سلايدر

“العامة للاستعلامات”: مصر وتشاد.. توافق بشأن ليبيا وتعاون فى الساحل والصحراء

استمع

أشرف أبو عريف

* العلاقة بين مصر وتشاد ممتدة ومتميزة ومتعددة الجوانب والمجالات!

 ويعود تاريخ تشاد إلي عصر الإمبراطوريات، حين قامت أول مملكة عربية إسلامية في تشاد في القرن الثاني الهجري والثامن الميلادي، كان اسمها مملكة “كانم” شمال شرق بحيرة تشاد، ثم اتسع نفوذها في القرن الثالث الهجري، إلي أن وقعت تحت الاستعمار الفرنسي بدءاً من عام 1920م إلي أن نالت استقلالها عام 1960م. وفي عام 1979 قامت الحرب الأهلية التي استمرت حتي عام 1982. وقد أكد “إبراهيم حسين طه” وزير خارجية تشاد فى تصريحات صحفية فى مارس 2017 إلى أن هناك تنسيقا كاملاً وعلى أعلى مستوى بين القاهرة وانجامينا فى كافة القضايا الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن العلاقات القوية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وإدريس ديبى تدعم هذا التنسيق وتؤكد عليه فى كافة المحافل، الأمر الذى يخدم مصالح البلدين الشقيقين.وأكد فى هذا الصدد إلى أن دعم مصر لمرشح تشاد لمنصب رئيس المفوضية الإفريقية كان له الأثر البالغ فى الفوز بهذا المنصب الرفيع.

وطبقاً للتقرير الذى أعدته  الهيئة العامة للاستعلامات فإن  العلاقات بين مصر وتشاد علاقات قديمة بحكم ما يجمع البلدين من عوامل مشتركة، وبحكم عضوية البلدين فى العديد من المنطمات الدولية والإقليمية ومنها الاتحاد الأفريقى، وتجمع الساحل والصحراء،  ومنظمة التعاون الإسلامى، والنيباد، إضافة إلى تعدد مجالات التعاون فى العديد من الملفات ومنها الملف الليبى بحكم الجوار الجغرافى واشتراك البلدين فى آلية “دول الجوار الليبى، وكذا التعاون من أجل التنمية المستدامة.

استناداً لهذه المعطيات تكتسب زيارة الرئيس السيسى لتشاد ضمن جولته الأفريقية الحالية أهمية كبيرة من أجل مزيد من التشاور حول أهم الملفات الأقليمية ذات الاهتمام المشترك ودفع وتيرة  التعاون الثنائى بين البلدين .

الرئيس ديبى فى القاهرة

وقد رصد تقرير هيئة الاستعلامات كثافة اللقاءت بين مسئولى البلدين على كافة المستويات ومن أبرزها خلال الفترة السابقة، قيام رئيس جمهورية تشاد إدريس ديبي بزيارة رسمية لمصر فى 14-12-2014 حيث التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتم خلال الزيارة استعراض عدد من القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك. حيث استأثرت الأوضاع في ليبيا بجزء هام من اللقاء، وقد توافقت الرؤى حول أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وصون مقدراتها، ودعم المؤسسات الليبية الشرعية وفي مقدمتها البرلمان الليبي والجيش الوطني.

 كما  تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، ولاسيما مجاليّ الصحة والزراعة ،حيث شهد السيد رئيس الوزراء ورئيس جمهورية تشاد مراسم التوقيع على بروتوكول للتعاون الطبي بين مصر وتشاد، فضلاً عن التعاون في مجال المياه الجوفية ودراسة إنشاء مزرعة نموذجية مصرية في جنوب شرق تشاد، وذلك في إطار التعاون الزراعي، لتنمية الثروة الحيوانية وزراعة بعض أنواع من المحاصيل الزيتية والتقاوي المحسنة، وقد أكد الرئيس السيسى خلال الزيارة حرص مصر على استمرار برامج بناء القدرات للكوادر التشادية في مختلف المجالات ووفقاً لأولويات الجانب التشادي سواء من خلال الأزهر الشريف أو الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

كما  أشاد “إدريس ديبي” رئيس جمهورية تشاد  بالدور الذي قامت به مصر على مر السنين في تعليم اللغة العربية للطلاب التشاديين ، مثمناً الدور الإيجابي للمعلمين المصريين وأساتذة الجامعات المبعوثين إلى تشاد ومعرباً عن أمله في زيادة أعدادهم بكافة المراحل التعليمية المختلفة. وقد نوّه الرئيس التشادي كذلك إلى دور التشاديين من خريجي الجامعات المصرية في إثراء مختلف جوانب الحياة العملية والمؤسسات التشادية..وقد سبق للرئيس إدريس ديبى زيارة مصر أيضاً فى 22 يونيو 2010 وقد حينها بزيارة إلى مشروعات شرق العوينات، بهدف التعرف على الرؤية المصرية فى تطوير الزراعة والاستفادة من الخبرة المصرية لتطبيقها فى تشاد.

السيسى وديبى فى نيويورك

 على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة فى 23/9/2014، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بنيويورك الرئيس إدريس ديبي، رئيس جمهورية تشاد، ، حيث بحث الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك.

فى 2/8/2017 قام “بشارة عيسى جاد الله” وزير الدفاع التشادى بزيارة لمصر، إستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، سلّم “بشارة الرئيس السيسى رسالة من الرئيس التشادى تؤكد حرص تشاد على العمل من أجل توطيد العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين.

 ويشير تقرير هيئة الاستعلامات إلى أنه جرى توقيع العديد من اتفاقيات للتعاون بين البلدين  منذ عام 1984، أثمرت عن تشكيل اللجنة العليا المشتركة، والتى عقدت عدة مرات ..وهذه الاتفاقيات وما تلاها تمثل أساس العلاقة الاستراتيجية، وتشمل الاتفاقيات بين القاهرة وانجمينا مختلف المجالات، إلا أنها تتركز فى مجالى الاقتصاد والتنمية والثقافة والاعلام.

وتُعد تشاد سوقاً أمام المنتجات المصرية والعربية، كما أنها تُعد بوابة هامة بالنسبة لمصر نحو القارة السمراء.. كما تٌعد مصر بوابة تشاد السياسية والاقتصادية نحو العالم العربى وحوض البحر المتوسط.

تبادل تجارى محدود

ولا يزال معدل التبادل التجاري بين البلدين محدوداً لا يتناسب مع عمق العلاقات الثنائية الأمر الذي يفتح الباب امام مزيد من الجهود لتيسير التجارة وحل العقبات التي تواجهها خاصة في مجال نقل البضائع نظراً لموقع تشاد الجغرافي كدولة ليس لها شواطئ بحرية.

وتُمثل الصادرات المصرية إلى تشاد فى سلع غذائية وهندسية وطبية وأثاث وحاصلات زراعية وملابس ومنسوجات وجلود، وتتمثل أهم بنود الواردات من تشاد فى منتجات غذائية متنوعة وقطن، وقد تم تم تدشين خط مباشر لمصر للطيران بين القاهرة وانجامينا فى الثانى من أغسطس 2014، ويأتي افتتاح هذا الخط فى إطار حرص مصر على تعزيز أواصر التعاون بين البلدين وخدمة الطلاب الوافدين من تشاد للدراسة في الأزهر الشريف أو للعلاج في مصر وتشجيع التجارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى