رئيس التحريرسلايدر

العربى يدعو المندوبين الدائمين لــ “صلاة الجمعة” فى الأقصى بعد غدِِ ؟!

استمع

أشرف أبو عريفأشرف أبو عريف رئيس تحرير الدبلوماسى

فى استجواب عاجل من الشعب العربى لأمين عام جامعة الدول العربية ومندوبيها الدائمين تحت عنوان ” الشعب العربى يطالب الأمين العام والمندوبين الدائمين صلاة الجمعة القادمة فى المسجد الأقصى .. وتحويل مسار حرب السعودية وأخواتها على اليمن إلى نُصرة الأقصى ورواده وتحرير الأرض العربية المغتصبة بما فيها أعراض العرب والمسلمين ووقف تمزيق العراق وسوريا وليبيا ومحاكمة المجرمين فى محكمة “العدل العربية” عبر أنبل قُضاة العالم العربى والإسلامى ومن ثم تنفيذ الأحكام فى كل ميادين العرب، هذا.. لأن الشعب العربى يريد أن يستقل عن ما يُعرف بالأمم المتحدة وتكون “الأمم العربية الاسلامية’ بديلاََ.

ولأن “الأقصى” مسرى الرسول الأعظم وأولى القبلتين والصلاة فيه تعادل 500 صلاة فيما سواه، فضلا عن استباحة حُرماته وحُرمات رواده، خاصة النسوان، على يد غطرسة المحتل الصهيونى الغاصب للأرض والعِرض، جاءت أسئلة السادة الأعضاء الدائمين على النحو التالى:

  • هل هذا الإستجواب من الشعب العربى حلم أم علم.. يعنى فضفضة وتنفيس عن رغبات مكبوتة ومكتومة وحاجة كدة والسلام .. أم بجد؟!

  • وإذا كان الاستجواب علم وحقيقة، فهل جميعنا سنرتدى زى موحد ولونه أبيض.. وهل ثوب عربى من قطعة واحدة أم ألا فرنكا يعنى (شاكيت ومنطلون وخرافتة)؟!

  • وهل ستأُم معاليك فى الصلاة سائر المندوبين الدائمين والسفراء العرب والمسلمين فى فلسطين أم ستستعين بأمين عام رابطة العالم الإسلامى أم بصديق آخر؟!

  • وهل ستقرأ معاليك فى الصلاة آيات من ذكر الحكيم { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون }.. أم ستكتفى بقصار السور؟

  • وهل ستوجه معاليك الدعوة لرؤساء البرلمانات الدولية وسكرتير عام الأمم المتحدة لتأمين الحدث أم ستستعين بالقوة العربية المشتركة؟!

  • وهل هذه دعوة لكل العرب والمسلمين زيارة القدس والصلاة فى الأقصى فى أى زمان أم كل ويك إند أم مع طلعة كل هلال هجرى أو ميلادى؟!

  • ولأنك يامعالى الأمين العام صادق فى أقوالك تحرير الأقصى، هل ستطالب زعماء العرب والمسلمين الوضوء فى الأقصى وليس فى قصور الرئاسة.. ولا مانع من إطلاق الرغبة فى التزاوج من عرب إسرائيل بنين وبنات عشان نزرع الأرض وتتكلم عربى مش عبرى؟!

  • وهل ستعلن معاليك أنه من الآن فصاعدا سيكون “الأقصى” مشعر ضمن مناسك الحجاج المسلمين.. طبعاََ بشرط عدم “التدافع”؟!

فكم كانت كلمة الأمين العام برداََ وسلاماََ على صدور منكوبى وثكالى العرب من المحيط إلى الخليج على النحو التالى:

السيد الرئيـس،
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،

أرحب بحضراتكم جميعاً، كما أرحب بالسفير طارق القوني مندوب جمهورية مصر العربية الجديد والسفير نجيب المنيف مندوب الجمهورية التونسية في هذه الدورة الطارئة لمجلس الجامعة لبحث تصاعد الممارسات العدوانية الدموية لجيش الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين، وهى انتهاكات صارخة تندرج في إطار إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل المدافع عن حرمة الأقصى وهوية القدس وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والذي تقوم المملكة الأردنية الهاشمية بدور رائد في صيانة هذه المقدسات.

السيد الرئيس،

تواصل إسرائيل اليوم تنفيذ مخططاتها الرامية لتغيير الوضع القائم بالحرم القدسي الشريف، تقسيماً وتهويداً، وذلك من خلال هجمة شرسة غير مسبوقة أسفرت خلال الأيام العشرة الأخيرة عن سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين، في تحد سافر وصارخ للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية ولإرادة المجتمع الدولي بأسره.

ويفرض كل ذلك على المجتمع الدولي القيام بتحمل مسؤولياته واتخاذ التدابير والإجراءات الفعالة والسريعة، بموجب القانون الدولي لوقف الممارسات الإسرائيلية، ووضع حد نهائي لها، تمهيداً لإنهاء الاحتلال وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه كاملة وإقامة دولته الوطنية المستقلة.

وأود هنا، وبمناسبة يوم الغضب الفلسطيني، أن أتوجه بالتحية لنضال وصمود وتضحيات الشعب الفلسطيني وقيادته معبراً عن التضامن المطلق مع هبة الشعب الفلسطيني، ودعم الدول والشعوب العربية لانتفاضته في مواجهة هذا العدوان الذي تتحمل الحكومة الإسرائيلية وحدها المسئولية الكاملة عن تبعاته الخطيرة على الشعب الفلسطيني وأمن واستقرار المنطقة بأسرها، بل وعلى السلم والأمن الدوليين.

وفي هذا السياق، أود أن أحيطكم علماً بأن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس القمة العربية قد استقبلني صباح اليوم، وقد رفعت لفخامته تقريراً عن تطورات الأوضاع الخطيرة في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد وجه فخامته بضرورة بذل جميع الجهود لتوفير الحماية المطلوبة للشعب الفلسطيني. ذلك أن توفير آلية دولية لحماية الشعب الفلسطيني أصبحت اليوم ضرورة قصوى في ظل استمرار العدوان والانتهاكات الإسرائيلية المتمادية على الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة، وينبغي أن تتضافر الجهود العربية لتوفير هذه الحماية الدولية، وأن نبذل كل الجهود ونطرق جميع الأبواب. ولقد سبق أن تقدم الرئيس محمود عباس بطلب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بتاريخ 13/7/2013 بطلب رسمي لتتولى الأمم المتحدة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وأعدت الإدارة القانونية بالأمم المتحدة دراسة حول هذا الموضوع، إلا أنه لم يتم توزيع هذه الدراسة على الدول حتى الآن بدعوى أن مجلس الأمن لم يطلب توزيعها.

وقد قام سفراء الدول العربية في نيويورك بالاتصال مع جميع أعضاء مجلس الأمن وقاموا بطلب هذه الدراسة وتوزيعها على الدول الأعضاء، ولم يحصلوا على نسخة منها وقد طلبت شخصياً الاطلاع عليها إلا أنني أيضاً لم أتمكن من الحصول على نسخة منها.

وفي هذا الإطار، أود الإشارة إلى الزيارة التي قام بها الوفد العربي برئاسة معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت يوم 21 أغسطس 2014 إلى هيئة الصليب الأحمر في جنيف وإلى الحكومة السويسرية باعتبارها الدولة المودع لديها اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، وطرح الجانب العربي في تلك اللقاءات مسألة “القوة الحامية” وفق المادة الخامسة من البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف، وإمكانية قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بهذا الدور في حال تعذر الاتفاق على دولة بعينها، كما طرح الجانب العربي موضوع توفير الحماية الدولية مجدداً في مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة الذي انعقد في 17/12/2014 ولم يتم في حينه التوصل إلى اتفاق على أي إجراءات عملية في هذا الشأن.

وهنا أشير أيضاً إلى أنه سبق لمجلس الأمن أن أصدر قراراً عام 1994 برقم 904 إثر مذبحة الخليل، دعا فيه إلى “اتخاذ تدابير لضمان سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء الأرض المحتلة تشمل، في جملة الأمور، توفير وجود دولي أو أجنبي مؤقت ….”.

واليوم، وفي ظل التصعيد الإسرائيلي وتبعاته الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، أصبح الأمر يتطلب تحركاً سريعاً لعرض هذا الموضوع على مجلس الأمن لإصدار القرار اللازم بشأنه، وإذا تعذر ذلك فإنه لابد وأن يتم عرض الموضوع على الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة لتقوم بإصدار التوصيات اللازمة حول التدابير والإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ولإيقاف الاعتداءات الممنهجة التي تمارسها سلطة الاحتلال الإسرائيلي دون رادع أو وازع من ضمير أخلاقي أو إنساني.

وهذا الموقف الذي نطالب به اليوم يستند إلى أن مجلس الأمن قد أكد في سيل من القرارات انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في يونيو/حزيران 1967، بما فيها القدس الشرقية، ولهذا فإن على مجلس الأمن مسئولية وضع الآليات التي تكفل تنفيذ قراراته واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لضمان سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأشير هنا أيضاً إلى أن محكمة العدل الدولية أكدت في الرأي الاستشاري الخاص بالجدار العازل انطباق اتفاقيات جنيف على جميع الأراضي المحتلة.

السيد الرئيس،

إن مجلس الأمن، وبحكم مسئولياته، مطالب بإجبار حكومة إسرائيل الالتزام بالقرارات الصادرة عنه لصيانة الأمن والسلام ووقف العمليات الاستيطانية المتسارعة وفرض الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات التي وقعتها وما يترتب عليها من إجراءات تتعلق بالانسحاب الشامل من الأراضي الفلسطينية في عام 1967، وإجبارها على نحو فوري بوقف استهدافها للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية الأخرى، وعلى مجلس الأمن القيام بالدور المناط به أو إعلان فشله وإخفاقه في تحقيق وحماية السلم والأمن الدوليين.

وفى هذا السياق، أود التأكيد مجدداً على المسئولية الجماعية العربية إزاء قضية فلسطين التي تبقى دائماً القضية المركزية للأمة العربية، والتي يتوقف مستقبل الأمن والسلم في المنطقة على إقرار الحل الشامل والعادل والدائم لها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية..

  • إلى هنا تنتهى كلمة معالى أمين عام العرب، وعفواََ.. اختلط عليَّ الحُلم بالعلم.. وليتنى لم أستفيق!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى