إقتصادسلايدر

استعداداً لمنتدى تغير المناخ 2024 فى سمرقند.. الأمم المتحدة تشيد بجهود رئيس أوزبكستان لمواجهة التحديات البيئية في آسيا الوسطى لأجل التنمية المستدامة والازدهار

استمع

أشرف أبو عريف

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2023 ، بالإجماع قراراً تقدمت به أوزبكستان بعنوان “آسيا الوسطى في مواجهة التحديات البيئية: تعزيز التضامن الإقليمي من أجل التنمية المستدامة والازدهار”.

وجرت عملية المفاوضات الحكومية الدولية لوضع نص القرار والاتفاق عليه على مدار شهرين، وتحديدا في أكتوبر ونوفمبر في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وشارك بنشاط في المشاورات خبراء من دول من جميع قارات العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا العظمى وألمانيا وكندا وأستراليا والمملكة العربية السعودية ومصر والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وغيرها. ونتيجة لذلك، قدم ممثلو أكثر من 100 دولة مقترحات عديدة لملء النص بمحتوى محدد وتحقيق توافق عالمي في الآراء.

* الأجندة الخضراء لآسيا الوسطى

ويشير القرار على وجه التحديد إلى عدد من مبادرات رئيس أوزبكستان، شوكت ميرضيائيف، بما في ذلك “الأجندة الخضراء لآسيا الوسطى” ودورها في تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة. وفي القرار، رحبت الدول الأعضاء بمبادرة أوزبكستان لعقد المنتدى الدولي للمناخ في سمرقند في عام 2024. وتم إيلاء اهتمام خاص للجهود المبذولة للتخفيف من عواقب جفاف بحر الآرال، مع التركيز بشكل خاص على أنشطة الأمم المتحدة عبر الصندوق الاتئماني المتعدد لشركاء الأمن البشري في منطقة بحر الآرال، الذي أنشئ بمبادرة من رئيس أوزبكستان. ووجه نداء إلى المجتمع الدولي لمواصلة دعم هذا الصندوق. وتشير الوثيقة إلى أهمية إدخال أساليب مبتكرة وتكنولوجيات جديدة في مكافحة التصحر وتدهور الأراضي حظى بالتقدير والناجح لأول مرة في آسيا الوسطى للدورة الحادية والعشرين للجنة مراجعة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والاجتماع رفيع المستوى بشأن مكافحة العواصف الرملية والترابية يومي 13 و17 نوفمبر في سمرقند.

* مهام محددة

ويتضمن القرار مهام محددة لمواجهة التهديدات المناخية والبيئية بشكل فعال في آسيا الوسطى، بما في ذلك تنمية الزراعة المستدامة والمناظر الطبيعية والاستخدام الرشيد للموارد المائية وكفاءة الطاقة وإعادة تدوير النفايات وتنمية السياحة المستدامة وإنشاء “المدن الذكية” و النقل المستدام.

* توصيات

وأوصت الجمعية العامة بأن تواصل منظومة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والمالية والقطاع الخاص والمستثمرين والجهات المانحة تعبئة الموارد وبناء القدرات وتقديم المساعدات لمعالجة المشاكل البيئية في آسيا الوسطى.

ويحدد القرار أيضًا مبادرات كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان في مجال حماية البيئة.

وتم تقديم الوثيقة نيابة عن جميع دول آسيا الوسطى. وكان من بين مقدمي القرار أيضًا دول مثل ألمانيا وسويسرا وتركيا والصين وسنغافورة والمجر وفيتنام وأذربيجان وأرمينيا وماليزيا وإندونيسيا ومصر والأردن وباراجواي (التي تشمل ممثلين عن جميع المجموعات الإقليمية للأمم المتحدة).

* تغير المناخ

وعقب اعتماد القرار، نشرت خدمة أخبار الأمم المتحدة مقالا بعنوان “تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا لمكافحة المشاكل البيئية في آسيا الوسطى”. ويشير إلى أن تغير المناخ يمثل إحدى أكثر المشاكل تعقيدا في عصرنا ويخلق صعوبات خطيرة أمام التنمية المستدامة لجميع البلدان. وكما جاء في المنشور، أشار الرئيس شوكت ميرضيائيف، أثناء حديثه في الأمم المتحدة في سبتمبر، إلى أنه خلال الثلاثين عامًا الماضية ارتفعت درجة حرارة الهواء في المنطقة بمقدار درجة ونصف. ونقلت البوابة عن رئيس أوزبكستان: “هذا ضعف متوسط الاحتباس الحراري العالمي”. “ونتيجة لذلك، اختفى حوالي ثلث إجمالي مساحة الأنهار الجليدية.” ويقتبس المقال أيضًا كلمات الرئيس شوكت ميرضيائيف بأنه إذا استمر هذا الاتجاه، ففي العشرين عامًا القادمة قد ينخفض تدفق نهرين كبيرين في المنطقة – آمو داريا وسيرداريا – بنسبة 15 بالمائة. وأضاف في ذلك الوقت: “من المتوقع أن ينخفض نصيب الفرد من المياه بنسبة 25 في المائة، وأن ينخفض إنتاج المحاصيل بنسبة 40 في المائة”، داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة.

إشادة بالرئيس ميرضيائيف

وقد أعرب ممثلو وكالات الأمم المتحدة المتخصصة بشأن القرار عن تقديرهم لمبادرة أوزبكستان وقدموا التهاني الصادقة لقيادة أوزبكستان وشعبها المتعدد الجنسيات.

وقالت رئيسة البرنامج الاستشاري الفني للأمم المتحدة بشأن المياه، ليان بورني:

– نرحب باعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة “آسيا الوسطى في مواجهة التحديات البيئية: تعزيز التضامن الإقليمي من أجل التنمية المستدامة والازدهار”. إن النقاط الرئيسية المبينة في هذا القرار المهم، مثل الاستخدام الرشيد للموارد المائية، والقضاء على الفقر، والحفاظ على النظام البيئي وتعزيز الأمن الغذائي، تتماشى مع ولاية وأهداف لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية.

بالإضافة إلى ذلك، أود أن أعرب بشكل منفصل عن سعادتي بوجود الرئيس شوكت ميرضيائيف على المبادرة التي طرحها، والتي أدت إلى اعتماد هذا القرار المهم الذي جاء في الوقت المناسب والذي يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة التحديات البيئية في آسيا الوسطى، فضلا عن تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتكيف مع تغير المناخ.

وتلعب أوزبكستان دورًا رئيسيًا في تعزيز التعاون عبر الحدود في الحد من مخاطر الكوارث في المنطقة. وفي عام 2021، عُقد في طشقند اجتماع لوزراء حالات الطوارئ في آسيا الوسطى، تم خلاله اعتماد الاستراتيجية الإقليمية للحد من مخاطر الكوارث في آسيا الوسطى لأول مرة وبالإضافة إلى المنتديات الإقليمية، تساهم أوزبكستان في الجهود العالمية المبذولة في مجال الحد من الكوارث الطبيعية.

وضافت بورنى “نأمل أن تواصل أوزبكستان نشاطها في هذا الاتجاه، بما في ذلك من خلال الانعقاد الناجح للمنتدى الدولي للمناخ في سمرقند في عام 2024.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى