رأى

مصر ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية

استمع

د. احمد عبد اللاه فارس

ان تصاعد الدور العالمي للصين وتواجدها بقوه في السياسه الخارجيه والتاثير فيها بجانب الولايات المتحده وروسيا والاتحاد الاوروبي والهند وكذلك في ظل مبادرة مجتمع ذو مستقبل مشترك للبشرية يرسخ لمنظومة التعددية القطبية عالميا. خصوصا في ظل سياسات أمريكا الداعمه لإشعال فتيل الحروب في العالم شرقا وغربا فتضحي المجتمعات متفككه متصارعه لا يجمعها إلا ساحة القتال والتناحر لتضمن استمرار قطبيتها الأحادية الجانب .
وترسم بذلك صورة قاتمة للبشرية وتقطع شرايين مستقبلها لتموت مبكرا؛ في المقابل نجد مبادرة صينية تتمثل في الدفع بمجتمع المستقبل المشترك للبشرية قدما إلى الأمام من خلال تحقيق الأمن والسلام الشامل والدائم في جميع بلدان العالم والبحث عن الرخاء المشترك وتبادل المنافع بين شعوب العالم بتنمية مشتركه مربحة مع توفير ضمانات خلق فرص متساويه وتقاسم للمنافع بما يخدم الشعوب ورفاهيتها . ويحقن دماء البشريه التي تتحكم فيه مصانع الأسلحة الأمريكية عن طريق اذكا’ء نزاعات في مختلف بلدان العالم للمساهمة في زياده مبيعاتها دون توقف لحظه؛مستغلة الساسة الامريكيين في دعم مخططاتها في تقويه الصراعات.
ولم تكن مبادرة مجتمع المستقبل المشترك للبشريه التي أطلقها الرئيس الصيني في مارس 2013من موسكو مجرد شعارات بل اعتمدت على أسس وخطوات وصندوق للتعاون بقيمة 100 مليار دولار تعود فوائده واسهاماته على البشريه تنمويا وثقافيا وعلميا وتكنولوجيا وبيئيا وصحيا وأمنيا تحت أسس الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة.
ووفقا للمثال العربي رب ضارةنافعة حيث كان لجائحه كوفيد العالمية خير برهان على أهمية المجتمع ذو المستقبل مشترك للبشريه حيث أثبتت الوقائع بعد إنتشار كوفيد اهميه التعاون بين جميع البلدان لضمان سلامة كل الشعوب. وكان مثال الصديق وقت الضيق خير نموذج ينطبق على التعاون المتبادل الصيني العربي في بناء مجتمع المستقبل المشترك حيث لم تدخر الدول العربية وعلى رأسها مصر جهدا في الحفاظ على سلامة وصحة الشعب الصيني. وقدم الصينيون والعرب مساهمات إيجابية في الحفاظ على الصحة العامة في العالم .واظهرت الصين دورها القوي كقوة مسؤولة في جائحة كورونا في دعم العالم على نطاق واسع واشادت بها الشعوب العربية من خلال تقديم مساعدتها للدول في القضاء على هذه الجائحه. وساهمت في تقديم المساعدات للدول في إطار مكافحة الوباء تتمثل في توزيع لقاحات وتعاون صحي وكانت الدول الناميه في مقدمة الدول التي دعمتها الصين وعلى رأسها الدول الأفريقية. ولذا فإن المبادرة الصينية تعكس المصير الواحد للشعوب في التنمية والصحة والآمن وإن بناء مجتمع المستقبل المشترك يقدم حلولا للقضاء على القصور الأمني العالمي وتمسك بالسلام والتنمية والإنصاف والعدالة وهي نفس الركائز التي تعتمد عليها عمليه التحديث الصيني النمط وهي التعاون والآمن والسلام والتنمية. وكانت مبادرة الحزام والطريق التي تم اطلاقها في نفس عام 2013 هي المنصة العمليه للتعاون الدولي لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. وعلى مدار11 عاما تحولت الرؤية إلى واقع يشارك فيها أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم.وتدفق إلي مشروعاتها حوالي تريليون دولار أمريكي من الاستثمارات العالمية. وانتشلت المبادرة حوالي 40 مليون شخص من الفقر في البلدان الواقعة على طول الطريق.

الصين والعرب والمستقبل المشترك للبشرية

من المعلوم للعرب أن الصين تنتهج سياسة خارجية مستقلة قائمة على السلام وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية للدول .بل تدعم اعطاء الحق أولا والوقوف بجانب الدول النامية والقضايا المصيرية والوصول إلى وئام وسلام بين الدول واطفاء حرائق الحروب المشتعلة. فالصين لم تدخل في صراع أو حرب أو احتلال دولة بل ناضلت ضد الاحتلال وما زال موقف الصين مناهض للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وممارساته وحربه الاخيره ومارست من خلال سياستها الخارجية سبل الضغط لانهاء الحرب ودعم اقامة دولة فلسطينية وحق فلسطين في عضوية بالامم المتحدة.وفي الوقت نفسه عملت مع العرب في الساحات الدوليه لايقاف آلة الحرب والوصول الى مائده التفاوض وحل الدولتين مما يؤدي إلـى استقرار منطقة الشرق الأوسط برمته.
فالصين والدول العربيه تمتلك تاريخ عريق من التبادلات منذ طريق الحرير القديم ولم تتغير روح التعاون المتبادل والصداقة حتى في ظل التغييرات الكبيرة التي يشاهدها العالم .وتري أن بناء مجتمع المستقبل المشترك سيجلب فرصه تنميه هائله للصين والعرب .وأن الرغبه المشتركة للطرفين في التنمية تدفعهما بقوه لتحقيق ذلك مما سينقذ ويساعد الاقتصاد العالمي على الخروج من ازماته نحو الانتعاشه وسيؤدي إلى تعدد القطبيات في العالم.

مصر والصين ومبادرة لمستقبل المشترك

لا ينكر أحد دور مصر والصين في السعي الحقيقي نحو نشر السلام والعمل عليه الا جاحد أو جاهل .
فالدولتين دوما تعملان على حل الصراعات وتحقيق العدالة وكذلك تربطهما علاقات تاريخيه قوية وممتدة وصداقة عميقة.
فالصين تدرك جيدا أن مصر لها دور عربي ودولي وافريقي ودوري واسع. وتعلم تأثيره جيدا، ولذا قامت بالموائمه بين مبادره الحزام والطريق ورؤيه مصر 2030؛وذلك بهدف تحقيق تنمية وتعاون مشترك و منافع متبادلة.
ووجدنا و لاحظنا في أخر زيارة لوزير الخارجيه الصيني لمصر وانج وي أن الصداقه بين مصر والصين راسخه كالصخر كما شبهها الوزير. وأكد ان الصين تتطلع الى تضافر الجهود مع مصر لتحقيق هدف اقامة مجتمع صيني مصري ذو مستقبل مشترك. هذا النموذج سيكون النموذج الذي يحتذى به في بناء مجتمع صيني عربي وصيني افريقي ذو مستقبل مشترك للجميع ولعل هذا يدلل على متانه العلاقات الصينية لمصرية والنظر إلي مصر بأنها هي قاطرة بناء مجتمع ذو مستقبل مشترك للبشرية.يسعى إلى نشر الإستقرار والسلام و يحقق المنافع المتبادله والربح للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى