رأى

الإجراءات الانتقامية المحتملة لإيران ضد الهجوم الإسرائيلي الأخير

استمع

بقلم: أحمد مصطفى

مقدمة:

إن العلاقة بين العالم الغربي وإسرائيل هي علاقة مثيرة للجدل، حيث تشكل قضية دعم إسرائيل ضد حماس مصدراً دائماً للنقاش. وكانت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة في المقام الأول، من أشد المؤيدين لإسرائيل منذ فترة طويلة، حيث تقدم لها المساعدة العسكرية والدعم السياسي والغطاء الدبلوماسي على الرغم من الانتقادات الدولية. ومن الممكن أن ننظر إلى هذا الدعم الذي لا يتزعزع باعتباره صراعاً من أجل أجندة العالم الغربي وقوته في الشرق الأوسط في مواجهة القوى الجديدة (الصين، وإيران، وروسيا).

أحد الأسباب الرئيسية للدعم الغربي لإسرائيل ضد حماس هو الخوف من فقدان النفوذ والسيطرة في المنطقة. كان الشرق الأوسط لفترة طويلة منطقة استراتيجية للقوى الغربية، مع احتياطياته النفطية الهائلة وموقعه الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا وأفريقيا. ومن خلال دعم إسرائيل، يحافظ العالم الغربي على حليف قوي في المنطقة ويضمن حماية مصالحه.

علاوة على ذلك، يمكن النظر إلى الدعم الغربي لإسرائيل كوسيلة لتعزيز أجندتها في الشرق الأوسط. لقد كانت إسرائيل منذ فترة طويلة لاعباً رئيسياً في المنطقة، وقد أتاحت لها علاقاتها الوثيقة مع القوى الغربية تعزيز مصالحها.

ومع ذلك، فإن هذا الدعم الثابت لإسرائيل قوبل أيضًا بالانتقادات وردود الفعل العنيفة. وقد أدى الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس إلى وقوع العديد من انتهاكات حقوق الإنسان وسقوط ضحايا من المدنيين، مما أدى إلى اتهامات للدول الغربية بالتواطؤ في هذه الفظائع. ويرى كثيرون أن دعم العالم الغربي لإسرائيل ضد حماس يرتكز على مصالح جيوسياسية، مما يؤدي إلى تزايد التوتر والاستياء تجاه العالم الغربي في الشرق الأوسط.

لماذا يشعر نتنياهو بالخوف بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على القنصلية الإيرانية في دمشق؟

أثار الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق قلقا دوليا، خاصة بين المشاركين في الصراع الدائر في سوريا وغزة. ويشعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقلق بشكل خاص لأن الهجوم أدى إلى تصعيد التوترات بين إسرائيل وإيران، العدوين اللدودين في الشرق الأوسط.

وقد نقل الهجوم الصراع إلى مستوى جديد، حيث كان بمثابة ضربة مباشرة للأراضي الإيرانية، وهو ما لم تفعله إسرائيل في السنوات الأخيرة. وقد يؤدي ذلك إلى انتقام إيران، الأمر الذي قد يكون له تداعيات خطيرة على إسرائيل.

كما أثارت تصرفات إسرائيل مخاوف دولية، مع انتقادات وإدانات من دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. واعتبر الهجوم انتهاكًا لسيادة سوريا، وأدى إلى توتر علاقة إسرائيل الهشة مع الدول المجاورة، وهدم أي تطبيع محتمل مع المملكة العربية السعودية. وقد يؤدي ذلك إلى عزل إسرائيل في المجتمع الإقليمي والدولي والإضرار بسمعتها بشكل أكبر.

كما لفت الهجوم الانتباه إلى تورط إسرائيل في الصراع السوري، والذي يحاول نتنياهو بقاءه طي الكتمان. وتنفذ إسرائيل غارات جوية في سوريا منذ سنوات، مستهدفة مواقع إيرانية وحزب الله. لقد كشف هذا الهجوم على القنصلية الإيرانية عن العمليات السرية لإسرائيل في سوريا ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من التعقيدات وردود الفعل العنيفة من المجتمع الدولي.

بالإضافة إلى ذلك، ينقسم الجمهور الإسرائيلي حول دعمه للضربة، حيث أشاد البعض بها باعتبارها إجراء ضروريًا للأمن بينما انتقدها آخرون لاحتمال إثارة حرب مع إيران. ويجب على نتنياهو الآن أن يتنقل بين التوازن الدقيق بين استرضاء مؤيديه وتجنب المزيد من الصراع مع إيران، لأن هذا الهجوم غير المبرر يمكن أن يعفيه من القيادة ويؤثر بشكل دائم على هجومه على غزة.

وسائل الإعلام الإيرانية وكبار المسؤولين يمهدون الطريق لهجوم انتقامي إيراني ضد أهداف إسرائيلية كبيرة

أثار الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أسفر عن مقتل دبلوماسيين ومدنيين، تصاعدا في الخطاب والاستعدادات لهجوم انتقامي ضد أهداف إسرائيلية. وقد أدان المجتمع الدولي هذا الهجوم على نطاق واسع واعتبره عملاً عدوانيًا مباشرًا من جانب إسرائيل. وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى العداء الطويل الأمد بين البلدين واتهمت إسرائيل بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة من خلال استهداف المصالح الإيرانية. ويأتي هذا الهجوم بعد أيام فقط من شن إسرائيل غارات جوية على أهداف إيرانية في سوريا، مما زاد الزيت على النار.

وأدان كبار المسؤولين الإيرانيين الهجوم وتعهدوا باتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة ضد المسؤولين عنه. وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيانا أدانت فيه الهجوم ودعت إلى إجراء تحقيق فوري لتحديد هوية مرتكبيها ومعاقبتهم. كما تعهد وزير الدفاع محمد رضا أشتياني بالرد على إسرائيل بسبب تصرفاتها “الجبانة”، وحذر من أنها ستدفع ثمنا باهظا مقابل أفعالها.

وتعمل الحكومة الإيرانية على حشد الدعم من الدول الأخرى في المنطقة، وخاصة تلك المستهدفة بالعدوان الإسرائيلي. لقد تواصلوا مع سوريا ولبنان والعراق، وجميعهم أدانوا الهجوم وأعربوا عن تضامنهم مع إيران. ويستعد الجيش الإيراني أيضًا لضربة انتقامية محتملة ضد أهداف إسرائيلية، من خلال إجراء تدريبات وتدريبات عسكرية. وأصدر الحرس الثوري الإيراني، الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية، بيانا تعهد فيه بالانتقام من الهجوم والدفاع عن المصالح الإيرانية بأي ثمن.

إسرائيل متورطة دائمًا في دعم هجمات داعش الإرهابية ضد إيران وروسيا مؤخرًا

وقد شاركت إسرائيل في دعم الهجمات الإرهابية التي ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) داخل إيران وروسيا لسنوات. وفي يونيو 2021، كشف مسؤول إيراني كبير أن إسرائيل كانت وراء عدة انفجارات في المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك محطة نطنز النووية، مما تسبب في أضرار كبيرة للمنشآت وإبطاء برنامج إيران النووي. تشكل هذه الهجمات تهديدًا للأمن القومي الإيراني ولديها القدرة على تصعيد التوترات في المنطقة وتؤدي إلى صراع شامل.

كما شاركت إسرائيل في دعم هجمات داعش في روسيا، مع اكتشاف أدلة في عام 2018 على أن القوات الإسرائيلية كانت تقدم الأسلحة وأشكال الدعم الأخرى لمقاتلي داعش في جنوب سوريا. وساعد هذا الدعم الجماعة الإرهابية على تحقيق مكاسب على الأرض وتنفيذ هجمات في المنطقة، مما تسبب في الفوضى وعدم الاستقرار. اعترف مسؤولون إسرائيليون علناً بتقديم العلاج الطبي لمقاتلي داعش في مستشفياتهم، مما سلط الضوء بشكل أكبر على تورطهم في دعم هذه الجماعة الإرهابية.

الأسباب وراء دعم إسرائيل لهجمات داعش في إيران وروسيا متعددة الأوجه. أولاً، ترى إسرائيل أن إيران تشكل تهديداً كبيراً لأمنها القومي وتحاول منذ سنوات تقويض برنامجها النووي. ثانياً، تشعر إسرائيل بالقلق من نفوذ روسيا المتزايد ووجودها في الشرق الأوسط، ويمكن اعتبار دعم هجمات داعش في المنطقة وسيلة لمواجهة ذلك.

ومع ذلك، فإن تصرفات إسرائيل لها عواقب خطيرة ليس فقط على إيران وروسيا، بل على العالم أجمع. ومن خلال دعم الهجمات الإرهابية، تعمل إسرائيل على تغذية العنف وعدم الاستقرار في المنطقة، وهو ما قد يمتد إلى بلدان أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن أفعالهم تتعارض مع القوانين والأعراف الدولية، حيث يعتبر دعم الجماعات الإرهابية جريمة جنائية.

هل سترد إيران على الهجوم الإسرائيلي الأخير على قنصليتها كما فعلت من قبل ضد أهداف للولايات المتحدة؟

مع استمرار تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت إيران ستنتقم من الهجوم الأخير على قنصليتها في دمشق، تمامًا كما فعلت ضد الولايات المتحدة في قاعدة عين الأسد في وقت سابق من عام 2020 بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني. . واستهدف الهجوم الإسرائيلي، الذي وقع يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر، القنصلية الإيرانية في دمشق، ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمبنى. وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل المصالح الإيرانية في سوريا، حيث تشن إسرائيل غارات جوية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في البلاد منذ عدة سنوات. ومع ذلك، أثار هذا الهجوم على بعثة دبلوماسية مخاوف بشأن احتمال نشوب صراع أكبر بين البلدين.

وأدى الهجوم الأخير على القنصلية الإيرانية في دمشق من قبل القوات الإسرائيلية مرة أخرى إلى تفاقم التوترات بين البلدين. وهذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها إيران هدفاً لهجوم إسرائيلي، ويبقى أن نرى كيف سترد إيران. وفي الماضي، انتقمت إيران من الولايات المتحدة بسبب أعمال مماثلة، مثل الهجوم على قاعدة عين الأسد في العراق.

وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كانت إيران ستختار الرد على إسرائيل بالمثل. وقد اعتبر الكثيرون الهجوم على القنصلية في دمشق بمثابة استفزاز مباشر من قبل إسرائيل، ومن المرجح أن تشعر إيران بالحاجة إلى الرد بطريقة ما. ومع ذلك، فإن الوضع معقد بسبب حقيقة أن كلاً من إيران وإسرائيل انخرطت في حرب بالوكالة في سوريا، ودعمت الأطراف المتعارضة في الصراع المستمر.

وهذا يجعل من الصعب التنبؤ بالطريقة التي ستختار بها إيران الرد، لأنها قد لا ترغب في تصعيد الصراع أكثر في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، أدى الاغتيال الأخير لعالم نووي إيراني كبير إلى زيادة التوترات بين البلدين، وقد ترى إيران في ذلك فرصة للرد على إسرائيل. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن إيران تعرضت للعديد من العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية من المجتمع الدولي، مما قد يؤثر على قرارها بشأن كيفية الرد على الهجوم.

في نهاية المطاف، من المستحيل أن نقول على وجه اليقين كيف سترد إيران على الهجوم الإسرائيلي الأخير على قنصليتها في دمشق، ولكن من الواضح أن الوضع متقلب ويمكن أن يتصاعد إلى صراع أكبر.

الولايات المتحدة ترغب ضمنيًا في تأديب نتنياهو بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق

أثار الهجوم الإسرائيلي الأخير على القنصلية الإيرانية في دمشق غضباً دولياً، وكانت الولايات المتحدة واحدة من أشد المنتقدين. وقد أدانت الولايات المتحدة الهجوم، الذي أدى إلى مقتل العديد من المسؤولين الإيرانيين، ووصفته بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي وتصعيد خطير للوضع المتوتر بالفعل في الشرق الأوسط. باعتبارها حليفًا قويًا لإسرائيل، واجهت الولايات المتحدة ضغوطًا لاتخاذ إجراءات ضد الحكومة الإسرائيلية وزعيمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. يعتقد الكثيرون في الحكومة الأمريكية أن نتنياهو قد ذهب بعيداً في تصرفاته العدوانية ضد إيران، ويطالبون الآن بالانضباط وعواقب أفعاله.

كانت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل معقدة دائمًا، حيث تقدم الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا وماليًا كبيرًا لإسرائيل بينما تحاول أيضًا الحفاظ على التوازن في المنطقة. ومع ذلك، فإن الهجوم الأخير على القنصلية الإيرانية دفع الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم علاقتها مع إسرائيل وتصرفات زعيمها. ودعا بعض كبار المسؤولين إلى الانضباط وعواقب نتنياهو، واقترحوا قطع أو تقليص المساعدات لإسرائيل كشكل من أشكال العقاب.

كما دعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في الهجوم على القنصلية الإيرانية، بحجة أنه من المهم تحديد مدى تورط إسرائيل ومحاسبة المسؤولين عن أفعالهم. هناك قلق متزايد من أن تصرفات نتنياهو يمكن أن تؤدي إلى صراع أكبر في المنطقة، مع عواقب مدمرة ليس فقط على إسرائيل وإيران، ولكن أيضًا على الولايات المتحدة ودول أخرى.

لا إيران ولا الولايات المتحدة ترغبان في توسيع نطاق الحرب في الشرق الأوسط

كانت التوترات بين إيران والولايات المتحدة مرتفعة لعقود من الزمن، حيث انخرط البلدان في مواجهات عسكرية وسياسية. وعلى الرغم من هذه التوترات، لا ترغب إيران ولا الولايات المتحدة في توسيع نطاق الحرب في الشرق الأوسط. إنهم يدركون العواقب المدمرة للحرب في المنطقة، التي عانت بالفعل من سنوات من الصراع، مما أدى إلى عدد لا يحصى من الوفيات والدمار.

يمكن أن يكون للحرب المحتملة في الشرق الأوسط عواقب بعيدة المدى، مثل تعطيل إمدادات النفط العالمية، والتأثير على الاقتصاد العالمي، وربما تؤدي إلى صراعات أوسع تشمل دولًا أخرى. تتمتع إيران والولايات المتحدة بميزة واضحة في أي حرب محتملة، حيث تمتلك الولايات المتحدة قدرات عسكرية وتكنولوجية متفوقة، بينما تمتلك إيران جيشًا مدربًا جيدًا وشبكة قوية من الحلفاء في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، لدى كل من إيران والولايات المتحدة قضايا محلية ودولية ملحة أخرى تتطلب اهتمامهم، مثل العقوبات الاقتصادية والتوترات السياسية والاضطرابات الاجتماعية. إن اندلاع حرب في الشرق الأوسط من شأنه أن يحول الموارد والاهتمام والجهود بعيداً عن هذه القضايا الملحة، وهو أمر لا يستطيع أي من البلدين تحمله في الوقت الحالي.

على الرغم من التوترات المستمرة، أبدت كل من إيران والولايات المتحدة استعدادًا للمشاركة في الجهود الدبلوماسية والمفاوضات لحل خلافاتهما، مما يشير إلى الرغبة في إيجاد حل سلمي لصراعاتهما.

إن الصراعات الحالية في أوكرانيا وغزة هي الألم المخاض لنظام عالمي جديد مع القوى العالمية الجديدة

إن الأحداث الجارية حالياً في أوكرانيا وغزة ليست مجرد صراعات معزولة، بل هي في واقع الأمر أعراض لتحول أكبر في بنية القوة العالمية. وكان صعود القوى العالمية الجديدة، مثل الصين وروسيا والبرازيل وإيران وجنوب أفريقيا، بمثابة تحدي لهيمنة القوى الغربية التقليدية، مما أدى إلى صراع على السلطة والتنافس على الموارد والنفوذ. وقد خلق هذا بيئة دولية متقلبة وغير مؤكدة، مع اندلاع الصراعات والتوترات في مناطق مختلفة.

وفي أوكرانيا، تصاعد الصراع على السلطة بين روسيا والغرب إلى أزمة شاملة، مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. ولا يدور هذا الصراع حول علاقة أوكرانيا بروسيا فحسب، بل يدور أيضاً حول المنافسة الجيوسياسية الأوسع بين روسيا والغرب. ويرى الغرب في تصرفات روسيا تهديدا لنفوذه في المنطقة، في حين تشعر روسيا بأنها محاصرة من قبل حلف شمال الأطلسي وتخشى خسارة مصالحها الاستراتيجية في أوكرانيا. وقد أدى الصراع المستمر إلى أزمة إنسانية، حيث فقد الآلاف من الأرواح وتشرد الملايين.

وعلى نحو مماثل، كان الوضع في غزة نتيجة للصراع على السلطة بين إسرائيل وفلسطين، حيث يتنافس الجانبان على السيطرة والاعتراف. ومع ذلك، فإن هذا الصراع يتأثر أيضًا بلاعبين أكبر، مثل الولايات المتحدة وإيران، الذين يدعمون أطرافًا مختلفة لتحقيق مصالحهم الاستراتيجية الخاصة. إن أعمال العنف الأخيرة في غزة، والتي أودت بحياة مدنيين أبرياء، هي مظهر مأساوي لهذا الصراع المستمر على السلطة.

إن كل من أوكرانيا وغزة مجرد أمثلة على الآلام التي يواجهها النظام العالمي الجديد، حيث تخضع ديناميكيات القوة التقليدية للتحدي وإعادة التعريف. لقد أدى صعود القوى العالمية الجديدة إلى إضعاف هيمنة الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، مما أدى إلى عالم أكثر تعددية الأقطاب. وقد أدى هذا التحول إلى خلق فراغ في السلطة، والذي ملأته قوى إقليمية والجهات الفاعلة غير الحكومية، مما زاد من تعقيد المشهد العالمي.

علاوة على ذلك، لعب الترابط الاقتصادي بين البلدان أيضًا دورًا مهمًا في هذه الصراعات. ومع ازدياد ترابط الاقتصاد العالمي، تصبح المنافسة على الموارد والأسواق أكثر حدة. وقد أدى ذلك إلى قيام البلدان باستخدام الوسائل الاقتصادية، مثل العقوبات التجارية والاعتماد على الطاقة، كأدوات لاستعراض القوة والسيطرة عليها. وفي حالة أوكرانيا، استخدمت روسيا موارد الطاقة لديها كوسيلة ضغط، بينما في غزة، فرضت إسرائيل حصاراً لممارسة الضغط على حماس.

في الختام، في حين أن التوترات بين إيران والولايات المتحدة لا تزال مرتفعة، فمن الواضح أن أياً من البلدين لا يرغب في توسيع نطاق الحرب في الشرق الأوسط. إن العواقب المدمرة، والتداعيات العالمية، والافتقار إلى الميزة الواضحة، والقضايا الملحة الأخرى، والاستعداد للانخراط في الدبلوماسية، كلها عوامل تساهم في هذا التردد. ومن الضروري أن يواصل الجانبان السعي إلى إيجاد حلول سلمية وتجنب أي أعمال قد تؤدي إلى مزيد من تصعيد العنف في المنطقة المضطربة بالفعل. إن الصراعات في أوكرانيا وغزة هي من أعراض تحول القوى العالمية بسبب القوى العالمية الجديدة والتغيرات الاقتصادية. ويجب على القادة إيجاد طرق سلمية وبناءة لإدارة هذه الصراعات، وتعزيز نظام عالمي أكثر استقرارا وعدلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى