رئيس التحريرسلايدرسياسة

“المُناغشة” بريئة من سُم قلم!

استمع

صورة يحلم بها العرب والإنسانية العالمية.. متى تتحقق؟

رئيس التحرير يكتب

لا شك أن التبعية الفكرية تُفقد المقال مضمونه الراقى الذى هو حق أصيل للقارئ وما دون ذلك فهو استخفاف لوقت القارئ وفكره.. قرأت فى الزميلة “الأهرام” أمس يوم مولدى تعريف “المناغشة” والذى جاء فى غير موضعه تماماً لأن الكلمة دائماً ما تأتى ترجمة لمشاعر وجدانية أصيلة بين حبيبن خاصة فى إطار العشق المباح سواء لبنى البشر أو الشجر أو الحيوان أو حتى الحجر..

أما أن تقترن كلمة “مناغشة” بخصمين لدودين على مر الزمان خاصة وبعد بعثة الرسول الأعظم محمد (ص) والفرق بين الصحابى سلمان الفارسى والأوس والخزرج.. فالأول يمثل بلاد فارس والآخرين هم يهود يثرب آنذا.. الأول قال عنه رسول الإنسانية “سلمان منا آل البيت”.. أما يهود يثرب رؤوس الصهيونية العالمية فقد دحرهم الرسول محمد واقتلعهم من المدينة المنورة بعدما نقضوا العهود مراراً مع المسلمين وحاولوا تكراراً قتل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم..

ولطالما استخدمنا هذه الكلمة البريئة “المناغشة” فى موضعها الغزل الحميد والذى يسفر عن تزاوج روحين يخرج من صلبهما بنات وبنين هم عماد أمة آدم وحواء وكانت الكلمة البريئة محل جمع أبو وأم البشر.. وعليها قامت الخليقة..

والحقيقة أن كلتا الدولتين، سواء إيران أو إسرائيل، محل الإستخفاف ووصفهما ب”المتناغشين” مع الفارق فى الشكل والمضمون إلا أنهما تفوقا بفارق كبييييييير عن دول الجوار عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً رغم ثروات دول الجوار الهائلة تحت وفوق الأرض..

فالأولى، أى إيران،  رغم حصار 45 سنة لكافة وسائل الحياة إلا أنها أمست قوة مهابة عسكرياً ومقدرة علمياً وهذا يتحسد فى منشئاتها السلمية باعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنعم باقتصاد هائل ضاربة عُرض الحائط بالعقوبات الصهيو أمريكية..إلخ.

أما الثانية، أى إسرائيل، فقد استطاعت سرقة وطن بشحمه وعظمه ل107 سنة مقابل اللعب على غريزة العرب الجنسية ولا زالت وأضحت قوة نووية وحيدة تخيف العرب وإلا..! 

ومن المؤكد أن إيران الإسلامية أبناء سلمان الفارسى تعمل منذ اعتناقها الإسلام، خاصة منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية فى 1979م وكان الرئيس جمال عبد الناصر خير داعم للمعارضة الإسلامية قبل قيام الثورة نكاية فى الشاه محمد رضا بهلوى التابع لأمريكا وإسرائيل، على نُصرة الإسلام وعزة المسلمين.

إلا أن نتيجة الفشل الذريع ل45 سنة لإسقاط نظام الإمام الخومينى ومن بعده الإمام خامنئى والذى رأيناه فى حرب الخليج الصدامية المفروضة والمدعومة خليجيا وانقلاب الرئيس صدام حسين على أُسرْ الخليج بعدما اكتشف أنه كان محل مؤامرة بشراكة غربية ل8 سنوات. وكانت فرصة سانحة لإيران قبول عرض الرئيس صدام حسين الشراكة مع العراق لغزو بلاد الخليج العرب لو أن النظام الإيرانى يعمل بنظرية توسيد المذهب الشيعى على السُنى كما يروج العرب أن أساس الخلاف بين الضفة الشرقية والضفة الغربية للخليج الفارسى مسألة سُنة وشيعة.. إلا أن إيران رفضت آنذاك الفرصة الذهبية كما وصفها بعض الساسة فقط لتؤكد أن الثورة الإسلامية الإيرانية قامت لسلامة وتأمين دول الجوار المسلمة..

أما المستفيد الوحيد من خلق هُوة الخلاف بين إيران وإسرائيل ومعها العرب فى صفها، فهى بلا شك الولايات المتحدة الأمريكية والغرب معها.. فكم من بلايين الدولارات جمعتها ولازالت حتى اليوم وستزال لطالما ارتضى العرب التبعية للصهيونية العالمية..

ما يجرى اليوم ل200 يوم من إبادة جماعية مكتملة الأركان بحق الإنسانية العالمية فى شخص غزة العرب والمسلمين لهو نُبلْ معهود لإيران المدافعة عن عِرض الأقصى والمسلمين وفى نفس الوت وصمة عار فى جبين العرب وسائر المسلمين، بل وصل الأمر أن حكومة نتن ياهو المتطرفة تحرق وتهتك وتقذف وتُغرق أهل فلسطين بشراكة إبراهمية خادعة.. 

ولعل فى علامات استفهام وردود د.حمود النوفلى المنطق الشافى لمن له ظل تعليقاً على نظرية “المناغشة” بمفهوم قلم مسموم وبعد أن كثر اللغط حول الضربة الصاروخية التي نفذتها إيران على الكيان الصهيونى والعكس:

✅لماذا ضربت إيران؟

ضربت بعد ضرب سفارتها بدمشق، وبعد أن طالبت مجلس الامن بإدانة ذلك ورفض، ولو تمت الإدانة فيتحمل الكيان الصهيوني دفع تعويضات واعتذار ووعد بعدم التكرار، إيران طلبت ذلك من مجلس الأمن لأجل إحراجهم وتحملهم المسؤولية في حال ردت بنفسها، فلن يصدر المجلس قرار ضدها.

✅لماذا تحدثت أنها سوف تضرب ولم تضرب فجأة؟

لأن لا بد أن تنور شعبها وتضعه في العلم حتى يكون على استعداد وكذلك لتحصل على تفويض شعبي وهذا ما حصل، كذلك حتى تستعد دفاعيا بكل القطاعات لردة الفعل، فيحتاج أن تعلن الطوارئ وتجهز كل القوات لاحتمال مقابلة الرد برد آخر،

كذلك هي مضطرة لإبلاغ دول الجوار بأنها سوف تضرب دون أن تخبرهم بالتفاصيل، والسبب في ذلك لأن صواريخها سوف تعبر أجواء تلك الدول ولو ضرب بطائرة مدنية أو عسكرية فهنا يعد انتهاك وهي من ستتحمل التعويضات والاضرار السياسية وكذلك يمكن الرد عليها عسكريا، لذلك عندما اخبرتهم استطاعوا منع الطيران المدني حتى لا يحدث ضرر، فهي تفكيرها إيماني لا يجوز تتسبب صواريخها في قتل مدنيين ليس لهم ذنب.

✅لماذا إيران لم تستخدم لبنان وسوريا؟

لأن لا تود أن تحرج هذه الدول وتسبب لها تدمير، وكذلك هذه الاسلحة غير موجودة بهذا العدد والقوة بأراضي هذه الدول

✅لماذا استخدمت مسيرات تأخذ ساعات حتى تصل وبالتالي سهل الاستعداد لها؟

لأن كل المسيرات بطيئة والمسافة التي تقطعها ليست بسيطة، وهي استخدمت المسيرات لسببين الأول لأجل تفريغ أنظمة الدفاع قبل أن تصل الصواريخ البالستية، والثاني لأنها تكون بعلو منخفض ويصعب علي الرادارات كشفها. 

✅هل هناك اتفاق مع امريكا على الضربة؟

إيران وامريكا كلاهما لا يريدا حربا مفتوحة، وإيران لا يسمح لها القانون الدولي ولا شعبها بشن حرب شاملة كرد على قصف موقع واحد( السفارة)، في قواعد الاشتباك العسكري القانون يسمح لك الرد بذات الحجم والقدر كرد اعتبار ولتحقيق الردع، فإيران اخبرت امريكا بألا تشارك وترد لأن ضربتها محدودة وليست مستمرة كحرب شاملة، والدول الكبرى معلوم أنها تنسق فيما بينها حول ذلك ولو كانوا أعداء، فامريكا وروسيا بينهما حرب في اوكرانيا ولكن بينهما تنسيق شبه يومي وسفارة روسيا وبعثتها بامريكا تتولى التنسيق، وكذلك مع الصين وامريكا، فهذا التنسيق يجنب العالم الكوارث، ولا يعني أنهم أصدقاء. 

✅هل إيران ابلغت الدول أو امريكا بالموقع والطائرات الخ؟

لا طبعا كل ذلك كان سريا، لذلك الكيان عطل كل شيء ودخل في الملاجئ. 

✅هل صحيح أنه تم اعتراض المسيرات والصواريخ؟

تم اعتراض بعضها، لأن فرنسا وبريطانيا ودول عربية وامريكا جميعهم شاركوا بالتصدي، ومع كل تلك الدفاعات وصلت الصواريخ البالستية وضربت القاعدة المستهدفة والمطار، والجميع شاهد سقوطها، وإيران اعلنت أنها فقط حددت موقعين للضربة والتي منها انطلقت الضربة لسفارتها، فهي حذرة وتحترم القانون الدولي حتى لا تعطي للكيان وامريكا ذريعة بتشكيل تحالف دولي بضربها. 

✅هل حدثت إصابات وتدمير؟

نعم حصل ذلك وهذه الصواريخ تزن 500 كلم والساذج الذي يتوقع أنها لم تدمر ما سقطت عليه، والكيان أقر أنها اصابت القاعدة والمطار ولم تخطيء الهدف، أما عن الاعتراف بذلك من الكيان فهذا أمر لا يتوقعه إلا جاهل، فقتلى صواريخ صدام اعلنت عنهم بعد 30 سنة، والقسام يعرض لنا قتل جنودهم بالصوت والصورة والعدد ولم يقروا بذلك إطلاقا، ولا يسمح لأحد بنشر ما حدث، وإيران لديها استخبارات قوية وأعلنت عن عدد الضباط الذين قتلوا وكذلك تدمير الطائرات في مرابضها. 

✅هل ما قامت به إيران يستحق الإشادة والفخر؟

نعم نعم فالكيان الصهيوني لا يجرؤ أحد على ضربه ب330 مسيرة وصاروخ وبمواقع عسكرية، إنجاز لأنها وصلت وقدرت تضرب الكيان المحمي من محيطه العربي، ومع طول المسافة 2000 قدرت أن تضرب أهدافها بدقة ولم يخطيء الهدف، رغم تشويش الجي بي أس، وإيران لديها صواريخ فرط صوتية ولكن لا ترغب في كشف كل قدراتها لأجل عملية رد محدودة. 

ويكفي أن امريكا تبرأت عن الرد وقالت لن ترد.

✅هل هذه الضربة خدمت النتن؟

كلا وما يقول ذلك إلا مغفل، فتعرضه لهذا الإذلال والدول تدافع عنه كلها ومع ذلك انضرب،فقوة الردع التي يخيف بها العرب سقطت،وهذه لا يقل تأثيرها عن 7 أكتوبر،وسيحمل النتن مسؤولية تهوره بضرب السفارة وخطأ تقديره لرد إيران.

✅لماذا رأينا حسابات عربية تسخر وتقلل؟

لأن هذه أكبر صدمة للأنظمة العربية التي تحاول لعقود تشيطن إيران،فيخشون أن تصبح إيران البطل القومي الذي تحبه الشعوب لأنه ضرب الكيان. 

فالمسلم الحر والشريف يفتخر ويدعم وجود دولة إسلامية تحدت غرور الغرب وضربت ذلك اللقيط.

وختاماً نختلف أو نتفق.. وحدة العرب والمسلمين الحل لتعزيز الإنسانية العالمية وتأكيد الهوية.. أما السؤال:

أين نحن العرب الأثرياء من قوة إيران وإسرائيل عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى