رأىسلايدر

ماما نوال.. ولحظة تكريم الرئيس

استمع

عبدالمنعم مبروك

يقف المرء حائرًا عندما يرى التناقض المُبِين بين واقع الحال الذى تعيشه المرأة فى الشرق – تلك المنطقة التى شرفها الله بأن تكون مهبطًا للأديان السماوية التى تحض على تكريم المرأة ورعايتها – وبين واقع مرير فيه مجتمع ذكورى يضع المرأة فى مرتبة أدنى من الرجل فى الحياة الاجتماعية .. الأمر الذى يخالف الشرع والدين الذى أوصى بالنساء خيرًا .. كما قال النبى الكريم وقول الحق تبارك وتعالى فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ سورة آل عمران: آية 95. وهو ما يعنى المساواة فى الأجر والعمل بين الرجل والمرأة على السواء.

أقول ذلك بمناسبة ما نراه من نسب الطلاق المرتفعة التى تنتشر فى مصر والدول العربية والإسلامية .. ومنطقة الشرق التى شرفها الله بالإسلام الحنيف وبخاتم المرسلين رحمة الله للعالمين.

لقد زُرْت العالم شرقًا وغربًا كمراسل صحفى مع وزراء خارجية مصر ممثلاً للإذاعة المصرية وشاهدت بأم عينى تكريم المرأة فى المجتمعات الغربية والولايات المتحدة… فالمرأة هى التى ترشحت للرئاسة الأمريكية ضد الرئيس الأمريكى السابق “ترامب” .. وهى التى تقلدت منصب نائب الرئيس الأمريكى الجديد “جو بايدن” ..! ولكن ما أدهشنى حقًا بعد ثورتين فى مصر أننى رأيت مع أغلبية المصريين غشاوة استعباد المرأة من جانب جماعات التطرف والإرهاب وأهل الشر التى تعمل تحت عباءة الإسلام وتُحقِّر من شأن المرأة .. وهى الجماعات التى حكمت مصر لعام واحد وانتهت تلك الجماعات بثورة 30 يونيو الشعبية.

ما أثار إعجابى هو تكريم الرئيس السيسى للمرأة المصرية – منذ انتخابه رئيسًا لمصر – ومن بين هؤلاء تكريم رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي للدكتورة نوال الدجوي رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب ومؤسسة مدارس دار التربية كرائدة للتعليم الخاص بمصر وواحدة من أهم الشخصيات العالمية البارزة في مجال التربية والتعليم عن دورها وإنجازاتها ومساهمتها الفعالة في النهوض وتطوير التعليم بمصر.

ومازال الرئيس يُكَرِّم المرأة المصرية فى كل مواقع العمل والإنتاج مثلها مثل الرجل تمامًا، وهى الأم والأخت والابنة والزوجة كما يقول الرئيس فى كل مناسبة … وهو الذى أعاد لها حريتها وكرامتها وكبرياءها وحقوقها … فهن – أى النساء- صانعات للتاريخ فى كل موقع من مواقع العمل على أرض مصر؛ حيث تضيف المرأة القيمة الأخلاقية والإنسانية والعلمية والاجتماعية فى كل المجالات .. فى التعليم والسياسة والعلوم والتكنولوجيا والطب والهندسة وغيرها.

ولعلى أقف باحترام وفخر اليوم أمام نموذج مشرف لمصر فى مجال التعليم والتربية والعلم وهى سيدة كَرَّمَها الرئيس فى عام 2018 بسبب دورها الرائد فى مجال التعليم الخاص ورسالتها فى المجال العلمى، إنها الدكتورة نوال الدجوى خريج جامعة أكسفورد البريطانية وأول سيدة مصرية أقامت أول مدرسة خاصة فى مصر تحت اسم “دار التربية من الروضة إلى الثانوية العامة” وكان ذلك فى عام 1956.

لقد آمنت الدكتورة نوال الدجوى – التى كرمها الرئيس السيسى- برسالة العلم والتعليم والتربية حتى وصلت الآن إلى رئاسة مجلس أمناء جامعتها الخاصة “جامعة أكتوبر الحديثة للعلوم والآداب” أمد الله فى عمرها.

قالت لى الدكتورة نوال الدجوى رائدة التعليم الخاص فى مصر إنها تفخر بأنها حصلت على اعتماد بريطانيا فى الخمسينيات باختيار مدارس دار التربية للطفل ودار التربية للإعدادى والثانوى بعد ذلك كنموذج مشرف للتعليم الخاص فى مصر وأن هذه المدارس استطاعت تخريج أفضل شباب فى العالم -بشهادة البريطانيين– وتفوقت على العالم فى جميع المواد العلمية والرياضية، وأضافت أن السفير البريطانى فى مصر وقف فى دار الأوبرا وهو يشيد بالنتيجة التى وصلت إليها دار التربية للتعليم الخاص فى مصر تحت قيادة “ماما نوال” كما يسميها أبناء المدارس والجامعة وأنها قامت بتخريج أفضل طلبة فى العالم فى كل المواد العلمية والرياضيات وأن “ماما نوال” تفوقت بأبنائها على العالم كله فى المواد العلمية وهو ما كان ومايزال أكبر نيشان لمصر، وهو ما يعنى التميز المصرى فى التعليم على مستوى العالم، الأمر الذى يفخر به كل مصرى ومصرية … فنحن الذين بدأنا كمصريين تجربة التعليم الخاص من خلال أول سيدة مصرية واستطعنا اكتساح العالم .. وبسبب تميز السيدة المصرية وتفوقها على العالم فى مجال طرق التدريس والتعليم، فقد حصلت الدكتورة نوال الدجوى فى عام 2006 على الدكتوراه الفخرية من وزيرة التعليم والثقافة البريطانية “بلاك ستون” عندما كانت وزيرة فى حكومة “تونى بلير” رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، وهى جائزة عالمية لا يحصل عليها سوى المتميزين فى مجال العلم والتعليم .. كما كرمها اتحاد الجامعات الأمريكية فى عام 1999 كأفضل سيدة فى العالم من مصر تحصل على هذا التكريم كرائدة من رواد التعليم فى مصر ومنحها الاتحاد درجة الدكتوراه الفخرية.

قالت الدكتورة نوال عن تكريم الرئيس السيسى لها فى عام 2018 إنه كان ولا يزال أسعد يوم فى حياتى لأنه تكريم من مصر كلها لشخصى المتواضع … إن الدكتورة نوال الدجوى هى نموذج يُحتذى اليوم أمام شباب وشابات مصر وأيضًا نموذج من سيدات مصر اللاتى يصنعن التاريخ لمصر بحق .. وللحديث بقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى