إقتصاد

وسط حضور غفير.. سفارة ماليزيا بالقاهرة تحتفل بعيدها القومى الـ 58 اليوم

استمع
322
أرشيف..

مهند أبو عريف

مع إشراقة شمس الحادى والثلاثين من شهر أغسطس/ آب كل عام، تترقب عيون العالم شرقا وغربا إحتفالات الشعب الإندونيسى بعيد الإستقلال ووقوف المحللين السياسيين والمثقفين والباحثين على أسرار هذا الشعب العظيم فى نهضته السياسية والإقتصادية والثقافية والرياضية كبلد إسلامى ضرب أروع الأمثلة فى الوحدة الإجتماعية رغم أقلياته المتعددة.. هذا فى الوقت الذى يئن فيه السواد الأعظم من العالم الإسلامى من آلام الفُرقة والضغينة والنزاع العرقى كما هو حادث فى بلدان العالمين العربى والإسلامى.

واليوم يحتفل الماليزيون فى قاهرة الأزهر الشريف بعيد الإستقلا ل الثامن والخمسين بمناسة إستقلال بلادهم عن الحكم البريطاني في الحادي والثلاثين من شهر أغسطس 1957م الذي دام سنين طويلة، حتى 31 أغسطس بعد مفاوضات لندن بقيادة الرجل الذي أصبح أول رئيس وزراء لماليزيا بعد استقلالها توانكو عبدالرحمن.

وفي عيد الإستقلال، يحتفل ويحتفي الشعب الماليزي بذكرى هذا اليوم الهام في تاريخهم الحديث الذي مكنهم من تحقيق الاستقلالية، ومكنهم من إدارة شؤونهم وإقتصادهم وجميع مناحي حياتهم بأنفسهم، ومنذ ذلك اليوم، بدأت ماليزيا تتحول رويداً رويداً من بلد فقير يعيش في غياهب الجهل والمرض والتخلف إلى بلد زراعي يقدم الخدمات الأساسية لأفراد الشعب في غضون عقدين من الزمن، ثم أخذت في المزيد من التحول شيئاً فشيئاً حتى أصبحت بعد عقود ثلاثه أخرى بلد صناعي يركب أهله سيارات من صنع أيديهم.

لكن معظم الماليزيين لا يزالون غير راضين عما تحقق منذ الإستقلال،بل يحلمون بأن يشار إلى بلادهم كبلد متطور في مصاف البلدان المتقدمة وفقاً للمعايير الحديثة المعروفة. ولايزال الكثير من الماليزيين ينتقدون أداء الحكومة والسياسة المتبعة التي تُوصف بالعرقية، وتقييد الحريات، ووجود نسبة من الفقر، وأنخفاض رواتب كثير من موظفي الدولة.

ومن المعتاد أثناء الإحتفال بعيد الإستقلال استخدام الألعاب النارية، غير أن إلغاء عرض الألعاب النارية الذي يتم نتظيمه كل عام لملائمة الجو العام  بسبب مآساة طائرتي الخطوط الماليزية الأولى والثانية، خصوصاً إن ماليزيا كانت قد استقبلت جثامين مواطنيها من ضحايا الطائرة الثانية التي تحطمت في أوكرانيا.  ووقتها صرح وزير الإتصالات والوسائط العامة قبل عيد الاستقلال فى حينه بأن الحكومة لن تلغي جميع الاحتفالات ولكنها ستعدلها وستجعلها أٌقل بهرجة لأن روح الاستقلال ينبغي ان تكون قوية في هذه المرحلة بالذات، وان يقف الشعب الماليزي متحداً لإظهار تضامنه في الدفاع عن الوطن وسيادته، بغض النظر عن الأحداث والمشاكل التي تعاني منها البلاد في هذه المرحلة.

وبالمناسبة، نسلط الضوء على رأى الدكتور محاضير بن محمد أحد أبرز رؤساء ماليزيا حول مسألة الهوية الماليزية ومستقبل ماليزيا بصورة غير معهودة، وهاجم الأعراق الكبيرة المكونة للنسيج الإجتماعي للمجتمع الماليزي مؤكداً بأن ماليزيا المنشودة والحقيقية لن تتحقق أبداً طالما كل مجموعة عرقية متمسكة بهويتها الخاصة ولغتها الخاصة وثقافتها الخاصة لكون هذا يعيق جهود خلق عرقية ماليزية جديدة، ويقترح أن تقبل جميع الأعراق هوية جديدة من اجل مستقبل وطنهم. وذكر الدكتور محاضير بن محمد بأنه قد تم الاتفاق على ان تحتفظ كل مجموعة بهويتها في العقد الإجتماعي بعد الإستقلال، لكن هذا حدث قبل 57 عاماً من اليوم.

ويضيف الدكتور محاضير بن محمد عن  تطور هوية الشباب الماليزي: ((يبنغي تطوير التربية الوطنية بما يؤدي إلى بناء شخصية نبيلة، وليس الاهتمام فقط بالمعرفة من أجل بناء جيل ذو مصداقية، فعندما نمنح شبابنا المعرفة، دون أن نبني شخصياتهم، فهم ربما فقط يسيئون إستخدام هذه المعرفة)).

وعن الإقتصاد، يقول د. محاضير بأنه راضي عن الناتج المحلي (6.3 %) التي تحققت في النصف الاول من هذا العام مقارنة بنفس المدة العام الماضي (4.4 %). وأكد أنه من الممكن ان يتحقق نمو أسرع لو لم يكن هناك تفاوت اقتصادي بين المجموعات العرقية، فالاهتمام بالنمو دون توزيع متكافئ سيؤدي إلى توترات بين الأعراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى