أعطني مسرحاً
بقلم: نرمين الحوطي
«أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما».. تلك المقولة التي يرددها العديد من المثقفين وكل مهتم بالمسرح، ومن هذا وذاك اختلف العديد في تحديد هوية قائل المقولة.
قضيتنا اليوم ليست البحث عن قائل المقولة ولا تحديد هويته، إضاءتنا اليوم عمن استفاد من المقولة وقام بتنفيذها لينشئ شعبا عظيما، تلك هي دولة الإمارات العربية المتحدة.
بالأمس القريب كنت مشاركة في مهرجان الشارقة القرائي في دورته الـ 11 برعاية عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، وكانت ندوتي التي شاركت بها مع كل من أمينة الرويمي من ليبيا وأحمد جاسم من البحرين وبإدارة مجدي محفوظ من مصر، كانت الندوة تحمل عنوان «مسرحنا الجميل»، عندما بدأت أحضر للندوة وأبحث من خلال محاورها التي كانت جميعها تنصب في قضية واحدة: كيف أن نستقطب ونرغب أطفالنا في مسرحهم؟ من تلك القضية بدأت أبحث في كل ما هو جديد واستبعد كل ما كتب في الماضي لأننا نريد أن نحاكي المستقبل.
عند البحث وجدت أخبارا عديدة وكثيرة عن بدء دولة الإمارات العربية المتحدة بوضع مادة المسرح في مناهج الدراسية كمادة مستقلة لجميع الفئات العمرية وهنا استوقفت وقمت بتجميع تلك الأخبار وبناء محاضرتي على ذلك الأساس، نعم فنحن نحاكي للمستقبل لمعالجة الحاضر، فعندما أقوم بتدريس وزرع الأسس الصحيحة للمسرح لأطفالنا نبني شعبا عظيما.
المسرح أبو الفنون، فمنه نستكشف الماضي ونقرأ من خلاله ما تحمله الحضارات من أفكار، قد يكون البعض منها اندثر وقد يكون القليل منها مازال في مسرحنا، ومن هنا وهناك يبقى عندنا القرار بمنهجية المسرح في المناهج الدراسية في دولة الإمارات العربية المتحدة قرار صائب، فمن تلك الخطوة سنزرع مبادئ وأسسا ليس فقط المسرح بل الثقافة بحد ذاتها في نفوس أطفالنا، ونقوم بتشكيل الوعي الثقافي لهم على أسس صحيحة متدرجة وفق الفئات العمرية ذلك سينتج عنه شعب واع للثقافة العالمية والعربية بل سينتج لنا مستقبلا واعيا لكل ما يقدم له من ثقافة بل وناقد ملم بكل ما هو جيد وكل ما هو رديء، ومن هنا وهناك وجدنا من قام بتطبيق الصحيح لمقولة «أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما.
مسك الختام: «إن تعليم الناس وتثقيفهم في حد ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي».. من أقوال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.