رأى

رمضان.. هبات ومنح ربانية

استمع

بقلم / هشام صلاح

ما أشد جحود العبد واعراضه ونسيانه وانشاغله بأحواله ودنياه عن ربه ، مع أن الله فى كل ثانية فاتح أبواب السماء لمن يقول : (يارب ) فقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاتضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح )
فما أرحمك ربى وما أعظم حلمك وصبرك علينا ، وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم ( الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها ) وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد استدعى منه صرف تلك الرحمة عنه , فإذا تاب إليه فقد استدعى منه ما هو أهله وأولى به .
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها .
وها قد أظلنا شهر كريم شهرتنزل فيه القرآن ليكون هدى للناس وبينات من الهدى الفرقان، نعم هدى لمن عقد النية على الهداية ، شهر جعل الله فيه ثلاثين ثمرة لعباده الصائمين شهر جعل الله أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
شهر رمضان الذى جعل الله فيه ليلة هى خير من ألف شهر لتكون عوضا لامة الاسلام عن قصر أعمارها ، فقد تحدث بعض الصحابة لرسولنا الكريم بقوله ما أهون وأقل أعمارنا مقارنة بأعمار الامم السابقة التى كان الواحد منهم يعيش العمر الطويل لتكون فرصة عظيمة لتحصيل الحسنات ومضاعفة الاعمال التى تقربة الى الله وهنا تجلت رحمة وحب الله لامة الاسلام فاستبدلها قصر أعمار أمتها بليلة القدر التى هى خير من ألف شهر نعم حسنات ثلاتة وثمانين عاما نستطيع تحصيلعا بقيام ليلة واحدة فما أعظم رحمتك بنا يا الله وما أشد عطفك علينا يارب.
أخوتى وأخواتى أوصيكم ونفسى فى هذه الشهرالكريم بأن نتحلى بصفات المجاهدين نعم إننى فى شهر جهاد، جهاد للنفس لصرفها عن المعاصى وتقريبها من الطاعات ، تلك النفس التى تتحكم فينا طوال العام ، فشاءت حكمة الله أن يجعل لنا شهرا نعيد فيه التوازن إلى نفوسنا وقلوبنا فنضبت تلك النفس ونلجمها بلجام الطاعة قلا تطغى علينا الشهوات النفس وملاذاتها لنصير آسراها فمرحبا بشهر الحرية من تحكم النفس فينا لنعيدها الى مسارها الصحيح بالصوم والطاعات.
فاهلا بك رمضان ضيفا عزيزا عظيم القدر ما إن نآنس بقدومك إلا وتفارقنا سريعا فالله الله يا رمضان وأشهد الله أنى استودعكم هذا الشهر الكريم الذى أهداه الله لنا فيا أخوتى وأخواتى لاتضيعوا أمانة الله عنكم ولاتقوموا عليها ولتحسنوا ضيافتها.
تقبل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى