رأى

صور الفرق بين فساد المسؤولين

استمع

بقلم / هشام صلاح

عجبا ثم عجبا للمجتمع والمسئول فى اليابان فبمجرد أن يظهر فشله أو شبهة فساد حوله ، نراه على الفور يحمل نفسه المسئولية فيستقيل أو ينتحرفى أحيان أخرى ليغسل عاره والتجربة والأمثلة اليابانية فى هذا الشأن كثيرة ،
– فهذا وزير الرياضة استقال عام 2015 بسبب أن النواب اعترضواعلى زيادة تكلفة الملعب الاوليمبى الرئيسى الذى سيستضبف دورة الالعاب الاولمبية ( استقال لمجرد أن قال النواب ان التكلفة زاد عما أتفق عليه فلم يقل أحد أنه سرق أو اختلس فقدم استقالته بسبب عدم صدقه)
– وهذه أيضا وزيرة العدل فى اليابان استقالت من منصبها بسبب ماذا ؟
الجواب / أن المعارضة قالت عنها : أنها وزعت (هدايا غير قانونية على الناخبين )
– وحق لنا أن نعرف ما هى الهدايا أو – الرشوة الانتخابية – التى وزعت ؟
ما هى إلا أن الوزيرة فى إحدى مؤتمراتها الانتخابية فى بلدها وزعت ( مروحة ورقية صغيرة ) على الحضور قيمتها بالمصرى حوالى ستة جنيهات مروحة يا سادة لا تساوى قيمتها مشروب يقدم
الامثلة لمحاسبة المسؤولين لانفسهم قبل محاسبة المجتمع والدولة لهم كثيرة تلك الامثلة وهذه المحاسبية بمقارنتها بما وصلنا إليه تجعل حجم الكارثة التى نعيشها كبير والفساد عظيم حيث نراه وقد استشرى فى أغلب إن لم يكن كل مؤسسات الدولة
فهذا محافظ المنوفية السابق لم يترك منصبه إلا بعد أن قبضت عليه الجهات الرقابية متلبسا بالتربح والحصول على رشى بحكم منصبه
– وتلك نائب محافظ الاسكندرية لم تغادرمنصبها إلا وهى ترتدى أساور من حديد بعد أن قام صقور الرقابة الادارية بإلقاء القبض عليها بعد حصولها على رشى وهدايا وتربح حققتهم من خلال توليها لمنصبها
– – وتلك خيبة الأمل التى أصابتنا جراء اتحاد كرة القدم وفريقه بخروجنا المبكر والمخزى من بطولة كأس العالم فقتل بذلك حلم وأمل ملايين المصريين ، كذلك ما صاحب رحلتهم لروسيا من قصص وروايات مع الفنانين والراقصات جعلتنا أضحوكة العالم وتندر صفحات التواصل
– وهذه أيضا قصة رئيس حى الدقى سيادة اللواء – الجنرال – الذى تربى على التقاليد العسكرية من أمانة وشرف تقبض عليه الجهات الرقابية بعد بلاغات عن طلبه لرشوة كبيرة من احد ملاك الابراج السكنية بالحى الذى يتولى رأسته فأى شرف قد أذله بفعلته هذه !
– حتى مسئول مياة الشرب بالجيزة والذى لم يستطع حل مشكلة انقطاع المياة لساعات وأيام عن مناطق كثيرة بالجيزة ككفر طهرمس وغيرها فمازالت أصداء القبض عليه والتحقيق معه لحصوله على ملايين الجنيهات تتردد على مسامع الناس كاشفة عن حجم الفساد
كل هذه المعطيات إلام تشير!!
هل تعنى وتسير إلى أن هناك شعب أحسن من شعب أو أن هناك شعب اسوأ من شعب !؟
لا والله —- ، فالله لا يخلق إلا كل ما هو طيب فلا يوجد إنسان يولد بصفات محددة إيجابية كانت أم سلبية ، لان البشر جميعهم سواء ( فكل مولود يولد على الفطرة )
إذا ما العلة وما السبب فى هذا الداء والمرض الأخلاقى ؟
إنه عزيزى القارىء الفرق فى أشياء أساسية ظهر أثرها جليا فى حياة هذه الأمثلة وتصرفاتها إنها :
( البيئة —— والتعليم ) مع ( نظم تربوا عليها ) كذلك وهو الاهم ( آليات المراقبة والمحاسبة ) تلك التى أهتمت بها دول وأهملتها أخرى
والخلاصة /
إن مجتمعنا المصرى ليس بحاجة إلى أن يستورد آلات أو قيادات يابانية لتدير المؤسسات إنما يحتاج قبل كل شىء إلى تربية الضمير فى الانسان وغرس الوازع الدينى والقيم النبيلة
كذلك وهو الأهم نشر العدل بين جميع الطبقات ومحاسبة كل مخطىء عما أخطأ ،
يأتى مع كل هذا حسن اختيارالدولة للقيادات بعيدا عن الوساطة والمجاملات والاهتمام بتربية النشء الصالح من خلال تعليم وصحة ومساواة حقيقة تليق بأبناء وطننا الحبيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى