رأىسلايدر

مآرب الذئب..؟

استمع

سناء السعيد

 

لم يجد “نتانياهو” وسيلة إلا واتبعها لاجهاض الاتفاق الذى وقع فى فيينا فى 14 من يوليو الماضى بين طهران والدول الست الكبرى حول الملف النووى الايرانى، فلقد هاله أن يتم التوصل إلى اتفاق وسارع ووصفه بالخطأ التاريخى الصادم. وازدادت مخاوفه بعد أن تراءى له أن مسيرة رفع العقوبات عن طهران باتت وشيكة بعد ترحيب الأمم المتحدة به واعلان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى الموافقة عليه بالاجماع. مايخشاه نتانياهو فى حقيقة الأمر هى الجائزة الكبرى التى ستحصل عليها إيران فى أعقاب الاتفاق والتى تتمثل فى رفع العقوبات المفروضة عليها والتى قدرها هو بمئات المليارات من الدولارات!!.

ولهذا فإن الهدف الذى يركز نتانياهو عليه الآن هو منع التصديق على الاتفاق فى الكونجرس الأمريكى من خلال حشد ثلثى أعضائه ضد الفيتو الذى سيستخدمه أوباما فيما إذا لم يتم تمرير الاتفاق فى القراءة الأولى. أى أن نتانياهو مازال حريصا على التحرش بالاتفاق النووى ويفعل كل مايمكنه لاجهاضه.من قبل ألقى خطابا أمام الكونجرس الأمريكى فى مارس الماضى قبل التوقيع على الاتفاق النهائى فى محاولة استباقية منه للحيلولة دون تمريره. وباءت محاولته بالفشل الذريع، فتم التوقيع عليه من جانب الدول الست الكبرى بعد أن وافقت طهران بموجبه على تفكيك غالبية منشآتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية التى تخنق اقتصادها.

واليوم مازال نتانياهو حريصا على اجهاض الاتفاق ومن ثم قرر أن يوجه خطابا مباشرا لليهود الأمريكيين غدا الثلاثاء عبر الانترنت يحرض من خلاله أعضاء الكونجرس على رفض الاتفاق، وهو الخطاب الذى سيبث فى الكنس اليهودية الأمريكية فى محاولة لاحباط الاتفاق التاريخى بين إيران والدول الكبرى.ولاشك أن نتانياهو بذلك يناهض أوباما الذى سارع بدوره بتكليف وزير خارجيته» جون كيرى» للتحاور مع نفس المنظمات اليهودية التى سيخاطبها نتانياهو فى محاولة لاقناعها بقبول ماتم التوقيع عليه فى فيينا بين إيران والدول الست الكبرى.

لن يعدم نتانياهو السبيل لمنع تفعيل هذا الاتفاق ومن ثم مضى يركز على تحديد النقاط والملفات التى يعتبرها ثغرات عالقة به. الأكثر من هذا سعيه الدؤوب الآن لاقرار قوانين فى الكونجرس الأمريكى تحدد طبيعة العقوبات التى ينبغى على الادارة الأمريكية الالتزام بها فى حال جرى اكتشاف خروقات إيرانية. فى الوقت نفسه يحاول نتانياهو حشد الجهود ضد الاتفاقيات الجانبية التى تم التوقيع عليها ومن بينها الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبالتالى فإن نتانياهو الذئب لن ييأس وسيستمر ملازما لرياضته المفضلة الا وهى التربص بإيران…..

* نقلا عن الوفد فى 2 أغسطس 2015..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى