رئيس التحريرسلايدر

“لن نسمح باندلاع الحرب مع إيران”.. حكمة أم حبكة ؟!

استمع

أشرف أبو عريفصورة أشرف ابو عريف 5X5

لعله من الحكمة أن يطالعنا ولىّْ ولىّْ العهد السعودى بــ “لن نسمح باندلاع الحرب مع إيران”، بالطبع على اعتبار أن حصاد خيبة الأمل المرير فى العراق منذ الثمانينات وسوريا منذ 2011 وليبا واليمن الآن يُعد درسا كافيا لمن له ظل. فخسارة المملكة لبلايين الدولارات وكذا ملحقاتها من دول الخليج فوق ما يزيد على الثلاثين عاما نتج عنها فشل ذريع للسعودية وأخواتها سياسيا واستراتيجيا وسقوط ورق التوت عن عورات القيادات.

ولست أدرى لماذا اعتبر البعض تصريح بن سلمان بعدم سماح السعودية باندلاع الحرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنه يعبر عن انعدام توازن تام لقُوىَ التحالف السعودى وبالتالى الخشية ثم الخوف والرعب من المواجهة المرة والقاتلة على يد السلاح الإيرانى الذى لطالما عملت له ألف حساب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها رغم فرض الحصار الاقتصادى الغاشم عليها، إلا أن توقيع الاتفاق النووى الإيرانى مقابل رفع العقوبات لهو دليل دامغ على قدرة إيران على مواجهة التحديات على مدار مايقرب من 36 عاما اثبت فيها الشعب الإيرانى أنهم “قادرون” تجلى بوضوح فى النهضة التنموية فى شتى مجالات الحياة.

ومما لاشك فيه أن المملكة العربية السعودية والتى اعتاد السواد الأعظم من شعبها الرفاهية واستخدام الغير فى خدمته الحياتية بحكم الرغد النفطى وبالتالى قيام اقتصادها على يد الغير سعوديين أى العمالة الأجنبية، فمن يتصور أن السعودية يمكنها الحياة بدون نفط لمدة 4 سنوات فى حين أن إيران لا تستطيع، فهو إما فاقد للبصيرة أو جاهل بالتاريخ!

ويبدو أن العصابة السوداء التى أصابت ذلك الخبير الاستراتيجى المرعى بالعمى لم يقف أما حقيقة أن إيران تعيش حصار على كافة الأصعدة منذ 1979 تمخض عنها أنها باتت قوة نووية جديرة بزعامة أمة بعكس ذوى الغريزة والملذات والجماجم الخاوية أو المليئة بالجهل والافتقار للمعرفة.

وأعتقد أن صدق بن سلمان فى تصريحه هذا يقتضى أن تعتذر المملكة عما اقترفته ضد الإنسانية فى العراق وسوريا وليبا واليمن، فضلا عن عمليات الإعدام مؤخرا ومن قبلها جريمة مشعر منى. وعليه، يعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارته لإيران لإعلان وقف اضطرابات المنطقة لصالح إسرائيل ولملمة جراح الماضى..

غير أنى لست أدرى لماذا يعتقد البعض أن تصريح بن سلمان يأتى فى إطار المناورة الاستراتيجية الصِبيانية على اعتبار أنها تهديد مغلف بالخوف وتوجيه الاستغاثة بأمريكا وأخواتها..

وبحسب قناة العالم، يذكر أن العلاقات بين طهران والرياض ساءت بعد إعدام السعودية للشيخ النمر الذي قوبل بإدانات رسمية وشعبية على مستوى العالم الاسلامي، كما خرجت تظاهرات في كل من شرقي السعودية وايران والعراق والبحرين ولبنان وكشمير تنديدا بجريمة إعدام الشيخ النمر.

حبل الكذب قصير ورواية الكذب لا بدّ لها ان تنكشف يوماً ما. فالتلفيق والتحوير والكذب الذي يلجأ اليه الاعلام السعودي المأجور أمده قصير، لأن الحقيقة الناصعة سرعان ما تظهر وان حاولوا اخفاءها. لكن هذه المرة _كما مرات عدة سابقة_ كشفوا عنها على وسائل اعلامهم بالرغم من السعي الحثيث لسفّاحي مملكة الرمال القابعين في قصورٍ بنيت من سرقات النفط العربي وثروات الشعب لكمّ الأفواه الحرّة، وتحكّمهم بما يُسمح نشره وما لا يُسمح في الاعلام العربي.

ماذا في الامر؟… قناة “العربية” السعودية احدى قنوات الاعلام المأجور فشلت في مواصلة كذبها وتلفيقها الروايات على الرأي العام بخصوص قضية اعدام العلامة الشهيد الشيخ نمر باقر النمر. وبعنوان “ما لم ينشر عن نمر النمر” أقرّت بالحقيقة التي بات يعرفها العالم الحر بالرغم من تعنتها في اخفائها وكتبت مقالاً على موقعها على الانترنت وتغريدة على “تويتر” أن “النمر هاجم حكومة السعودية”. اذاً هذه هي حقيقة الشيخ النمر وهذه هي قصته، ولا يوجد شيء آخر، فلقد أعدمته السلطات السعودية بجرم التعبير عن الرأي. وها هو اعلام “بنو سعود” يناقض نفسه بنفسه، ولكن العيب كل العيب أن يتم تجاهل أو إنكار الحقيقة الناصعة التي لا يواريها تراب ولا يغطيها سحاب مهما اشتدت عواصف “آل سعود” لتمحي واقع أنهم سفاكو الدماء من دون وجه حق.

والانكى من ذلك، قيام “العربية” بتعديل عنوان “النمر هاجم حكومة السعودية” الى عنوان آخر “ما لم ينشر عن نمر النمر” حتى لا يلحظ أحد سقطتها، الاّ أنها لم تدرك أنها وقعت في سقطة أشنع، لأن ما لم تنشره سابقاً على صفحتها عمداً هو أن الشيخ النمر أُعدم على خلفية رأيه بالحكومة السعودية فقد نشرته لاحقاً بعنوان “ما لم ينشر عن النمر”، وهذا ما ينطبق على الهارب الى الامام من فضيحة الى أخرى. وهذا بحد ذاته “المضحك المبكي” ومما يدعو الى السخرية والرثاء.

هكذا اذاً فإن سطوة “بني سعود” على معظم الاعلام وحتى الحكومات والأحزاب لم تستطع إخفاء الحقيقة. فهذه “العربية” فضحت من حيث لا تدري جرائم ووحشية النظام السعودي وعرّته من كل شعار قد يتخذه غطاءً في ظلمه واستبداده.

فهل يعلن بعض أبناء سعود التوبة والاستغفار والندم ويفاجئنا الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لقطع الطريق على المتربصين بالأمة الاسلامية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى