سلايدرسياسة

الملايين يحتفلون بعید “النوروز” كرمز للتضامن الشعبی والوطنی

استمع

ارنا – معني النوروز فی الفارسیة ‘یوم جدید’ تحتفل به شعوب آسیا الوسطي والصغري والغربیة وخاصة فی إیران حیث یبلغ عدد المحتفلین به فی العالم حوالی 300 ملیون شخص یوافق الانقلاب السنوی الربیعی ویرتكز علي أساطیر قدیمة وتعود الاحتفالات به إلي أكثر من 2000 سنة ولا یزال حتی یومنا هذا یحظی بمكانة سامیة لدی الإیرانیین فضلاً عن تسجیله فی قائمة الیونسكو للتراث العالمی عام 2009.

تبدأ ممارسة طقوس عید النوروز قبل رأس السنة الشمسیة بأیام وتستمر بعدها لمدة 13 یوماً ولعل إعداد طاولة توضع علیها سبعة أشیاء تبدأ بحرف السین، واجتماع العائلة حولها عندما تدق ساعة العام الجدید هی من أهم التقالید المشتركة بین الشعوب التی تحتفل بهذا العید وكل واحدة من هذه الأشیاء السبعة تحمل معانی العشق والولادة والحظ والبركة والسلامة والسیادة والشفاء فمن الضروری أن تضم الطاولة المعدة للاحتفال بالنوروز سبعة أشیاء تبدأ بحرف السین باللغة الفارسیة وهی الخل، والتفاح، وعملة معدنیة، والثوم، والعشب، والسماق، وحلوي سمنو.

ویعتبر الإیرانیون حلول النوروز تزامنا مع تجدد الطبیعة عند بدایة فصل الربیع رسالة لها معان إیجابیة كثیرة كالتفاؤل والحب والأمل والسلام، وكلها قیم لا تنفصل عن الإسلام وبالتالی لا تعارض بینه وبین الاحتفال بها.

وذكر الباحثون فی تاریخ ایران أن أصل النوروز یعود إلي أسطورة تتحدث عن احتفالات عمت البلاد فی عهد الملك جمشید بسبب نشره للسعادة والخیر والبركة، ثم شید مدرج جمشید أو ما یعرف بـ’تخت جمشید’ لإقامة مراسم العید فی عهد الأخمینیین الذی ما زال قائما فی مدینة شیراز.

إنّ النوروز لم ینفصل عن الثقافة الإیرانیة منذ القدم، ولا یعد جزءا من تقالید دینیة أو تاریخیة بل یعود لأساطیر قدیمة لم تغب عن حیاة الإیرانیین، وهذا سبب استمرار الاحتفال به وأهمیته دون الأعیاد الأخري.

إلي جانب كل ذلك، كان الناس قدیما یضعون الكتاب المقدس علي الطاولة، واستبدل بعد الإسلام بالقرآن أو دیوان الشاعر حافظ الشیرازی. وخلال هذا الیوم یحتفل بعض الناس باللعب بالماء كرمز للتطهّر وتفاؤلاً بموسم زراعی ناجح.

وفی تخلیدهم للمناسبة، یجتهد الإیرانیون فی تغییر أثاث منازلهم وشراء ملابس وحلی جدیدة، وشراء المكسرات واللحوم والحلویات الخاصة بالمناسبة.

ویرتدی البعض فی هذا العید ملابس حمراء ویصبغون وجوههم باللون الأسود ویرتدون قبعات خاصة ویرددون أهازیج ضاحكة لرسم البسمة علي وجوه الآخرین ویبادر الناس فیه لإطعام الفقراء وزیارة قبور الموتی وتستمرهذه الاحتفالات أیاما قد تصل إلي أسبوعین كاملین.

ویُعدّ الأفغان أطعمة خاصة بالنوروز، منها طعام یصنع من القمح وعندما یوضع علي النار تجتمع حوله الفتیات یغنین الأهازیج الشعبیة وفی مصرعید النوروز یقابله عید ‘شم النسیم’.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى