الصف وزرع الفتنة.

وأضاف قائلاً: إن “نبذ الفرقة مسؤولية الجميع أمام الله”، مشدداً على أن “الإرهابيون هم منافقون لا يستهدفون الشيعة فحسب بل حتى أهل السنة ويريدون أن يشقوا الصف ولكن لن يتحقق لهم مرادهم في ظل ارتفاع الوعي الشعبي بعدم الانزلاق نحو الفتنة”.

كذلك شهد تشييع الشهيدين “الجاسم” و”السليم” في الأحساء حضوراً كبيراً من قبل الأهالي٬ حيثُ صُليّ على جثمان الشهيد عبد الله الجاسم في منطقة “عين الأخدود” بالهفوف٬ وتحدث الشيخ توفيق البوعلي في جموع المشيعين، مجدداً التأكيد على تفويت الفرصة على الهادفين إلى خلق فتنة طائفية في البلاد.

وفي مقبرة “السياسب” بالمبرز بالأحساء، دُفن الشهيد الشاب علي السليم٬ وسط حضور كبير، وألقى السيد علي الناصر، كلمة أكد فيها أهمية الوحدة الوطنية٬ ودحر الفتنة التي يستهدف المتطرفون إشعالها.

ودفن «الشهيدان» أيمن العجمي وبثينة العباد، في “سيهات” بمحافظة القطيف٬ في حين نُقل «الشهيد» عبد الستار البوصالح بعد تشييعه إلى مسقط رأسه في مدينة المبرز بالأحساء.

واستنكر عدد كبير من أبرز الكتاب السعوديين هذا الاعتداء الإرهابي الأثيم، فقال الكاتب الكبير تركي عبدالله السديري، في مقال له بصحيفة الرياض، “إن الجهل الداعشي المتخلّف يحاول أن يصنع بيننا الكره والبغضاء، ولكن المملكة أعظم من ذلك، والسبب أن هذا التصرف هو دخيل وليس له أصل أو أي حقيقة بيننا”، وأكد “السديري” على أن “المملكة تتشرف برفع لواء الإسلام كشعار وراية لنظامها ودستورها وقضائها دون أن تترك فرصة للكارهين والمغرضين أن ينالوا من الإسلام عبر هذه القلة الجاهلة في ظل وجود الغالبية العاقلة بقيمة العدالة الإسلامية التي يحاول الفكر المتعسّف تصويرها بشكل غير إنساني وحضاري”.

كما عبّرت شخصيات وطنية ومواطنون في مواقع التواصل الاجتماعي عن رفض الإرهاب، مؤكدين على أن رجال الأمن بذلوا الكثير من الجهد في التصدي للإرهاب في مدينة سيهات في ليلة وصفت ب”الدموية”، فقال د. صادق الجبران: “قمت بزيارة والد الشهيد عبدالستار بوصالح، فوجدته صابراً حامداً محتسباً بعد سماعه لخبر استشهاد ابنه”، وقال محمد المسكين -شخصية اجتماعية-: “إن ما حصل يدل على همجية الإرهاب ودمويته، ومحاولته لتحطيم الوحدة الوطنية التي بُنيت عليها وحدة بلادنا حفظها الله من كل إرهاب أعمى”، مشيراً إلى أن مقتل الإرهابي إنجاز يحسب إلى رجال أمننا، وهو ما أراح الناس في المسجد وفي مدنية سيهات والمملكة عامة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى