رأى

الانتخابات الاسرائيلية.. وشىء من الخوف !

استمع

د. محمد عبد العظيم الشيمىtn

أستاذ العلاقات الدولية – جامعة حلوان

اليوم.. تجرى انتخابات الكنيست الـ20، ومعها يتم تشكيل حكومة جديدة.هذا في ظل انقسامات دائرة حول تفضيلات الناخبين الاسرائيليين بخصوص قضايا الأمن القومي، والاقتصاد، والدور العام للدين من قبل التيارات المتشدده، في ظل توقعات بوصول عدد الأحزاب الفائزة  بمقاعد في الكنيست القادمة إلى 10 أحزاب.

وتأتي هذه الانتخابات أيضا في لحظة محورية للعلاقات الخارجية لإسرائيل: حول المفاوضات النووية مع إيران  والتي تقترب من لحظة حاسمة، والعلاقات الإسرائيلية-الفلسطينية المتوترة، والخلافات بين إداراتي نتنياهو وأوباما. 

فقد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، بعد أن فشل اليمين، وتيار الوسط الشريك الرئيسي له في الائتلاف الحاكم في حل خلافاتهما.وانقسمت حكومة نتنياهو – التي يهيمن عليها تيار اليمين- بشأن عدد من القضايا بينها موازنة عام 2015 . وقال نتنياهو الاثنين إنه سيدعو لانتخابات مبكرة ما لم يتوقف الوزراء المتمردون عن مهاجمة سياسات الحكومة.وفي هذه الحال، فإنه سيتم تقديم موعد الانتخابات بدلا من الموعد المحدد في نوفمبر 2017.

وتشير الدلائل بأن فوز الليكود في هذه الانتخابات تعني منحه تفويضا جديدا قد يعطيه مساحة للمناورة ليواصل سياساته الاستيطانية في الأراضي المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها في المستقبل، ومشروع قانون دولة الشعب اليهودي المثير للجدل، الذي يقول منتقدون إنه يظلم الأقلية العربية التي تعيش في إسرائيل وتشكل 20% من السكان.وأقال نتنياهو إثر الخلافات وزير المالية يائير لابيد ووزيرة العدل تسيبي ليفني.

وقد أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى هذا الأمر عقب التحذير الذي وجهه  نتانياهو لوزير المالية يائير لابيد زعيم حزب “هناك مستقبل” (يسار وسط). حيث طلب تجميد مشروع قانون بشأن إلغاء ضريبة القيمة المضافة على شراء المساكن.

وطالب أيضا بزيادة قدرها 1.5 مليار دولار لميزانية الدفاع لتغطية النفقات التي تكبدتها إسرائيل في الحرب ضد قطاع غزة التي استمرت خمسين يوما، بالإضافة إلى توقف لابيد عن توجيه انتقادات للبناء الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة.وطالب نتانياهو لابيد بدعم مشروع قانون مثير للجدل يعرف دولة إسرائيل باعتبارها “الدولة القومية للشعب اليهودي”، الأمر الذي يعارضه لابيد، ووزيرة العدل تسيبي ليفني زعيمة حزب الحركة الوسطي.

يتنبأ بنتائج الانتخابات، يحصل “المعسكر الصهيوني” برئاسة يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني على 26 مقعدا، مقابل 22 مقعدا لحزب “ليكود” برئاسة بنيامين نتنياهو.ورغم التفوق المتوقع للمعسكر الصهيوني، الذي انبثق اتحاد حزب “العمل” وحزب “هتنواعا”، على حزب “ليكود”، لا تزال مهمة تشكيل حكومة حاكمة في إسرائيل معقدة أي أن هناك احتمالا كبيرا أن تقع مهمة تشكل الحكومة على بنيامين نتنياهو في نهاية المطاف لأن تشكيل الحكومة يتطلب تأييد الأحزاب بمجموع 61 مقعدا على الأقل.

وتتنبأ الاستطلاعات الأخيرة بمعطى لافت آخر، وهو أن تكون القائمة العربية المشتركة، برئاسة أيمن عودة، ثالث أكبر تكتل في إسرائيل بعد “المعسكر الصهيوني” وحزب “ليكود”، حيث يُتوقع أن تحصل على 13 مقعدا. أما الأحزاب الأخرى التي من المتوقع أن تحصل على عدد مقاعد أكثر من 10 فهما اثنان: “يش عتيد” برئاسة يائير لبيد 12 مقعدا، “البيت اليهودي” برئاسة نفتالي بينت 12 مقعدا.، كلنا 9 مقاعد، شاس 7 مقاعد ، يهدوت هتوراة 6 مقاعد ، إسرائيل بيتنا 5 مقاعد ، ميريتس 5 مقاعد ، ياحاد 4 مقاعد.

هذا وتدور هذه الانتخابات في ظل  ظل توتر اجتاح العلاقات الامريكية الاسرائيلية في السنوات الاخيرة ، فنتنياهو جاء بسلسلة من المخالفات للمثل والقيم التي تشكل الأساس الذي تقوم عليه العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة. وذلك في ظل تعدي  فاضح لاتفاقية عدم التدخل في السياسة الداخلية لحليف واحد. وخلال السباق الرئاسي الماضي، وضح تدخل نتنياهو الحاد في دعم المرشح الجمهوري ميت روميني، فخطابه أمام جلسة مشتركة للكونجرس، يوم 3 مارس الماضي، لم يقوم بتحريض الجمهوريين ضد الرئيس فقط ،  ولكن كان يقصد أيضا لتعزيز مكانة بلده في أعين الناخبين الإسرائيليين.

ومن جانب أخر فنتنياهو يستثمر كافه الفرص لتشويه صورة إيران وعلى شن هجوم عنيفا على سياسة أوباما تجاه إيران، فقد صرح بأن وزير الخارجية الامريكي جون كيري لم يقدم بديلا  بخصوص الأزمة الايرانيه. هذا وفي الوقت الذي تجاهل فيه ايه اشاره إلى ترسانة إسرائيل نفسها التي تزيد عن 100 رأس نووي أو أيه فكرة بخصوص إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. و خلال هذه الكلمة ذاتها لم  تطرح ايه فكرة بناءة واحدة بخصوص السلام مع الفلسطينيين. وهو ما يشير إلى عدم وجود نهج متكامل ترتكن له إسرائيل لعلاقاتها مع جيرانها.

وبالتالي فالرئيس الامريكي أوباما لديه كل الأسباب وكل مبرر لرمي بثقله وراء الاتحاد الصهيوني في الفترة التي تسبق انتخابات 17 مارس. كما ان جميع المسؤولين الأمريكيين الذين تعاملوا مع نتنياهو ، يعلمون جيدا أن احتمال التوصل الى اتفاق سلام معدومه طالما بقى نتنياهو في السلطة. و بالتالي تنعكس الرؤية الأمريكية حول أن تغيير الحكومة في اسرائيل هو شرط أساسي للتقدم على جبهة السلام في الشرق الأوسط.

وسيظل التساؤل مطروح حول انعاكسات نتائج هذه الانتخابات على الاوضاع الداخلية لإسرائيل ؟ ودلائل هذا على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وعلى متغيرات القوي بالشرق الأوسط؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى